على مدى اليومين الماضيين شغلت أغاني المهرجانات حيزًا كبيرًا من حديث وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، لاسيما بعد قرار نقابة المهن الموسيقية بمنع مطربي المهرجانات من الغناء بشكل نهائي، وهو ما انقسم حوله نشطاء "السوشيال ميديا" بين التأييد والرفض، بينما جاءت فتاوى شرعية واضحة بتحريمها.
وقد شمل قرار الفنان هاني شاكر، نقيب المهن الموسيقية، بمنع مطربي المهرجانات من الغناء، كلًا من أوكا وأورتيجا وحسن شاكوش وحمو بيكا، ومحمد رمضان، أولئك الذين سيطروا على حفلات الزفاف والسهرات الليلة والاحتفالات المختلفة بشكل كبير في السنوات الأخيرة.
وبينما ينقسم البعض حول أغاني المهرجانات بين مستمع لها وآخرون يهاجمونها، ذهب فريق آخر للرأي الشرعي حول سماع تلك الأغاني، حتى تداول بعض نشطاء موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، هاشتاج "#أغاني_المهراجانات_حرام_شرعا".
حكم الأغاني
ولتوضيح حول حكم الاستماع إلى أغاني المهرجانات، قالت دار الإفتاء المصرية: إن الأغاني المحرمة هي التي تحض على الفحش أو تثير الغرائز أو تدمير الأخلاق كما يحدث في أغاني المهرجانات.
ووفقا للدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، فإن الموسيقى والأغاني المحرمة هي التي تلهي عن ذكر الله، وتتضمن أشياء منكرة ومحظورة، وتبعث على تحريك الغرائز والشهوات، ويختلط فيها الرجال بالنساء، وتثير الفتن، وتسعى إلى تدمير الحياة والأخلاق.
أما عن الأغاني الدينية والوطنية أو ما كان فيها من إظهار للسرور والفرح في الأعياد والمناسبات، فقال عنها مفتي الجمهورية السابق علي جمعة، إنها مباحة شريطة عدم الاختلاط، وأن تكون خالية من الفحش والفجور، وألا تحض على الخمور والخلاعة، وألا تكون محركة للغرائز أو مثيرة للشهوات.
المهرجانات حرام شرعًا
في السياق نفسه أكد الشيخ محمود الأبيدي، أحد علماء الأزهر الشريف، أن أغاني المهرجانات تعتبر حرامًا شرعا، موضحًا أنها تؤدي إلى إفساد الذوق العام الذي اعتاد عليه المصريون، ودخيلة على الفن المصري".
وقال الأبيدي، في تصريحات صحفية، إنه يجب تصدي المجتمع لأغاني المهرجانات، لما تحتويه من ألفاظ خارجة، وافتقادها لأي معنى أو مضمون، معتبرًا أنها إحدى أدوات الحروب الفكرية التي تمارس ضد الشباب.
أخطر من "كورونا"
وفي سياق الحديث عن أغاني المهرجانات، أشاد النائب صلاح حسب الله، المتحدث باسم مجلس النواب، بقرار نقابة الموسيقيين بمنع أغاني المهرجانات، إذ اعتبرها فيروس أخطر على مصر من كورونا.
وقال حسب الله، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامى أحمد موسى، ببرنامج «على مسؤوليتي» على قناة صدى البلد: إن ظاهرة المهرجانات تستهدف تغيير هوية الدولة المصرية، لافتًا إلى أنه تحدث مع الفنان هاني شاكر على ضرورة مواجهتها.
وكان الفنان هانى شاكر باعتباره نقيبًا للمهن الموسيقية، قد أصدر بيانًا، قال فيه: إن المهرجانات قد أفرزت ما يسمى بـ"مستمعي الغريزة"، وأصبح مؤدو هذه المهرجانات هو الأب الشرعي لهذا الانحدار الفني والأخلاقي، والتي باتت تهدد الفن والثقافة العامة، وترسح لعادات وإيحاءات غير أخلاقية.
جدال بين مؤيد ومعارض
وأثار قرار منع مطربي المهرجانات من الغناء بشكل نهائي حالة واسعة من الجدل، على مواقع التواصل الاجتماعي، بين مؤيد للقرار ومعارضا له، معتبرا أنه ليس حلا لمواجهة الانحدار في الفن.
وقال شادي سامي، أحد نشطاء موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك:"طيب لو اغاني المهرجانات فعلا وقفت وده مستحيل يعني حتي لو وقفت في الاماكن وده برضه مش اوي مش هتقف علي النت وغيره، بس انتوا هتقدروا تشيلوها من دماغ ولادكم اللي حبوها وبيقولوا كل الالفاظ اللي فيها".
وأضاف :"انتوا عارفين اني لما بعمل حفلة لاطفال في مستشفي بيطلبوا الاغاني دي وبيقوولا اسماء غريبة والاغرب ان المهرجانات جواها شتايم بجد شتايم وحشة اوي كمان يعني علي الاقل لازم يكون فيه رقابة علي الكلمات اي اغنية علي فكرة".
وتابع :"صدقوني قبل كل ده وقبل ما نطلب نوقفهم ونقاطعهم احنا محتاجين نربي ولادنا ونربي نفسنا يعني حتي لو مش مقتنعين انها حرام علي الاقل هي قلة ادب بجد".
واستطرد:"مشكلتنا مش هتتحل لما يمنعوهم عشان هما خلاص سابوا الاثر احنا محتاجين نقعد مع ولادنا ونراقبهم ونعلمهم بلاش تضحكوا لما ولادكم يرقصوا بمطواه او رقصة صايعة او يشتموا عشان يتعلموا ان ده غلط".
وقالت أماني الشريف :"دار الإفتاء تحرم أغاني المهرجانات، والحمد لله كنت نوهت من كام يوم على انها حرام بالفعل ووضحت السبب ..يعني الموضوع واضح بس في ناس دائما بتعتبر أن ده هزار من باب الدعابة، ولو تأملوا قول الله تعالى اكيد مكانش حد هيقول هزار".
واستشهدت الشريف بقول الله تعالى :"ولَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ ۚ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ".