فيديو| العائدون من الصين.. من جحيم «ووهان» لرعب المحيطين بهم

العائدون من الصين

ساعات قليلة تفصل المصريون العائدون من مدينة ووهان الصينية، عن العودة إلى منازلهم ومزاولة حياتهم بشكل طبيعى، وذلك بعد انتهاء فترة الحجر الصحى داخل أحد الفنادق بمحافظة مطروح يوم الإثنين المقبل، بعد التأكد من سلامتهم وخلوهم من فيروس كورونا المستجد.

 

محطات كثيرة مر بها المصريون العائدون من الصين البالغ عددهم 306 مصريين، بدءًا من حصارهم داخل مدينة ووهان موطن الفيروس القاتل، مرورا بإطلاق استغاثات للسلطات المصرية من أجل ترحيلهم لأرض الوطن، وتنسيق السفارة المصرية فى بكين معهم لترتيب اجراءات سفرهم، إلى أن وصلوا القاهرة وخضعوا للحجر الصحي فى أوائل الشهر الجاري.

 

ضم الحجرالصحى 369 مصريًا منهم 302 عائدا من ووهان و14 طاقم الطائرة التي أعادتهم، والباقي طاقم الحجر الصحي، وضباط الجوازات والسائقين، وخلال فترة الحجر، جرى متابعة الحالة الصحية لجميع العائدين من الصين، عبر قياس درجة الحرارة صباحًا ومساء، ثم إجراء تحاليل تأكيدية بعدم الإصابة لأيٍ من الموجودين.

 

 ومن المقرر أن يتم توفير أتوبيسات لنقل المغادرين من معسكر الحجر، وتحديد نقطتين في القاهرة والإسكندرية ونقلهم إليهما، ومنها سيغادرون إلى منازلهم، مع استمرار التواصل معهم، ووجهت وزارة الصحة رسالة طمأنة لأهالى العائدين من الصين والمخالطين لهم بعدم القلق من التعامل معهم، مؤكدة أن الفحوصات الطبية والتحاليل أثبتت عدم إصابتهم بفيروس كورونا على الإطلاق، وعدم معاناتهم من أي مشكلات صحية.

 

وتعتبر "ووهان" الصينية، منبع انتشار فيروس كورونا الجديد، لذا أوقفت السلطات هناك رحلاتها الخارجية وخدمات السكك الحديدية والمترو والعبارات، فى محاولة منها لاحتواء المرض، وأكدت أنه "ليس بمقدور المواطنين مغادرة المدينة دون أسباب خاصة".

 

وتحولت المدينة التى يسكنها 13 مليون نسمة، بعد منع الدخول والخروج منها، إلى ما يشبه مدن الأشباح، حيث فرغت الشوارع والأسواق من الناس والمنتجات.

 

وفور مطالبة المصريين المحتجزين فى المدينة بالعودة إلى أحضان الوطن ، وأعطى الرئيس عبد الفتاح السيسي، توجيهاته لحكومة المهندس مصطفى مدبولى، باتخاذ الإجراءات اللازمة لعودة من يرغب من المصريين المقيمين في المدينة.

وعلى الفور تواصل الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، مع محمد البدري، سفير مصر في بكين، الذي خاطب السُلطات الصينية، وحصل منهم على المُوافقة على ترتيب عودة من يرغب من المصريين المقيمين في المدينة "ووهان".

 

كلف مدبولى وزارة الطيران المدني بتجهيز طائرة خاصة لنقل من يرغب في العودة إلى أرض الوطن، والتنسيق مع وزارة الصحة والسكان لإرسال فريق طبي مجهز على متن الطائرة الخاصة، لمصاحبة الرُكاب، مع اتخاذ كافة إجراءات مكافحة العدوى على متن الطائرة.

 

وشكلت السفارة المصرية، غرفة عمليات للتواصل مع هؤلاء المصريين ومعرفة أوضاعهم وتدوين أسمائهم وعناوينهم وكافة البيانات عنهم، وأشارت إلى طلب السلطات الصينية موافاتها بكافة التفاصيل والمعلومات عن المصريين المتواجدين في نطاق مدينة ووهان والمدن المحيطة بها والتي دخلت نطاق الحجر الصحي وهي مدن خوانجانج وايجو وشيبا.

من جانبه أوضح محمد البدري، سفير مصر فى الصين، فى تصريح له، أنه تم حصر أعداد المصريين فى مدينة ووهان من خلال التواصل المباشر معهم، وجرى وضع خطة كاملة بالتنسيق مع الجانب الصينى من أجل البدء فى الإجلاء، وتم تكليف أحد الأشخاص من الجالية المصرية وتقسيم الجالية لمجموعات، بجيث يكون كل شخص مسئول عن 35 شخصا وتم التواصل مع الأتوبيسات من أجل نقلهم من المدينة.

 

وأشار إلى أن عدد المصريين المتواجدين فى ووهان يبلغ 350 شخصا وعائلاتهم، وتم سؤال كل شخص منهم عن رغبته فى العودة أو لا، وأبدى 306 مواطنين رغبتهم فى العودة.

