لمواجهة أغاني المهرجانات.. مشروع قانون بـ«السجن 3 سنوات» للألفاظ الخادشة

حسن شاكوش وهاني شاكر

في الأيام الماضية، لم يعل صوت على الساحة فوق صوت "بنت الجيران"، ذلك المهرجان الذي تضمّن مصطلحات غير مقبولة، والتي اعتذر عنها مطربيها واستبدالها بكلمات أخرى، غير أن نقابة المهن الموسيقية  كان قرارها حاسمًا، إذ أقبلت على ضبط هذه المنظومة بمنع غناء المهرجانات وعدم إعطاء أي تصريحات للعمل في هذا الإطار.

 

وشغلت أغنية بنت الجيران لمطربي المهرجانات حسن شاكوش وعمر كمال، حيزا كبيرا من اهتمام السوشيال ميديا، وثارت حالة واسعة من الجدل  بين مؤيد ومعارض لقرار منع غناء المهرجانات.

 

 

"حبس 3 سنوات"

 

لم يقف صدى أغنية بنت الجيران عند حد الجدل الدائر على مواقع التواصل الاجتماعي وقنوات الفضائيات، ولكنه امتد إلى أروقة البرلمان، فقد صرح النائب فرج عامر، وكيل لجنة الصناعة بمجلس النواب، بأنه  تقدم بمشروع قانون لتعديل عقوبة الألفاظ الخادشة.

 

قال النائب فرج عامر، إنه تقدم بقانون لتعديل قانون العقوبات، وذلك لاستبدال عقوبة الألفاظ الخادشة المحدد قيمتها بغرامة قدرها 500 جنيه، إلى الحبس الوجوبي من سنة إلى 3 سنوات.

 

وأضاف عامر، خلال مداخلة هاتفية مع برنامج حضرة المواطن المذاع على قناة الحدث اليوم، أنه تقدم بمشروع القانون منذ 8 أشهر، بعدما انتشر الانحدار الثقافي بشدة، ما يستوجب مواجهته بشكل عاجل.

 

وتابع وكيل لجنة الصناعة بالبرلمان أن هناك أغاني تستخدم ألفاظ خارجة وخادشة، وكل فترة نكتشف أن الشباب يتمادى في استخدام كلمات خارجة، مشيرا إلى أن الحكومة افقدت دورها في تثقيف الشعب والنهوض بلغته وأسلوبه للحوار.

 

واستطرد :"التحديث جميل لكن في السمو والرقي، وليس الانحدا"، مشيرا إلى أن غياب الثقافة ترك المجال للإسفاف وترديد الأغاني التي تحتوي على ألفاظ خادشة، مشددا على ضرورة عودة البرامج الثقافية.

 

وأكد النائب على ضرورة الاهتمام باللغة العربية وتثقيف الشعب، وتشجيع  تشجيع الكُتاب المميزين وتفعيل برامج ومسابقات تثقفية في التليفزيون .

 

 

تشديد الرقابة والعقوبة

 

وشن سليمان وهدان، وكيل مجلس النواب، هجوما حادا على أغاني المهرجانات، إذ وصفها بـ"الانحدار الفني والأخلاقي وتزييف للوعي ونشر القبح"، مؤكدا تأييده لقرار الفنان هاني شاكر نقيب المهن الموسيقية، بمنع مطربي المهرجانات من الغناء.

 

وأضاف وهدان، في بيان صحفي، أن الفترة الماضية شهدت تدني للذوق العام بشكل كبير ونشر لعبارات غير أخلاقية، من خلال ما يطلق عليها أغاني المهرجانات، التي تحتوي على ألفاظ خارجة وإيحاءات جنسية، وتحض على الفحش وزنا المحارم والدعارة وتناول المخدرات ونشر الرذيلة في المجتمع المصري.

 

وتابع :"هذه الأغاني تصنع تحت بير السلم، من خلال كلمات غريبة ومبتذلة وليست لها أي علاقة بالشعر أو الغناء وليس لها علاقة أساسا بالموسيقية وإنما يقولها مجموعة من البلطجية، بحد وصفه.

 

وطالب وكيل النواب بتشديد الرقابة على ما وصفه بـ"هذا الإسفاف الهابط"،  والتصدي له بقوة لحماية المجتمع المصري من مثل هذا الرذاذ.

 

وتساءل وهدان:" كيف لمصر صاحبة الرياده فى الموسيقى والتي أخرجت مئات المطربين والفنانين كأمثال أم كلثوم وعبد الحليم، وكان الفن يمثل القوة الناعمة لها أن يخرج منها هذا الشكل المسيء إلى حضارتنا الفنية؟".

 

وشدد على ضرورة تصدي قانوني من المصنفات الفنية، وإصدار عقوبات على أصحابها في إطار نشر الفحش في المجتمع.

 

ورأى وكيل النواب أن أغاني المهرجانات تلوث الثقافة المصرية، في وقت تتقدم مصر في مجالات كثير، ولكن هذه الكلمات والإسفاف تسيء إلي التراث والثقافة المصرية وتوثر كذلك علي الهوية المصرية.

 

تنقيح وتوجيه

 

في المقابل رأى الدكتور محمد عمارة، استشاري وخبير التسويق السياسي، أن ظاهرة اغاني المهرجانات واقع ولا أحد ينكره،  وذوق المتلقي يختلف من شخص لشخص آخر.

 

وأضاف عمارة أن المعيار الحقيقي أولا وأخيرا أن العمل الفني يجب أن يكون ذو قيمة مضافة إيجابية للمجتمع ككل، وأن يعلي من الأخلاق والقيم وإلقاء الضوء على القضايا التي تواجه المجتمع لمواجهتها وحلها.

 

وتابع :"الواجب علينا هو التنقيح والتوجيه الجيد، ولا نقلق على الذوق المصري فإذا رجعنا بالذاكرة إلى الوراء نتذكر "اغنية هوبا تيتو مامبو"، وفي أواخر التسعينات تهكم مفيد فوزي من الفنان محمد هنيدي حينما سأله عن العولمة وكان هذا من باب الهجوم على ظاهرة أغنية " كامننا".

 

واستطرد عمارة بأن الكلام الخارج عن سياق الأخلاق والاحترام والقيم مرفوض، ولكن ظاهرة المهرجانات لابد أن تنقح وتستغل الاستغلال الأمثل لأن هناك قطاع كبير جدا من الشباب يستمع إليها.

 

مقالات متعلقة