العرب وصفقة القرن.. غضب إلكتروني وتظاهرات محدودة ودبلوماسية «هادئة»

وقفة منددة بصفقة القرن
في الوقت الذي ظهر فيه غضب عربي "شعبي" ضد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطة السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين المعروفة بـ"صفقة القرن"، ما بين تحويل منصات مواقع التواصل الاجتماعي لساحات غضب، واحتاجاجات شعبية في بعض المدن، يبقى التساؤل حول موقف الأنظمة العربية من هذه الصفقة التي تمثل هدرًا كبيرًا للحقوق الفلسطينية.   الخطة الأمريكية تضمَّنت أن تكون القدس عاصمة موحدة للدولة الإسرائيلية، بجانب أنها سوف توفر 50 مليار دولار للفلسطينيين لتحسين مستقبلهم.   ونصت بنود الصفقة على تسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بناء على صيغة حل الدولتين، مع بقاء القدس عاصمة "موحدة" لإسرائيل وتخصيص أجزاء من الجانب الشرقي من المدينة للعاصمة الفلسطينية، إضافة إلى سيادة إسرائيل على غور الأردن والمستوطنات في الضفة الغربية.     ردود أفعال غاضبة انطلقت ضد الصفقة لكنّها ظلّت على المستوى الشعبي، ولجأ الكثيرون إلى حساباتهم وصفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي للتعبير عن غضبهم من بنود الخطة الأمريكية، فيما  شهدت الأراضي الفلسطينية، وبعض المدن العربية، احتجاجات شعبية لرفض خطة ترامب التي  يُنظر إليها على صعيد واسع بأنّها تعمل على تصفية القضية الفلسطينية.   وفي مدن رام الله وطولكرم وجنين وبيت لحم بالضفة الغربية، خرجت مظاهرات عدة تنديدًا بصفقة القرن ودعمًا للرئيس الفلسطيني محمود عباس، وشرعت مكبرات الصوت في المساجد الفلسطينية بفتح القرآن الكريم حدادًا على إعلان الصفقة.   كما خرجت مسيرات في قطاع غزة، رفضا للخطة التي أعلنها ترامب، وقال المتظاهرون إنَّ الخطة تتجاهل الحقوق والثوابت الفلسطينية، وتنتهك جميع الاتفاقيات الدولية، وبخاصةً فيما يتعلق بالقدس وحق العودة، وأكدوا أنها تظهر ما وصفوه بحجم التواطؤ الأمريكي مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.   موجة الغضب امتدت إلى الأردن، حيث نظمت أحزاب وفعاليات شعبية وشبابية وقفة احتجاجية أمام السفارة الأمريكية في عمّان تزامنا مع إعلان الخطة، وندد المحتجون بالانحياز الأمريكي للاحتلال الإسرائيلي ومحاولته تصفية القضية الفلسطينية.   على الصعيد الرسمي، أصدرت الدول العربية بيانات عبَّرت فيها عن موقفها من الخطة الأمريكية المقترحة، وتعاملها مع القضية الفلسطينية.   الجامعة العربية الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط قال إنّ الخطة الأمريكية تشير إلى إهدار كبير لحقوق الفلسطينيين المشروعة، وقال إنَّه يعكف على دراسة الرؤية الأمريكية بشكل مدقق، موضحًا: "نحن منفتحون على أي جهد جاد يُبذل من أجل تحقيق السلام".   الموقف المصري في تعليقها على صفقة القرن، قالت وزارة الخارجية إنَّ مصر تقدر الجهود الأمريكية المتواصلة من أجل التوصل إلى سلام شامل وعادل للقضية الفلسطينية، بما يسهم في دعم الاستقرار والأمن بالشرق الأوسط وينهي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.   وأضافت "الخارجية"، في بيان، أن مصر ترى أهمية النظر لمبادرة الأمريكية من منطلق التوصل لتسوية القضية الفلسطينية بما يعيد للشعب الفلسطيني كامل حقوقه المشروعة، من خلال إقامة دولته المستقلة ذات السيادة على الأراضي الفلسطينية، وفقا للشرعية الدولية ومقرراتها.   ودعا البيان، الجانب الفلسطيني والإسرائيلي بالدراسة المتأنية للرؤية الأمريكية لتحقيق السلام، والوقوف على كافة أبعادها وفتح قنوات الحوار لاستئناف المفاوضات برعاية أمريكية، من أجل التوصل إلى اتفاق يلبي تطلعات وآمال الشعبين في تحقيق السلام الشامل والعادل، بما يؤدي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.     الكويت تشيد بالجهود دولة الكويت أشادت بجهود الولايات المتحدة لحل الصراع العربي الإسرائيلي، وإنهاء معاناة الفلسطينيين التي امتدت لأكثر من سبعين عاما، ومثلت هدم لأمن واستقرار المنطقة.   وقالت وزارة الخارجية الكويتية، في بيان: "انطلاقًا من موقف الكويت المبدئي والثابت بدعم خيارات الشعب الفلسطيني، تؤكد أن الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية لا يتحقق إلا بالالتزام بقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة وبالمرجعيات التي استقر عليها المجتمع الدولي وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة ذات السيادة في حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".   السعودية تدعم الجهود لم يختلف الموقف السعودي كثيرا، حيث أعلنت وزارة خارجية المملكة دعمها لكافة الجهود الرامية للوصول لحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.   وقالت في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية "واس"، إن المملكة تقدر الجهود التي تقوم بها الإدارة الأمريكية برعاية الرئيس دونالد ترامب لتطوير خطة شاملة للسلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.   وجاء في البيان: "تشجع المملكة البدء في مفاوضات مباشرة للسلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي تحت رعاية الولايات المتحدة".   دعم إماراتي أعلنت الإمارات دعمها لخطة الرئيس الأمريكي للسلام المعروفة بـ"صفقة القرن"، إذ نشرت السفارة الإماراتية في واشنطن على موقفها الرسمي بيانا قالت فيه إن خطة ترامب تمثل نقطة انطلاق مهمة للعودة إلى المفاوضات ضمن إطار دولي تقوده الولايات المتحدة.   وقال السفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة، في البيان، إن "دولة الإمارات تقدر الجهود الأمريكية المستمرة للتوصل إلى اتفاق سلام فلسطيني - إسرائيلي"، مضيفًا أن "هذه الخطة هي مبادرة جادة تتناول العديد من المشاكل التي برزت خلال السنوات الماضية".   لبنان يرفض الرئيس اللبناني ميشال عون أعلن تضامن بلاده رئيسا وشعبا مع الفلسطينيين، في مواجهة "صفقة القرن"، وذلك خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وفقا لبيان صادر عن الرئاسة اللبنانية.   وقال الرئيس اللبناني، إن بلاده تتمسك بالمبادرة العربية للسلام التي تم إقرارها في بيروت عام 2002، لاسيما حق عودة الفلسطينيين إلى أرضهم، وقيام دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس، مشددا على أهمية وحدة الموقف العربي حيال مسألة صفقة القرن.   وفي السياق نفسه، كتب حسان دياب، رئيس الحكومة اللبنانية، على حسابه عبر تويتر: "ستبقى القدس هي البوصلة وستبقى فلسطين هي القضية".   كما أن نبيه بري، رئيس البرلمان اللبناني، أعلن رفضه لصفقة القرن، التي اعتبرها بمثابة إجهاض لما تبقى من الحلم الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة، مؤكدا أن لبنان لن تقبل أن يكون شريكا في بيع أو مقايضة الحقوق الفلسطينية.

مقالات متعلقة