ألقى الصحفي الإسرائيلي "عوديد جرانوت" بالضوء على آخر لقاء أجراه مع الرئيس المصري الراحل حسني مبارك قبل أربعة أشهر من الثورة التي أطاحت به.
وقال "جرانوت" في مقال اليوم الأربعاء، بصحيفة "إسرائيل اليوم" إنه كان آخر صحفي إسرائيلي يحاور مبارك.
وأوضح أنه أجرى مع الرئيس الراحل لقاء تلفزيونيا من فيلته بشرم الشيخ بثته القناة الأولى بالتلفزيون الإسرائيلي.
وأضاف " ثم أجرينا محادثة على الأريكة الموجودة بالشرفة الواسعة التي تطل على ملعب الجولف".
وتابع "جرانوت" :"لم يكن الرئيس معافى تمامًا، فقد كان يتحرك ببطء لكنه كان واضحًا وحادًا".
وقال إن مبارك تحدث معه باللهجة العامية المصرية عن رأيه في الزعماء الإسرائيليين الذين التقى بهم طوال فترة حكمه.
ولفت "جرانوت" إلى أن مبارك أحب رئيس الوزراء الإسرائيلي المغتال إسحاق رابين، وتحدث له عن مهمة سرية نفذها بناء على طلب رابين عند الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد.
وزعم أن مبارك علق أملا كبيرا على رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو في أن يجلب السلام مع الفلسطينيين.
وتحدث مبارك عن شخصية سياسية إسرائيلية أخرى توقع أنه لن ينجح حال أصبح رئيسا لوزراء إسرائيل "وصدق" وفق "جرانوت" الذي قال معلقا " كانت وجهة نظر مفيدة لنا من زعيم العالم العربي".
وأضاف الصحفي الإسرائيلي :"السلام الذي أجراه مبارك معنا على مدى 30 عاما كان سلاما باردا، لكنه كان سلاما صارما دون خرق، أو قطع للعلاقات، والذي صمد أيضا خلال أصعب الأوقات: قصف المفاعلات في العراق وسوريا وانتفاضتان، وحرب لبنان. ومناوشات لا تعد ولا تحصى في غزة".
" علاوة على ذلك، على الرغم من أنه لم يزر إسرائيل إلا مرة واحدة في بئر السبع كنائب للرئيس مع السادات ومرة أخرى لحضور جنازة رابين، فحقيقة استضافته في قصره جميع الأشخاص من إسرائيل والدعاية المكثفة لهذه الاجتماعات في وسائل الإعلام المصرية، إلى جانب البث المتزامن للمقابلات التي أجراها معي في التلفزيون المصري، كانت خطوة صغيرة ولكنها مهمة نحو التطبيع والحصول على اعتراف الجمهور المصري المعادي لنا، بأن إسرائيل هي حقيقة قائمة ويمكن الحديث معها"، أضاف "عوديد جرانوت".
وقال "جرانوت" إن مبارك كان يكره حركة "حماس" الفلسطينية، وشعر بالفزع من سيطرتها على قطاع غزة، ومقت "حزب الله" اللبناني، لكنه كرر لمرات لا حصر لها أنه بدون حل القضية الفلسطينية ستجد مصر صعوبة في تحسين العلاقات أكثر مع إسرائيل.
واعتبر أن مبارك " لم يكن ديموقراطيا كبيرا على أقل تقدير، لكنه تمكن من الحفاظ على دولة مستقرة من خلال الحفاظ على التوازن بين القمع العنيف للمعارضة من جهة والسماح لبعض حرية التعبير والمظاهرات الخاضعة للسيطرة للتنفيس عن الغضب من جهة أخرى".
وقال الصحفي الإسرائيلي إن مبارك لم يفهم أبدا لماذا يدفعه الأمريكان للسماح للإخوان المسلمين بالمنافسة في انتخابات حرة.
وأضاف أن مبارك خاطبه ذات مرة "أخبرني يا عوديد هل يريدون أن يسيطر هؤلاء على مصر؟".
وتابع "عوديد جرانوت":بعد عام من الإطاحة بمبارك تحقق كابوسه، واضطر السيسي لقتل الآلاف من مؤيدي مرسي لإبعادهم عن الحكم".
الخبر من المصدر..