هاجم كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وخصمه السياسي بيني جانتس زعيم تحالف "أزرق- أبيض"، الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) بعد تصريحات له بالقاهرة شكك فيها في يهودية المهاجرين من روسيا لإسرائيل.
وألقى عباس كلمة خلال اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب بمقر جامعة الدول العربية بالقاهرة أعلن خلالها رفضه خطة السلام الأمريكية المزعومة المعروفة بـ "صفقة القرن".
وتعليقا منه على إمكانية اعترافه بإسرائيل كدولة يهودية قال عباس إن "غالبية المهاجرين إلى إسرائيل من روسيا ليسوا يهودا. لقد دفعوا لهم الأموال كي يقولوا إنهم يهود. أيضا بين المهاجرين من إثيوبيا نسبة اليهود منخفضة. ويريدون مني (السياسيين في إسرائيل) الاعتراف بدولة يهودية"، بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت".
ورداً على ذلك قال نتنياهو في تغريدة على حسابه بموقع تويتر :"يبدوا أن أبو مازن لم يسمع عن قبائل إسرائيل- المهاجرون من إثيوبيا ودول الاتحاد السوفيتي. إخواننا وأخواتنا، من لحمنا ودمنا، يهود قلبا وقالبا حلموا في الشتات على مدى عقود بالعودة إلى صهيون وحظيوا بتحقق حلمهم".
أما بيني جانتس فرد على الرئيس الفلسطيني بقوله :"مرة أخرى، عباس لا يفوت فرصة للرفض. لقد حان الوقت لبدء العمل من أجل جيل المستقبل والسلام بدلاً من التعثر في الماضي ومنع المنطقة بأكملها من مستقبل من الأمل. إن الجهل والاحتقار تجاه مهاجرينا من الاتحاد السوفيتي السابق وإثيوبيا اللذين يشكلون جزءا لا يتجزأ من الشعب اليهودي - أمر مخجل. هذه ليست الطريقة التي يبنى بها السلام".
اللافت أن الرئيس الفلسطيني لم يأت بشيء من عنده، عندما شكك في يهودية الروس والإثيوبيين.
ففي يناير المنصرم بثت موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" المحلية، مقطع فيديو للحاخام الأكبر لليهود الشرقيين في إسرائيل يتسحاك يوسف، صف فيه المهاجرين اليهود من دول الاتحاد السوفيتي السابق بـ "الأغيار" (لفظ يهودي يطلق على الأمم غير اليهودية)، و"الكارهين للدين".
أشعل المقطع ردود أفعال غاضبة داخل المنظومة السياسية بإسرائيل، الأمر الذي حدى بحزب "إسرائيل بيتنا"، بزعامة أفيجدور ليبرمان، إلى مطالبة المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية أفيخاي مندلبليت بفتح تحقيق جنائي ضد الحاخام المذكور بتهمة "التحريض على العنصرية".
وفي 20 من الشهر الماضي قررت "الحاخامية العليا" في إسرائيل، الاعتراف بأبناء طائفة "بيتا إسرائيل" (يهود الحبشة أو يهود الفلاشا)، في إثيوبيا كيهود، بعد انتظارهم القرار منذ أكثر من 4 عقود.
وجرى اتخاذ القرار بموجب توصية أصدرها الحاخام الأكبر الراحل "عوفديا يوسف".
وأصدر يوسف وقبل 47 عاماً، توصية قضت بعدم التشكيك في يهودية "بيتا إسرائيل"، إلا أن المؤسسة الدينية الرسمية في إسرائيل رفضت تنفيذها لاحقا.
ويلغي القرار الجديد وثيقة صدرت في الثمانينيات من القرن الماضي شككت في يهودية أبناء الجالية اليهودية في إثيوبيا، وطلبت منهم إجراءات مختلفة لتأكيد هويتهم.
وفي وقت سابق السبت، قرر وزراء الخارجية العرب بالإجماع، رفض "صفقة القرن" الأمريكية الإسرائيلية المزعومة، والتمسك بمبادرة السلام العربية لعام 2002 كبديل لها، محذرين من احتمال تنفيذ إسرائيل لهذه الصفقة بـ"القوة".
وعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعا طارئا في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة بطلب من فلسطين، لبحث "صفقة القرن"، التي أعلنها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الثلاثاء الماضي.
البيان الختامي للاجتماع نص على "رفض صفقة القرن الأمريكية الإسرائيلية، باعتبار أنها لا تلبي الحد الأدنى، من حقوق وطموحات الشعب الفلسطيني، وتخالف مرجعيات عملية السلام المستندة إلى القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة".