اجتاح فيروس كورونا المستجد عددا من دول العالم، وتسبب فى إصابة الآلاف مات منهم ما يقرب 3 آلاف شخص، ونظرا لخطورة الوباء ولعدم اكتشاف العلماء علاجا خاصا بالفيروس حتى الآن، فقد ذهب علماء الدين الإسلامي إلى أن الشخص الذى يموت بسبب كورونا يعتبر شهيدا، وذلك بعد وصول الفيروس لعدد من الدول العربية والإسلامية كمصر والإمارات وقطر والكويت والبحرين وإيران ولبنان والعراق.
بحسب بيانات صادرة عن منظمة الصحة العالمية، تخطت حصيلة وفيات فيروس كورونا المستجد ثلاثة آلاف شخص، وأكثر من 88 ألف مصاب في نحو 60 بلدا منذ ظهور الفيروس لأول مرة في مدينة ووهان في وسط الصين أواخر العام الماضي، وأشارت المنظمة إلى أن خطر الإصابة بالفيروس أعلى لدى الأشخاص، الذين يتخطون الستين من العمر والذين يعانون من أمراض أخرى.
الدكتور أيمن أبو عمر مدير عام الفتوى وبحوث الدعوة بوزارة الأوقاف، أثار قضية شهادة مريض فيروس كورونا، عبر مقطع فيديو له على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماع "فيس بوك"، قائلا: "من مات بسبب فيروس كورونا فهو شهيد، فالنبي هو من قال ذلك، فالنبي قال إنه من الشهداء من مات بالطاعون، فقال: "ومن مات باطاعون فهو شهيد".
وأضاف أبو عمر: "أن الطاعون هو المرض الذي ينتقل بالعدوى بين الناس في مكان من الأماكن، وهو غير الأمراض الطبيعية فالطاعون حاجة تظهر فجأة وتنتشر بين الناس بصورة مخيفة وينطبق علي فيروس كورونا، والشريعة لا تفرق بين المتماثلات، فحكم في من مات بالطاعون مثل من مات في فيروس كورونا، ونسأل الله أن يعفينا ويعفيكم ويجعل مصر والعالم كله أمنا أمانا".
وافقه الرأي الدكتور علي فخر، مدير إدارة الحساب الشرعي وأمين الفتوى بدار الإفتاء، الذى أكد أيضًا أن وباء الكورونا وغيره من الأوبئة يعرف في كتب الفقه الإسلامي بالطاعون، لافتا إلى أن المسلم إذا مات بفيروس كورونا يكون له أجر شهيد في الآخرة، لكنه في الدنيا يطبق عليه ما يطبق على الميت العادي، من غسل وكفن ودفن وصلاة عليه.
الدكتور سعد الشتري، عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية تلقى سؤالا خلال لقائه ببرنامج "يستفتونك" على قناة "الرسالة"، حول حكم اعتبار المتوفي بفيروس كورونا شهيدا، فأجاب الشترى بأن المبطون شهيد مثلما هو الحال مع مرض الطاعون، عملا بقول الرسول -صلى الله عليه وسلم.
وأضاف عضو هيئة كبار العلماء بالسعودية: "إن المتوفى بهذا المرض يرجى له الشهادة، لكن ليس معنى ذلك ألا يتخذ الإنسان الإجراءات اللازمة للتعامل معه، فالإنسان إذا أصيب بهذا المرض فإنه يحتسب الأجر ويرضى بقضاء الله وقدره ويتخذ الأسباب المؤدية للشفاء، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «تداووا فإنه ما من داء إلا وله دواء، علمه من علمه وجهله من جهله»".
ومن جانبه يرى الدكتور سالم عبد الجليل وكيل الأوقاف الأسبق، أن الأمراض بلا استثناء ابتلاءات من الله عز وجل بغض النظر عن مسمى المرض، وهى مستمرة ولن تنتهى ومهما حاول الإنسان تجنب الإصابة منها، فإذا صبر الإنسان على ابتلاء الله فله أجر الصابرين".
وتابع عبد الجليل: "الأمراض الباطنة كالسرطان إذا صبر عليها الانسان يأخذ أجر الشهيد فى الآخرة، ولكن من توفى بسبب مرض مثل الكورونا فليس بشهيد إنما يُثاب على أجر صبره على الابتلاء، ونصح وكيل الأوقاف الأسبق المسلمين بالدعاء فى الصلاة بأن يحفظنا الله من المرض والوباء بشكل عام.
كانت منظمة الصحة العالمية كشف أن فيروس كورونا المستجد هو فيروس حيواني المصدر ينتقل للإنسان عند المخالطة اللصيقة لحيوانات المزرعة أو الحيوانات البرية المصابة بالفيروس. كما ينتقل عند التعامل مع فضلات هذه الحيوانات. ورغم أن المصدر الحيواني هو المصدر الرئيسي الأكثر ترجيحًا لهذه الفاشية، يجب إجراء المزيد من الاستقصاءات لتحديد المصدر الدقيق للفيروس وطريقة سريانه.
وتنص إرشادات منظمة الصحة العالمية للبلدان والأفراد على احتمالية انتشار المرض بسبب مخالطة الحيوانات أو ملامسة الأغذية الملوثة أو انتقاله من شخص لآخر.
وأوصت المنظمة الافراد غسل اليدين بالصابون والماء أو فرك اليدين بمطهر كحولي، وتغطية الفم والأنف بقناع طبي أو منديل أو الأكمام أو ثني الكوع عند السعال أو العطس، وتجنب ملامسة أي شخص مصاب بأعراض زكام أو تشبه الأنفلونزا بدون وقاية، والتماس الرعاية الطبية في حال الإصابة بحمى وسعال وصعوبة في التنفس، وعند زيارة الأسواق المفتوحة، تجنب الملامسة المباشرة دون وقاية للحيوانات الحية والأسطح التي تلامسها الحيوانات، وطهي الطعام جيدًا، وبالأخص اللحوم.