رغم تمهل منظمة الصحة العالمية مع بداية انتشار فيروس كورونا المستجد عن اعلان حالة الطوارئ العالمية، إلا إنها في نهاية المطاف عقدت مؤتمرًا اعلنت من خلاله "احالة لطوارئ" عقب تزايد أعداد الأرواح التي يحصدها كورونا فضلًا عن ظهوره في عدة دول حول العالم .
وتعد تلك المرة الـسادسة منذ انشاء المنظمة التي تعلن فيها حالة الطوارئ العالمية، وهو يعد إجراء نادر الحدوث ولا يتم اتخاذه إلا في حالة الضرورة القصوى كما هو الحال مع "كورونا المستجد"..
نرصد في هذا التقرير المرات الـ 6، التي اعلنت خلالها منظمة الصحة العالمية حالة الطوارئ، وما يترتب على ذلك.
انفولونزا الخنازير
في ربيع 2009؛ اعلنت منظمة الصحة العالمية حالة الطوارئ عقب اعتبارها انفلونزا الخنازير "وباء" إثر التزايد الهائل لأعداد المصابين.
ففي تلك الفترة تعرف العلماء على سلالة معينة من انفلونزا الخنازير تعرف باسم H1N1، وهي مزيج بين الفيروسات الواردة من الخنازير والطيور والبشر، خلال موسم الانفلونزا عام 2009 -2010.
تسبب هذا الفيروس في اصابة الجهاز التنفسي البشري بعدوى كان يشار إليها باسم انفلونزا الخنازير، وبحسب سكاي نيوز عربية فإنه في شهر يونيو 2012 تم نشر تقديرات عبر دراسة لمجموعة من الأطباء والباحثين والهيئات اعلنت فيها عن وفاة 280 ألف شخص، منهم 201 ألف حالة وفاة نتيجة اسباب تنفسية و83 ألف حالة إثر أمر القلب والأوعية الدموية، بينما اعلنت منظمة الصحة العالمية عام 2010 عن وفاة 18 ألف حالة بسبب وباء انفلونزا الخنازير.
وفي اغسطس 2010 اعلنت منظمة الصحة العالمية عن انتهاء هذا الوباء العالمي.
شلل الأطفال
المرة الثانية كانت في عام 2014؛ حينما المنظمة حالة الطوارئ بسبب انتشار مرض شلل الأطفال رغم أنه كان على وشك الانقراض في 2012، ولكنه عاد من جديد في 2013..
الأمر الذي دفع الصحة العالمية لاعلان ثاني حالة طوارئ لها خوفًا من تفشي المرض.
فيروس زيكا
أما المرة الثالثة التي اعلنت فيها منظمة الصحة العالمية حالة الطوارئ، كانت مع ظهور فيروس "زيكا"، عقب انتشاره في أمريكا اللاتينية، نتيجة الخطر الذي كان يشكله على الحوامل.
تفشى فيروس "زيكا" مرتين خلال العقد الماضي، حيث كان الظهور الأول له في بولينيزيا الفرنسية عام 2013، والثانية في البرازيل عام 2015 -2016، وتبين أن المرض ينتقل من خلال البعوض.
وصنفت منظمة الصحة العالمية "زيكا" كـ "وباء"، رغم أنه ليس فيروس قاتل، نظرًا لوجود علاقه بينه وبين تشوه الخلقي عند الأجنة حديثي الولادة، التي عرفت بـ "صغر الرأس" التي تنجم عن طريق انتقال العدوى من الأم الحامل إلى الجنين.
الايبولا
أما حالتي الطوارئ الرابعة والخامسة اللاتي اعلنت عنهما منظمة الصحة العالمية فكانتا من نصيب فيروس الايبولا، بسبب انتشاره عامي 2014 و2016، حيث اصاب أكثر من 30 ألف شخص وقتل نحو 11 ألفًا، بحسب التقديرات المنشوره.
ففي ديسمبر 2013؛ لقي نحو 6 آلاف شخص مصرعهم جراء فيروس ايبولا، الذي كانت بدايته بالإعلان عن وفاة طفل يدعى اميل أومونو في قرية ميليانو بغينيا.
وبحسب تقرير سكاي نيوز عربية؛ انتشر فيروس ايبولا القاتل في اماكن متفرقة بدأت بغينيا ثم ليبيريا وسيراليون، وعرف فيما بعد باسم "فيروس ايبولاعرف بعدها باسم فاشية "فيروس إيبولا في غرب أفريقيا".
كورونا المستجد
كان آخر قرارات حالة الطوارئ العالمية من جانب منظمة الصحة هي تلك الصادرة منذ نحو يومين، بعد انتشار فيروس كورونا، الذي بدأ من الصين.
ففي 31 ديسمبر الماضي، تم إبلاغ منظمة الصحة العالمية عن أول حالة مشتبه بها مصابة بفيروس كورونا المستجد الذي اطلق عليه فيما بعد (2019-nCoV).
وبلغ عدد ضحايا "كورونا المستجد" حتى الآن نحو 259 حالة وفاة، و11 ألف مصاب .
تعتبر ووهان بمقاطعة هوبي بالصين هي بؤرة تفشي فيروس كورونا، حيث انطلق الوباء من سوق هوانان للمأكولات البحرية، ثم انتقل المرض بعد ذلك إلى أماكن عدة من بينها تايلاند وطوكيو والياباتن وسول في كوريا الجنوبية، ثم في مدن بكين وشنغهاي وهونج كونج ومكاو وسنغافورة وفيتنام وغيرها.
يذكر أن تيدروس ادهانوم، مدير عام منظمة الصحة العالمية، اعلن قرار حالة الطوارئ بسبب كورونا عقب اجتماع لجنة الطوارئ بالمنظمة.
ماذا يعني اعلان حالة الطوارئ؟
بحسب سكاي نيوز عربية؛ فإن هذا القرار يمنح منظمة الصحة العالمية السلطة لاصدار تنبيهات وتحذيرات بشأن السفر للمدن والمناطق والبلدان المتأثرة بالمرض.
من خلال تلك الصلاحيات يمكن للمنظمة مراجعة تدابير الصحة العامة التي اتخذتها مختلف البلدان لضمان أوضاعها الصحية.
ورغم أن تلك التوصيات ليست ملزمة للدول إلا إنها تشكل ضغطًا كبيرًا عليها للالتزام بنصائح وتوصيات منظمة الصحة العالمية إذ أن هناك لوائح صحية دولية صادرة عام 2005 قد تعرض من يخالفها أو اعاقتها للمسائلة القانونية.
لجنة الطوارئ
تتكون لجنة الطوارئ في منظمة الصحة العالمية من خبراء دوليين، مهمتهم تقديم المشورة الفنية إلى المدير العام للمنظمة حول النقاط التالية في حالة الطوارئ:
هل الحدث يشكل حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقًا دوليًا؟..التوصيات المؤقتة التي ينبغي أن تتخذها الدولة التي تعاني من حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقًا دوليًا، أو من جانب بلدان أخرى، لمنع أو الحد من انتشار المرض دوليًا وتجنب تأثيره غير الضروري في التجارة والسفر الدوليين، أما الشئ الآخير يتمثل في انهاء حالة الطوارئ.