اعتبرت منظمة التحرير الفسطينية أن "صفقة القرن" فرض لنظام "أبرتاهيد" (التمييز العنصري)، مؤكدة أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومسشاريه لم يكتبوا حرفًا واحدًا منها.
وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفسطينية صائب عريقات: إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومسشاريه لم يكتبوا حرفا واحدا من "صفقة القرن"، بل نسخوا أفكارا صاغها فريق صهيوني.
وأضاف المسؤول في منظمة التحرير الفلسطينية في حديث لإذاعة "صوت فلسطين" الرسمية، اليوم الأربعاء، أن ما طُرح أمس خلال عرض الرئيس الأمريكي بنود خطته للسلام في الشرق الأوسط المعروفة بـ"صفقة القرن"، سمعه حرفيا خلال لقاءات التفاوض الفلسطينية - الإسرائيلية منذ عام 2011 وحتى 2014.
واعتبر عريقات، الخطة "فرضا لنظام أبرتاهيد" (التمييز العنصري)، مشيرا إلى أن مواقف الدول الرافضة للصفقة تؤكد أنها "لن تفلح أبدا".
وانتقد عريقات الدول والأطراف التي أعربت عن دعمها للخطة الأمريكية وتقديرها لجهود ترامب في طريق التسوية الفلسطينية الإسرائيلية، متسائلا ما إذا كات تستطيع تسليم مفاتيح المسجد الأقصى وكنيسة القيامة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتياهو، أو أنها تستطيع ضم المستوطنات وغور الأردن لإسرائيل.
وشدد عريقات على أن الأصوات التي سمعت حول تقدير جهود ترامب، جائت انطلاقا من منطق المصالح و"نتيجة إملاءات" مستشار البيت الأبيض المسؤول عن ملف "صفقة القرن" وصهره، جاريد كوشنر، والتلويح بورقة إيران لتخويف تلك الدول.
وأضاف المسؤول في المنظمة: "حتى لو كانت هذه اللغة لغة مصالح فإن عليهم أن يعلموا أن هذه الصفقة نسخت من أفكار نتنياهو وقادة المستوطنين"، حيث أنها تتكون بالكامل من "أفكار صاغها فريق صهيوني مثّل مجالس المستوطنات".
وأعرب عريقات عن تقديره للمواقف التاريخية لكل من السعودية والأردن ومواقف الدول التي رفضت إعلان ترامب، ولم تذهب إلى واشنطن لحضور إطلاق الصفقة المشؤومة، مشيرا إلى روسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.
وأضاف عريقات: "من يريد الحل عليه أن يرتكز على قرارات الشرعية الدولية ومجلس الأمن الدولي.. ما طرحه ترامب هو فوضى سنقف لها بالمرصاد وسننتصر وسنشهد استقلال دولة فلسطين وعاصمتها القدس".
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيس حكومة تسيير الأعمال الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في البيت الأبيض، أمس عن بنود وتفاصيل "خطة السلام" الأمريكية في الشرق الأوسط المعروفة إعلاميا باسم "صفقة القرن"، وتضمنت هذه الخطة العديد من البنود الاقتصادية، التي وصفها ترامب أنه من شأنها تمكين الشعب الفلسطيني من بناء مجتمع فلسطيني مزدهر وحيوي.
وتتضمن الخطة التي رفضتها السلطة الفلسطينية وكافة فصائل المقاومة، إقامة دولة فلسطينية "متصلة" في صورة أرخبيل تربطه جسور وأنفاق، وجعل مدينة القدس عاصمة غير مقسمة لإسرائيل.ولاقت الصفقة التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في مؤتمر صحفي عقده في واشنطن، بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، رفضاً فلسطينياً واسعاً، فيما لم تتضح بعد ملامح الخطة الفلسطينية لمواجهتها.
وفي قطاع غزة، اندلعت مظاهرات رافضة لـ"خطة السلام" التي أعلنها ترامب، حيث أحرق المتظاهرون الفلسطينيون إطارات السيارات أثناء مظاهرة في شمال قطاع غزة.
وعقد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن اجتماعًا للقيادة الفلسطينية، قال خلاله إنّ القدس ليست للبيع وليست للمساومة، مشدِّدًا على أنّ صفقة القرن لن تمر.
وأضاف حسبما نقلت عنه وسائل إعلام فلسطينية: "استراتيجيتنا ترتكز على استمرار كفاحنا لانهاء الاحتلال وتجسيد استقلال الدولة وعاصمتها القدس".
وشدَّد عباس على التمسُّك بدولة فلسطين وعاصمتها القدس، وذلًك ردا على خطة السلام التي اعتبرت المدينة "عاصمة لا تتجزأ لإسرائيل"، وأشار إلى أنّ مخططات تصفية القضية الفلسطينية سائرة إلى فشل وزوال، وأنّ الأولوية في الوقت الحالي لـ"جبهات المقاومة". وأضاف: "خطة السلام لا تختلف عن وعد بلفور، نفس الكلام.. ما حصل اليوم كان عودة إلى 1917.. هذه هي الصفقة التي تستند إلى وعد بلفور الذي صنعته أمريكا وبلفور، وبالتالي فإن أمريكا تقوم بتطبيق ما وضعته في وقت سابق". وعبّر عباس عن رفضه أن تكون واشنطن وسيطًا وحيدًا لعملية السلام، وإنما الرباعية الدولية والدول الكبرى في مفاوضات على أساس الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن الدولي.