الروائي سراج منير: تعلمت الأدب من جراحة الحروق (حوار)

الروائي سراج منير

كشف الروائي والجراح سراج منير تفاصيل روايته "حكاية جديدة للأندلس"، بعد وصولها إلى القائمة القصيرة لجائزة الشيخ راشد بن حمد الشرقي، والتي تناقش فكرة تغيير التاريخ وذلك في إطار يمزج الخيال العلمي بالتاريخ الأندلسي.

 

وأوضح "منير" في حوار لموقع "مصر العربية" كيف أثر عمله في الجراحة على أعماله الأدبية، وكيف بدأ مشواره مع الأدب، وتفاصيل أحدث روايته "نياندرتال؛ التجربة"، ومشاريعه الأدبية القادمة.

 

وإلى نص الحوار....

انطلاقا من مباركتنا على وصولك للقائمة القصيرة لجائزة الشيخ راشد بن حمد الشرقي.. ما هو رد فعلك على هذا الأمر.. وهل كنت تتوقعه.. وطموحك للمرحلة القادمة؟

شعرت بالسعادة لترشحي لهذه القائمة وبأنها علامة لي تحفزني على الاستمرار في مسيرتي الأدبية في وقت كنت أتساءل عن مستقبلي في الكتابة، أما بالنسبة لتوقعي فأنا كنت أتمنى بالطبع وصول عملي لهذه القائمة، ولكن لم أرفع من سقف توقعاتي لأنني لم أعلم ماهي الأعمال الأخرى المقدمة للجائزة بالرغم من أن العمل الذي قدمته كان يحوي عصارة جهد طويل ومراجعات مستفيضة وأطمح أن ينجح هذا العمل أيضا على المستوى الجماهيري ويقابل اهتمامًا لدى القراء.

 

وإلى أي مدى تمثل لك الجوائز أهمية؟

الجوائز بالطبع تمثل أهمية لكل كاتب أولا لأنها اعتراف من المجتمع الأدبي بموهبة الكاتب وبجدية ما يقدمه، وثانيا لأنها ترشحه لجمهور أوسع من القراء خاصة إذا كانت الجائزة على مستوى العالم العربي.

 

حدثنا بشيء من التفصيل عن روايتك المنافسة "حكاية جديدة للأندلس"؟

تناقش رواية "حكاية جديدة للأندلس" فكرة طالما شغلت عقول الحالمين والفلاسفة وهي فكرة تغيير التاريخ وذلك في إطار يمزج الخيال العلمي بالتاريخ الأندلسي، وفيها يقوم البطل وهو طبيب من القرن الحادي والعشرين بمحاولة إنقاذ الأندلس عبر تغيير تفصيلة محورية في تاريخها. الطبيب وفريقه الذي يضم أشخاصا من عصور مختلفة يقومون بالإندماج في المجتمع الأندلسي في زمن الخليفة الأموي الحكم المستنصر محاولين منع المنصور محمد ابن أبي عامر من السيطرة على الأندلس بعد وفاة الخليفة لكن الأمور تأخذ منحنيات غير متوقعة وتنتج شخصيات ووقائع تاريخية جديدة لم تكن لتظهر لولا هذا التدخل.

 

بالحديث عن البدايات كيف اكتشفت ميولك الأدبية.. ومتى بدأت في الكتابة؟

كنت أكتب الشعر العمودي والحر حين كنت طالبا في الجامعة ولكن بعد التخرج والانشغال في دوامة العمل والدراسات العليا صارت الكتابة أصعب. بعد حصولي على الدكتوراة بفترة أحسست أن من واجبي أن أنقل جزءا من أحاسيسي وخبراتي على الورق وكانت الرواية بالنسبة لي هي الجنس الأدبي المفضل لهذا الغرض.

