قالت صحيفة "فايننشال تايمز، البريطانية، إن ظهور أول حالة لفيروس كورونا في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، يثير المخاوف بشأن انتشار الفيروس في قارة يقول خبراء الصحة إنها غير مجهزة للتعامل مع وباء محتمل.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين قولهم : إن الشخص المصاب رجل أعمال إيطالي وصل إلى لاجوس النيجيرية عادا من ميلانو.
وأوضحت الصحيفة، إن الحالة تمثل أول انتشار مسجل للفيروس في جزء من العالم يرتبط بروابط اقتصادية عميقة مع الصين، ويعتقد الخبراء أن القارة هي الأقل استعدادًا لتشخيص الحالات الجديدة، واحتواء أي انتشار سريع.
وقال جون نكينجاسونج، رئيس المراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها: " قد تكون هناك حالات لم نرها لأن أنظمة المراقبة لدينا ضعيفة للغاية، لكنه أضاف أن "نظام الإنذار مرتفع للغاية بحيث يتم اختبار أي شخص مصاب بأعراض الأنفلونزا".
وأشارت الصحيفة إلى أنه مما يثير القلق أنه إذا بدأ الفيروس في الانتشار بسرعة، فإن النظم الصحية الهشة سرعان ما تطغى عليها، وتصبح المستشفيات حاضنات للفيروس بدلاً من وسيلة للسيطرة عليه.
القليل من المنشآت خارج المدن الكبيرة مثل أبيدجان ونيروبي ولاغوس أو كينشاسا لديها معدات كافية، بينما يفتقر بعضها إلى الأدوية الأساسية أو حتى إمدادات الكهرباء العادية.
وقال شيكوي إيكويزو، رئيس مركز نيجيريا لمكافحة الأمراض، إن الرجل الإيطالي الذي يحمل الفيروس ربما كان بدون أعراض عندما وصل إلى لاجوس، وإن استمارة كان قد ملأها فور وصوله تشير إلى أنه لم يشعر بالمرض.
وأضاف إيكويزو أن فريقًا من علماء الأوبئة كانوا يعملون ساعات إضافية لتتبع الاتصالات التي أجراها المريض قبل طلبه الرعاية، وأولويتنا المطلقة الآن هي الاحتواء وهذا ما نركز عليه".
وكانت هناك حالتان أخريان في إفريقيا، في مصر والجزائر الأكثر تطوراً، بعدما أعلنت الجزائر عن أول حالة لها يوم الثلاثاء، حذر الدكتور ماتشديسو مويتي، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في إفريقيا ، من أن "الفرصة التي كانت أمام القارة للتحضير للفيروس تغلق".
وشعر الخبراء بالحيرة من ندرة الحالات في قارة تربطها علاقات اقتصادية وثيقة بالصين، وكشفت دراسة أجريت مؤخرا أن مصر والجزائر وجنوب إفريقيا ونيجيريا وإثيوبيا كانت الأكثر عرضة لوصول الفيروس ، استنادًا لأنماط السفر الجوي من الصين.
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن ثمانية فقط من أصل 47 دولة في منطقة إفريقيا مستعدة بشكل مناسب لعلاج المرض.
لكن الدكتورة روزانا بيلينج، رئيسة البحوث التشخيصية في كلية لندن للصحة والطب الاستوائي، قالت إن القارة كانت في الواقع أفضل استعدادًا من أي وقت مضى، ويعود الفضل في ذلك جزئيًا إلى سلسلة من الدورات التدريبية الأخيرة التي أجرتها أفريقيا ومنظمة الصحة العالمية.
وشارك خبراء من 46 دولة من 55 دولة في الدورات التي تتناول مجالات مثل كيفية فحص المرضى واكتشاف الفيروس، وهي خطوات أساسية لاحتواء أي تفش محتمل.
الرابط الأصلي