 

وعن خطة وزارة الصحة للتعامل مع العائدين، كشفت وزيرة الصحة عن تجهيز معسكر لاستقبال العائدين من الصين، لافتة إلى وجود عيادات )باطنة / امراض صدرية / اطفال) وتم تزويده بالأجهزة الطبية وغير الطبية المطلوبة، كما تم إنشاء معمل تحاليل مركزي يضم (معمل فيروسات – معمل كيمياء وأمراض الدم) فضلاً عن انشاء صيدلية مركزية يتوافر بها كافة أدوية الأمراض المزمنة والمعدية، وانشاء مخزن مستلزمات طبية ومكافحة العدوى، وكذا إنشاء مخزن للمهمات اللوجستية بالكامل، والدفع بعدد 4 سيارات اسعاف ذاتية التعقيم، وعدد 25 سيارة إسعاف برعاية مركزة، وكذا توفير خدمات النظافة من خلال الشركات المتخصصة، وتوفير وجبات التغذية.

وأضافت وزيرة الصحة أنه تم نقل التجهيزات الطبية اللازمة، وكذا وصول التجهيزات والفرش غير الطبي من مكاتب وكراسي وأثاث وأجهزة كهربائية، وتم وصول المستلزمات الطبية ومستلزمات مكافحة العدوى والأدوية اللازمة، مع اعلان جاهزية مستشفى قريب من المعسكر الطبي لاستقبال الحالات المشتبه في اصابتها.

 

واستقبل مطار القاهرة الدولى يوم 3 فبراير الجاري، 306 مصريين عائدين إلى أرض الوطن، بعد إجلائهم من مدينة ووهان الصينية الموبؤة بفيروس كورونا القاتل، تمهيدا لإقامتهم داخل معسكر طبي مجهز فى محافظة مطروح بلغت تكلفته 40 مليون جنيه لمدة 14 يوما.

 

كانت طائرة خاصة من طراز إيرباص A330/200 تابعة لشركة سياف إحدى شركات وزارة الطيران المدني، أقلعت من مطار القاهرة الدولى، متوجهة مباشرة إلى مطار مدينة ووهان لنقل المواطنين المصريين الراغبين في العودة إلى أرض الوطن، وحملت الطائرة 10 أطنان من المُستلزمات الوقائية، كهدية تضامن من الشعب المصري إلى الشعب الصيني في مواجهة الفيروس القاتل.

 

وكلفت وزارة الصحة، فريقا طبيا مكون من 3 أطباء، و3عناصر تمريض، بالسفر إلى الصين، للإخلاء الجوي، واتخاذ إجراءات وقائية مشددة للقادمين والأطقم الطبية وجميع المتعاملين معهم، مع توفير الأدوية والمستلزمات الطبية اللازمة للتعامل مع الحالات الطبية التي يشتبه في اصابتها.

 

فى الوقت ذاته كانت السفارة المصرية فى بكين تنهى إجراءات سفر العائدين بمطار ووهان انتظارًا لاستقلال الطيارة المصرية، وحرص أفراد الجالية المصرية على ارتداء الكمامات والقفازات، خوفًا من العدوى، وجرى نقل المصريين وأسرهم إلى المطار بعدد من الأتوبيسات المجهزة طبقًا لإجراءات، وهناك خضعوا للكشف الطبي من قبل السلطات الصينية، وفور صعودهم الطائرة، ردد العائدون هتاف :" تحيا مصر".

 

من جانبه أكد المستشار نادر سعد، المتحدث باسم رئاسة الوزراء، أن المصريين العائدين من الصين لن يلتقوا بذويهم قبل 14 يوما، مشيرا إلى توفير أجهزة اتصالات تليفونية للتواصل مع ذويهم على مدار اليوم، دون أن يكون هناك اتصال مباشر.

 

 

 

كانت وزارة الصحة، أعلنت أمس اكتشاف أول حالة إيجابية حاملة لفيروس كورونا المستجد داخل البلاد، موضحة أن الحالة الحاملة للفيروس لشخص "أجنبي"، وجرى اكتشافها بفضل الخطة الاحترازية الوقائية التي تطبقها الوزارة من خلال تفعيل البرنامج الإلكتروني لتسجيل ومتابعة القادمين من الدول التي ظهرت بها إصابات كورونا المستجد.

 

وأوضح الوزارة فى بيان لها أنه من خلال الفرق الوقائية التي تتابع القادمين من الدول التى ظهرت بها اصابات على مدار الساعة، تم إجراء التحاليل المعملية للحالة المشتبه فيها وجاءت نتيجتها ايجابية للفيروس، ولكن بدون ظهور أى أعراض مرضية.

 

وأبلغت الوزارة، منظمة الصحة العالمية، واتخذت كافة الإجراءات والتدابير الوقائية للحالة بالتعاون مع المنظمة، حيث تم نقل الحالة بإحدى سيارات الإسعاف ذاتية التعقيم إلى المستشفى لعزله ومتابعته صحيًا والاطمئنان عليه، موضحًا أن الحالة حاملة للفيروس ولا يظهر عليها أي أعراض، وحالته مستقرة تمامًا.

 

لم تكتف الصحة المصرية بهذا بل اتخذت أيضًا اجراءات وقائية مشددة حيال المخالطين للحالة من خلال اجراء التحاليل اللازمة والتي جاءت سلبية للفيروس، كما تم عزلهم ذاتيًا في أماكن إقامتهم كإجراء احترازي لمدة 14 يومًا "فترة حضانة المرض"، ومتابعتهم دوريًا كل 8 ساعات وإعطائهم الإرشادات الصحية الواجب اتباعها، كما تم تعقيم المبنى الذى كانت تقيم به الحالة والمخالطين لها.

 

 

مقالات متعلقة