 

كيف أثر عملك في الجراحة على الأدب أو العكس؟

عملي في الجراحة كان حافزا كبيرا للاتجاه نحو الأدب وخاصة عملي مع مرضى الحروق، وهم قطاع هام من المرضى في مصر يعاني بشدة من نقص الإمكانيات لكنه في نفس الوقت عالم ثري للغاية، وكما كان يقول د. وليد قاسم أحد زملائي الأقدم "الحروق علمتني الحكمة" فأنا أيضا أستطيع  أن أقول إن الحروق علمتني الأدب.

 

هل من الممكن أن تترك الطب في يوم من الأيام لتتفرغ للأدب؟

الخيار بين الطب والكتابة يمكن أن يكون مطروحًا في بداية حياة الطبيب، لكن لأنني قطعت شوطا كبيرا في الطب ما بين ماجستير ودكتوراة وأبحاث عديدة فقد صار الطب جزءا من كينونتي، ولا أعتقد أن هناك تعارضا كبيرا بين ممارسة الطب والأدب.

ما بين الكتابة في الرواية والشعر إلى أيهم يميل قلمك؟

الرواية تعطي مساحة أوسع للتعبير وجمهورها أكبر من جمهور الشعر، ولكن يبقى الشعر هو تاج اللغة العربية ودرة فنونها.

 

وإذا كان لكل كاتب هدف من كتاباته.. ما هو هدف الكتابة لديك؟

لا أستطيع أن أحدد بدقة ماهو الهدف من الكتابة، قد يكون التعبير عن الكثير مما أدين به من أفكار في قالب يوصل هذه الأفكار بشكل أفضل، وقد يكون نقل تجربة حياتية قد لا يعلم الكثيرون شيئا عنها لكن دوما تؤرقني معاناة مرضى الحروق، وقد أكون أظهرتها في أكثر من مكان في كتاباتي والمشكلة الأخرى وهي الأبرز في عالمنا المعاصر التعصب والطائفية فأجد نفسي أضع أبطالا من خلفيات عرقية ودينية مختلفة، وأحاول أن أظهر مساحة الاتفاق بينهم.

 

 

حدثنا بشيء من التفصيل عن أحدث أعمالك رواية "نياندرتال؛ التجربة"؟

 

رواية نياندرتال التجربة تدور عن رجل وامرأة يتقابلان لأول مرة على جزيرة منعزلة, لا يعرف أحدهما كيف ومتى جاء إليها. يجدان نفسيهما تحت تجربة غريبة يتعرضان فيها للكثير من المواقف الخطرة التي تبرز المعدن الحقيقي لكليهما. تريد التجربة اكتشاف ما الذي يمكن أن يحول إنسانا عاديا إلى بطل لا يخاف وما الذي يتطلبه الأمر لإخضاعه ثانية وجعله مجرد تابع مطيع.

 يقال إن الغرض من التجربة هو انتقاء أفضل العينات البشرية لإنقاذ النياندرتال, أصحاب التجربة, من الإنقراض بالتزاوج معهم لكن أصحاب نظرية المؤامرة يقولون إن النياندرتال, ينوون احتلال البلد الذي أتي منه الرجل والمرأة ويريدون معرفة الوسيلة المثلى للسيطرة عليهم.

 الرواية ليست مجرد مغامرة لكنها قصة عن الاختيار الأصعب في عالمنا؛ الحرية أم الأمان وهو الاختيار الذي لعب دورا كبيرا في مسار حياتنا المعاصرة.

 

ما هي مشاريعك الأدبية القادمة؟

مشاريعي القادمة هي استكمال ثلاثية نياندرتال، فرواية "نياندرتال؛ التجربة" هي الجزء الأول والثلاثية بصفة عامة تفترض أن إنسان نياندرتال لم ينقرض بل أنشأ حضارة وهاجر لكوكب آخر منذ عشرات الألوف من السنين وتدور أحداث الجزءين الثاني والثالث حول عودة النياندرتال للأرض واحتلالهم لأجزاء من بلاد الشرق الاوسط وعن مقاومة ذلك الاحتلال وصعوبة تلك المقاومة في ظل الصراعات بين شعوب المنطقة سواءا العرقية أو الأيديولوجية.

 

مقالات متعلقة