أعطى الرئيس عبد الفتاح السيسي، "قبلة الحياة" لنحو 315 مواطنًا مصريًّا يعيشون فى مدينة "ووهان" الصينية التى فرضت عليها السلطات فى بكين حجرًا صحيًّا نتيجة انتشار فيروس "كورونا" من الجيل الجديد بها، عندما وجه باتخاذ الإجراءات اللازمة لعودة من يرغب من المصريين المقيمين في المدينة.
وتعتبر "ووهان" الصينية، منبع انتشار فيروس كورونا الجديد، لذا أوقفت السلطات هناك رحلاتها الخارجية وخدمات السكك الحديدية والمترو والعبارات، فى محاولة منها لاحتواء المرض، وأكدت أنه "ليس بمقدور المواطنين مغادرة المدينة دون أسباب خاصة".
وتحولت المدينة التى يسكنها 13 مليون نسمة، بعد منع الدخول والخروج منها، إلى ما يشبه مدن الأشباح، حيث فرغت الشوارع والأسواق من الناس والمنتجات.
وكشفت السلطات الصينية مؤخرا عن ارتفاع عدد المصابين بالفيروس القاتل إلى أكثر من 7700 شخص، مات منهم 170 حالة وفاة، وذلك بعد وفاة 37 شخصا آخرين متأثرين بإصابتهم بالفيروس القاتل في مقاطعة هوبي الصينية.
وتواصل عدد من المواطنين مع الحكومة المصرية، وإدارة البعثات بوزارة التعليم العالي، لإنقاذ المصريين فى مدينة "ووهان" ومنهم ١٣١ طالبًا مصريًّا فى منحة دراسية للحصول على الماجستير والدكتوراة من جامعة هوتشونج كلية الزراعة، الأمر الذى تبعه تحرك سريع وبدء التنسيق مع السلطات المصرية لإعادة هؤلاء الطلاب إلى بلادهم.
وروى طالب دكتوراه مصري يدرس ويقيم في قلب مدينة "ووهان" التابعة لمقاطعة خوبي، منذ أكثر من عامين، لموقع "سكاي نيوز عربية"، الصعوبات التي يواجهها في ووهان، موضحًا أنه في أواخر العام الماضي تصاعدت أنباء في الإعلام الصيني عن تفشي بعض الفيروسات في الجو من دون معرفة هويتها، ثم سرعان ما اتضحت الحقيقة وأعلن عن فيروس كورونا الجديد، وقيل إن سبب انتشاره تناول لحوم ومأكولات بحرية في حي يدعى "خانكو في ووهان".
وتابع: "بدأنا نلاحظ بعض الإجراءات الوقائية، مثل الفحص العشوائي لمرتادي القطارات والمطارات، ثم أعلن الحجر الصحي في المدينة بما يشمل حظر الدخول والخروج من ووهان، ثم امتد إلى وقف المواصلات العامة ثم الخاصة".
ووفقا لتصريح طالب الدكتوراه المصري، رصد السكان فى الصين وجود قوات من الجيش في الشوارع لضمان فرض حظر الدخول والخروج من المدينة، في محاولة لاحتواء الفيروس الذي وصفه الرئيس الصيني شيجين بينغ بـ"الشيطان".
من جانبه كشف مجلس الوزراء، فى بيان له اليوم الخميس، أن الرئيس عبدالفتاح السيسي وجه باتخاذ الإجراءات اللازمة لعودة من يرغب من المصريين المقيمين في مدينة "ووهان" وذلك بعد مناقشة المجلس الإجراءات التنفيذية لعودتهم في اجتماع أمس.
وتواصل الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، مع محمد البدري، سفير مصر في بكين، الذي خاطب السُلطات الصينية، وحصل منهم على المُوافقة على ترتيب عودة من يرغب من المصريين المقيمين في المدينة "ووهان"، وكلف مدبولى وزارة الطيران المدني بتجهيز طائرة خاصة لنقل من يرغب في العودة إلى أرض الوطن، والتنسيق مع وزارة الصحة والسكان لإرسال فريق طبي مجهز على متن الطائرة الخاصة، لمصاحبة الرُكاب، مع اتخاذ كافة إجراءات مكافحة العدوى على متن الطائرة.
بدورها، كشفت الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان، عن قيام الوزارة بتجهيز حجر صحي لاستيعاب المواطنين المصريين العائدين من مدينة "ووهان" الصينية، وجميع المتعاملين معهم، مع إمداد الحجر الصحي بجميع الأجهزة والمستلزمات الطبية، والأطقم الطبية المتخصصة، وكذا الأطقم الإدارية والخدمية، مع اتخاذ الإجراءات اللوجستية اللازمة؛ لتوفير سبل الإعاشة والإقامة لمدة (14) يوماً "فترة حضانة المرض" بالتنسيق مع أجهزة الدولة المعنية، على أن تتم المتابعة الدورية على مدار الساعة، واتخاذ الإجراءات الوقائية والاحترازية والعلاجية لهم.
وناشد مجلس الوزراء "أبناءنا في مدينة "ووهان" الصينية الذين يرغبون في العودة بسرعة الاتصال بالسفارة المصرية ببكين على تليفون (01065322541 ثم الضغط على الرقم صفر بعد انتهاء الرسالة الصوتية، والاتصال من داخل الصين فقط)، أو على الإيميل: egy.emb_beijing@mfa.gov.eg".، وأنشأت السفارة المصرية مجموعة تواصل على وسيلة التواصل الاجتماعي الصينية بين المصريين المقيمين في ووهان.
وتقدر الإحصائيات الصينية أن أعداد المصريين المتواجدين في الصين يبلغ نحو 4 آلاف مصري، كما تستقبل الصين تجارًا ورجال أعمال مصريين يسافرون إليها للتجارة بشكل مؤقت، على مدار السنة، ويستقر عدد كبير من التجار المصريين في منطقة «كوانزو» الصينية التى يتواجد بها وحدها ما بين 4 إلى 5 آلاف رجل أعمال عربي.
وكانت السفارة المصرية شكلت غرفة عمليات للتواصل مع هؤلاء المصريين ومعرفة أوضاعهم وتدوين أسمائهم وعناوينهم وكافة البيانات عنهم، وأشارت إلى طلب السلطات الصينية موافاتها بكافة التفاصيل والمعلومات عن المصريين المتواجدين في نطاق مدينة ووهان والمدن المحيطة بها والتي دخلت نطاق الحجر الصحي وهي مدن خوانجانج وايجو وشيبا.
بدوره، كشف الدكتور علاء عيد، رئيس قطاع الطب الوقائي بوزارة الصحة، عن خضوع جميع الوافدين من الصين والدول التى أعلنت وجود حالات مصابة بفيروس كورونا للفحص فى الحجز الصحي فى المنافذ والموانئ البحرية والجوية والبرية، بما في ذلك قائدي الطائرات والأطقم الفنية والعاملين، بالإضافة إلى مناظرة مسافري "الترانزيت" بالمطارات، كاشفا فى الوقت ذاته عن فحص جميع رسائل اللحوم والأسماك والأغذية القادمة من الصين.
وأوضح فى تصريح له، أن معظم الحالات التي توفت بفيروس كورونا كانت لكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة والذين يعانون من نقص المناعة مضيفا أنه لا يوجد أي علاج أو مصل لعلاج الكورونا حول العالم حتى الآن.