«شيشة ورقص ورقاصة».. مشاهد داخل الحرم المدرسي

شيشة داخل مدرسة ب 6 اكتوبر

حفل رقص في فناء المدرسة، ومثلها في روضة مدرسة أخرى، يتراقصون فيها الأطفال على أغنية بنت الجيران، ومن وصلات الرقص إلى أخذ الأنفاس على أحجار الشيشة والمعسل، تلك المشاهد ليست من وحي خيال مؤلف لعمل فني كما رأينا في مسرحية مدرسة المشاغبين، ولكنها أحداث شهدتها عدة مدارس هذه الأيام.

 

مشاهد غريبة بدت وكأنها في فرح شعبي، ولكنها دارت داخل أروقة ساحة تلقي النشأ للتربية والعلم، فباتت محط استياء الرأي العام، حتى تدخلت وزارة التربية والتعليم بإجراءات لإيقاف المسئولين عن تلك المشاهد.

 

شيشة ومعسل

 

في مدرسة الكوثر التابعة لإدارة 6 أكتوبر التعليمية، التقطت إحدى الطالبات صورًا لـ"شيشة وباكو معسل وفحم وبوتجاز" داخل غرفة الاقتصاد المنزلي، وقالت: إن المدرسين والطالبات يستخدمونها، وحين ذهبت لتخبر المدير، فرد عليها "انزلي اتكيفي معه".

 

تلك الصورة تداوها رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حتى توصل الأمن إلى أنها صورة من داخل غرفة الاقتصاد المنزلي بمدرسة إعدادي بحدائق أكتوبر، وتبين أن الغرفة يستخدمها أحد المدرسين والطالبات.

 

إيقاف أصحاب واقعة الشيشة

 

ومن جانبها اتخذت وزارة التربية والتعليم الإجراءات اللازمة بشأن واقعة تناول "الشيشة" داخل المدرسة، إذ قرر أحمد راشد، محافظ الجيزة، إيقاف 4 معلمين وعامل ومعلمة اقتصاد منزلي بمدرسة الكوثر التابعة لإدارة 6 أكتوبر التعليمية، عن العمل وأحالتهم إلى التحقيق.

 

 

في الوقت نفسه وجه الدكتور رضا حجازي، نائب وزير التعليم، بفتح تحقيق في واقعة تناول الشيشة داخل غرفة مدرسة الكوثر، وتبين أنها تعود لأيام الامتحانات.

 

وقال حجازي، خلال مداخلة مع الإعلامية بسمه وهبه، مقدمة برنامج كل يوم، المذاع على فضائية أون إي، إلى أن التحقيق كشف ملابسات الواقعة، وتم إحالة كل المهملين في تلك الواقعة للإيقاف.

 

وأوضح نائب وزير التعليم، أن حارس الليل بالمدرسة هو من أدخل الشيشة، وكان في العطلة ويسهر بها، واستخدم غرفة الاقتصاد المنزلي والزراعة لوجود البوتجاز فيها.

 

وتابع :"مع بداية العام الدراسي، دخلت معلمة الاقتصاد بصحبة الطالبات إلى غرفة الاقتصاد، ليفاجؤوا بالشيشة، وتقوم بتصويرها ونشرها على فيس بوك"، مؤكدا أنها أخطأت وكان لابد من إتخاذ الإجراءات اللازمة ضدها.

 

 

راقصة على السبورة الذكية

ومن مدرسة الكوثر بـ 6 أكتوبر، إلى مدرسة الفاروق عمر الثانوية بنين بمدينة السادات بالمنوفية، نجد مشهد أخر غير الشيشة وهو أغاني مهرجانات، حيث تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، فيديو لطلاب المدرسة عرضوا فيديو كليب لراقصة على السبورة الذكية داخل المدرسة.

 

وظهر في الفيديو طلاب مدرسة الفاروق عمر، الثانوية بنين بمدينة السادات التابعة لمحافظة المنوفية، وهم يرقصون على أغاني الفنان محمد رمضان داخل أحد الفصول، وتشغيل الطلاب لـ"راقصة" على شاشة ذكية داخل فصل ثان.

 

وبدورها فتحت وزارة التربية والتعليم تحقيقا عاجلا في الواقعة، وتقرر فصل 22 طالبا 3 أيام وإحالة مدير المدرسة و15 مدرس إلى التحقيق، وجرى استبعادهم فقط، ولم يتم إقالتهم، وفقا للدكتور معتز حجازي المتحدث باسم محافظة المنوفية.

 

 

وأضاف حجازي، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي رامي رضوان، مقدم برنامج "مساء dmc"، عبر شاشة "dmc": أن الواقعة حدثت منذ 48 ساعة تقريبًا، وهي سليمة وليست مفتعلة، وجرى إثبات حالة الواقعة بالمدرسة عن طريق مشرف الدور قبل نشر الفيديو.

