أكّد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، اليوم الأربعاء، أنّ القراءة الأولى لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط، تشير إلى "إهدار كبير لحقوق الفلسطينيين المشروعة".
ونقلت وكالة "رويترز" عن أبو الغيط قوله: "نعكف على دراسة الرؤية الأميركية بشكل مدقق، ونحن منفتحون على أي جهد جاد يبذل من أجل تحقيق السلام".
وكان ترامب قد أعلن أمس خطته للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وقال إنّ الخطة هي مسار قوي للأمام، مؤكدًا سعي بلاده لحلول واقعية تجعل المنطقة أكثر استقرارًا.
وأضاف أنّ "خطته تؤّكد بقاء القدس عاصمة غير مجزأة لإسرائيل"، لافتًا إلى إنشاء لجنة مع إسرائيل لجعل خريطة السلام واقعية.
وأشار ترامب إلى أنّ الشعب الفلسطيني يستحق حياة أفضل، مؤكّدًا أنّ خطة السلام تتضمّن دولة فلسطينية متصلة الأراضي، مشدِّدًا على أنّ "القدس العاصمة الموحدة لإسرائيل"، وقال: إنّ خطته قد تكون الفرصة الأخيرة للفلسطينيين للحصول على دولة مستقلة.
وأوضح أنّ خطته للسلام تتألف من 80 صفحة وهي الأكثر تفصيلا على الإطلاق، وتابع: "خطتي ستمنح الفلسطينيين عاصمة في القدس الشرقية، حيث سنقوم بافتتاح سفارة لنا فيها.. من المنطقي أن نقوم بالكثير من أجل الفلسطينيين وإلا فلن يكون الأمر منصفًا".
ولفت إلى تشكيل لجنة مشتركة لتحويل خريطة الطريق الخاصة بالسلام وفق خطته إلى خطة تفصيلية للسلام، وقال: "العديد من الدول تريد المشاركة في توفير 50 مليار دولار لمشاريع جديدة في الدولة الفلسطينية المستقبلية".
وكان الأمين العام المساعد للجامعة العربية حسام زكي قد صرّح أمس الثلاثاء، بأنّ مجلس الجامعة سيعقد اجتماعًا طارئًا يوم السبت، لمناقشة خطة ترامب للسلام.
وعقد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن مؤتمرًا صحفيًّا أمس الثلاثاء، جدَّد فيه رفضه لخطة السلام التي أعلنها ترامب، قائلًا إنّ "الصفقة لن تمر", وأضاف: "القدس ليست للبيع.. المؤامرة لن تمر، والشعب الفلسطيني سيرفضها".
وشدَّد عباس على التمسُّك بدولة فلسطين وعاصمتها القدس، وذلًك ردا على خطة السلام التي اعتبرت المدينة "عاصمة لا تتجزأ لإسرائيل"، وأشار إلى أنّ مخططات تصفية القضية الفلسطينية سائرة إلى فشل وزوال، وأنّ الأولوية في الوقت الحالي لـ"جبهات المقاومة".
وأضاف: "خطة السلام لا تختلف عن وعد بلفور، نفس الكلام.. ما حصل اليوم كان عودة إلى 1917.. هذه هي الصفقة التي تستند إلى وعد بلفور الذي صنعته أمريكا وبلفور، وبالتالي فإن أمريكا تقوم بتطبيق ما وضعته في وقت سابق".
وعبّر عباس عن رفضه أن تكون واشنطن وسيطًا وحيدًا لعملية السلام، وإنما الرباعية الدولية والدول الكبرى في مفاوضات على أساس الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن الدولي.