كان خوفه على عمله ونجاحه الذي وصل له بعد مشقة، أكبر من خوفه من «فيروس كورونا» الخطر الذي بات يهدد الصين، بل والعالم كله، فأبى أن يغادر منزله في العاصمة بكين، ملتزمًا بالتعليمات الوقائية المفروضة من السلطات الصينية.. إنه المصري محمد أسامة الملقّب بـ«التنين المصري» أحد أشهر الوجوه في وسائل الإعلام الصينية المكتوبة والمرئية.
روى "أسامة" لموقع "مصر العربية" أسباب رفضه مغادرة الصين، فهو لا ينكر شعوره بالرهبة الشديدة حينما حل الوباء على الصين؛ لأن الأحداث كانت سريعة للغاية، ولكنه تحصن في منزله، حيث كان يشعر بالأمان به الذي لا يتركه كثيرا منذ تفشي الوباء.
يتابع «التنين المصري» عمله من المنزل متبعاً التعليمات الوقائية المفروضة من السلطات الصينية، وخاصةً أن الوضع في العاصمة بكين ليس سيئًا مثلما في ووهان، واثقًا أن الأمور ستتحسن قريبًا.
تستحق النجومية التي حققها «التنين المصري» هذه المجازفة، حيث فاقت نجوميته مشاهير السينما وأصبح الصينيون يعرفونه باسم "مو شياو لونغ".
رحلته إلى الصين بدأت عند احتكاكه باللغة الصينية في عام 2005، عندما التحق بكلية الآداب قسم اللغة الصينية في جامعة القاهرة، وبعد تخرجه من الجامعة وأثناء تأديته للخدمة العسكرية في مصر، حدثت ثورة 25 يناير وتقطعت السبل للعمل في مجالات السياحة.
يواصل «التنين المصري» سرده لرحلته قائلا : في هذا الوقت عملت مترجمًا لوفد من قناة تليفزيونية صينية جاءت إلى مصر لتصوير فيلما وثائقيا عن ثورة يناير، وخلال فترة عملي هذه شعرت بأهمية الإعلام وأهمية أن يكون لنا سفراء مصريين في جميع البلدان يتحدثون باللغات الأجنبية لينقلوا حياتنا وثقافتنا وتاريخنا للخارج وليس أجانب من يقومون بذلك.
في هذا الوقت قرر «التنين المصري» المحاولة أن يصبح سفيرًا لمصر في الإعلام الصيني، سافر وعنده هدف لم يكن يعرف كيف يبدأ في تحقيقه، فأخذ الطريق خطوة بخطوة، وبرنامج يليه برنامج حتى أصبح الوجه الإعلامي المصري الأشهر في الصين، وصور العديد من البرامج التي تذاع أسبوعيًا في مختلف محطات التليفزيون في الصين، إلى جانب عمله كصحفي، بالإضافة إلى أكثر من ٣ ملايين متابع على منصات التواصل الاجتماعي الصينية.
التواصل والتبادل الثّقافي بين حضارتين من أعرق الحضارات الإنسانية المصرية والصينية، أحد أهم أهداف "محمد أسامة"، معبرًا عن ذلك "أعتقد أن مثل هذا التواصل مهم جدا، فإلى جانب العلاقات على المستويات الرسمية ، نحتاج دائما لعلاقات بين الدول على المستوى الشعبي يتم من خلالها نقل الصورة الصحيحة وزيادة الود بين الشعوب إلى جانب محو الصورة النمطية المغلوطة بين الدول".
يحظى لقب "التنين المصري" بمعزة كبيرة لدى "أسامة" الذي كشف عن سبب هذه التسمية قائلا : اسمي محمد ولذا استخدمت لقب مو، وولدت في عام ١٩٨٨ وهو ما يوافق سنة التنين في الأبراج الصينية ولذلك اخترت الاسم شياو لونغ أي التنين الصغير، واسمي باللغة الصينية "مو التنين الصغير". في مصر يلقبونني بالتنين المصري وهو اسم غالي جدا على فهو يتضمن التنين الصيني وكوني مصري وهو الدور الذي أسعى دائما لتحقيقه أن أصير جسر التواصل بين مصر والصين.
وبخصوص الأعمال التي ينجزها "التنين المصري" في الوقت الحالي علق قائلا : الصين بلد تتسم الحياة فيها بالإيقاع السريع، وأنا أعمل في الصحافة المكتوبة والتليفزيون والإنترنت ولذا فان لدي الكثير من العمل لأنجزه كل يوم، وفي الكثير من الأوقات يمر علي شهر كامل دون إجازات نظرًا لكثرة الأحداث وضغوط العمل.
يختم "التنين المصري" كلامه بالحديث عن طموحاته قائلا : أن أفيد بلدي مصر بشكل أكبر من خلال تجربتي في الصين، وأحلم بتصوير برنامج سياحي باللغة الصينية في مختلف المدن المصرية وأن أستغل شعبيتي في الصين لتحقيق عدد كبير من المشاهدات وتعريف الصينيين بثقافة وحضارة بلدي وجذب المزيد من السياحة والاستثمارات الصينية إلى مصر.
وأضاف : كما أطمح أن أعكس فكرة الاستيراد من الصين إلى التصدير إليها، عبر تصميم منتجات مصرية ترقى إلى متطلبات السوق الصينية وبيعها هنا في المستقبل.