 

وأشار إلى أن المدرسة عاقبت الطلاب بما كانت تعتقد أنه أقصى حد في اللائحة وهو الفصل 3 أيام، مضيفا أنه في نفس اليوم علمت الإدارة التعليمية بالواقعة وطبقت أقصى عقوبة في اللائحة بالفصل 15 يومًا، وجرى إبلاغ المحافظ بالواقعة، وأصدر قرارا بإحالة الواقعة إلى التحقيق، واستبعاد مدير المدرسة والمشرفين إلى حين انتهاء التحقيقات.

 

رقض أغاني مهرجانات

 

وقبل يومين انتشر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي؛ لتشغيل أغنية بنت الجيران لمطربي المهرجانات حسن شاكوش وعمر جمال، داخل إحدى المدارس، وتفاعل الطالبات معها بالرقص في فناء المدرسة، في الوقت الذي كانت تتخذ فيه نقابة المهن الموسيقية قرارا بمنع مطربي المهرجانات من الغناء بسبب الألفاظ الخادشة التي تحتويها، بعد أزمة أغنية بنت الجيران.

 

وبعد انتشار الفيديو أصدرت وزارة التربية والتعليم، بيانا رسميا، حذرت فيه المدارس من تشغيل أغان غير لائقة بين الطلاب، دون الإعلان عن مكان أو تحديد هوية الفيديو المنشر.

 

 

رقص أطفال الروضة على بنت الجيران 

 

وقبل أن تهدأ حالة الغضب من مشهد فيديو رقص الطالبات داخل فناء المدرسة، والراقصة على السبورة الذكية بمدرسة أخرى، انتشر فيديو آخر على مواقع التواصل الاجتماعي، لأطفال في مرحلة الروضة بإحدى المدارس وهم يتراقصون على نغمات بنت الجيران.

 

وقد نشرت أماني الشريف، منسق ائتلاف اتحاد المدارس التجريبية عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، فيديو جديدا لإحدى المدارس التجريبية بمنطقة الزيتون بالقاهرة، تبين فيه تشغيل أغنية مهرجان بنت الجيران لتلاميذ رياض الأطفال.

 

وظهر في الفيديو المتداول، على منصات مواقع التواصل الاجتماعي، تفاعل الطلاب واندماجهم مع الأغنية التي بدى أنهم يحفظون كلماتها عن ظهر قلب، ويتراقصون ويتمايلون على نغماتها.

 

 

وبحسب أماني الشريف، فإن أحد أولياء الأمور أرسل لنا الفيديو ومعه رسالة نصها: "لقد ارسلت ابنى في مدرسة حكومى تجريبي للتعلم وليس لشرب الخمور والحشيش مع المدعو شاكوش، كيف ومتى وصلنا لذلك حسبى الله ونعم الوكيل، مع العلم أن الفيديو من مدرسة دار السعادة التجريبية بالزيتون أثناء احتفال طلبة الـ kg بمرور ١٠٠ يوم على الدراسة".

 

وتابعت الشريف :"المصيبة الأكبر أن المعلمة قامت بإرسال الفيديو على جروب واتس اب لـ أولياء الأمور وهي فرحانة"، مطالبة وزير التربية والتعليم دكتور طارق شوقي وسيادة نائب الوزير لشئون المعلمين دكتور رضا حجازي،  بالتدخل لوقف هذه المهازل داخل الحرم المدرسي.

 

وعادت الشريف لتؤكد استجابة الوزارة السريعة لما نشرته على صفحتها الشخصية، إذ أكدت أنه جار التحقق من صحة هذا الفيديو، وسيتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حال التأكد من حدوث هذه الواقعة داخل المدرسة.

 

 

منع الأغاني غير اللائقة بالمدارس

 

وأصدرت وزارة التربية والتعليم المصرية، خطابًا إلى جميع المديريات التعليمية، نبّهت فيه بعدم إذاعة أية أغاني غير لائقة أخلاقيًا، داخل المدارس، أثناء طابور الصباح أو في الاحتفالات المدرسية، أو عقد المسابقات أو خلال ممارسة الأنشطة المدرسية بأنواعها كافة.

 

وشددت الوزارة على ضرورة اختيار نوعية الأغاني التي تعرض على أبنائنا الطلاب بعناية شديدة، وبما يتفق مع المرحلة العمرية والتعليمية، والتي تهدف إلى غرس القيم الأخلاقية الحميدة وأنماط التفكير السليمة في نفوسهم.

 

وأشارت الوزارة، في بيان لها، إلى أنّ ذلك جاء في ضوء المتابعة الميدانية لحسن سير وانتظام العملية التعليمية، وبعد أن تلاحظ انتشار بعض الأغاني غير الهادفة ببعض المدارس، والتي تحرض على العنف والسلوك السيئ.

 

وأكدت الوزارة أن الغناء أداء فني راق يهذب النفوس ويسمو بالأخلاق، ويجب عند اختيار الأغاني أن يتم اختيار الأغاني التي تساهم في تعزيز القيم والمبادئ وتشجع على التمسك بالأخلاق الكريمة والتمسك بروح الوطن والانتماء واحترام وتقبل الآخر.

مقالات متعلقة