قالت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، إنَّ سقوط عدد كبير من الجنود الأتراك خلال فبراير الماضي في إدلب فاقم التوتر المتصاعد في إدلب، ودفع أنقرة للإعلان رسميًا عن عمليتها العسكرية الرابعة في سوريا في محاولة لإيقاف تقدم قوات بشار الأسد، ولمنع موجة هجرة جديدة.
وأضافت الصحيفة، أنّ وزير الدفاع التركي خلوصي أكار يشير إلى أنّ العملية بدأت بعد مقتل 34 جنديًا تركيًا الخميس، وهو أكثر الأيام دموية التي عانت منها تركيا في سوريا منذ بدء الحرب الأهلية قبل تسع سنوات.
وشنّت طائرات تركية مئات الضربات على أهداف سورية في أعقاب الهجوم، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان: إنّ 74 جنديًا سوريًا قتلوا منذ الجمعة.
وتحولت الخطوط الأمامية في إدلب، المحافظة التي تيسيطر عليها المعارضة، بسرعة مع مكاسب كل من المعارضة، وقوات النظام بدعم من روسيا، إلى ساحة حرب.
وقالت تركيا الأحد إنها أسقطت طائرتين مقاتلتين من طراز سو 24 تابعة لدمشق، وأكدت الحكومة السورية أن طائرتين من طائراتها استهدفتا،.
في تصريحات أكدت موقف تركيا الحذر تجاه روسيا، قال عكار إن الهدف من الهجوم ليس "مواجهة" موسكو، وإنما هدفنا الوحيد في إدلب وضع حد للمذبحة التي يرتكبها النظام، وبالتالي منع التطرف".
وأضاف أكار أن تركيا تتوقع من روسيا "الوفاء بالتزاماتها" على النحو المنصوص عليه في اتفاقية سوتشي لعام 2018 التي تهدف لوقف العنف في إدلب، وعلى الروس "استخدام نفوذهم على النظام لوقف هجمات النظام وضمان انسحاب قوات بشار الأسد إلى حدود اتفاق سوتشي".
وأوضحت الصحيفة أن العدد المتزايد من القتلى الأتراك في إدلب خلال فبراير وحده أدى إلى الضغط على الشراكة الوثيقة التي أقيمت بين أردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في السنوات الأخيرة، ودفعت الخسائر، العلاقات إلى أشدها حدة منذ إسقاط الجيش التركي طائرة مقاتلة روسية بالقرب من الحدود السورية أواخر 2015.
واحتجزت الشرطة أربعة صحفيين في سبوتنيك المملوكة لروسيا بعد نشر قصة أثارت انتقادات شديدة في تركيا، وأدانت وزارة الخارجية الروسية الاعتقالات، وتم إطلاق سراح الصحفيين في وقت لاحق.
رغم خلافاتهم ، فإن تركيا - التي واجهت توترات أيضًا مع حلفائها في الناتو - لم تظهر أي إشارة تذكر على رغبتها في قطع العلاقات مع روسيا، ودفع أردوغان لعقد لقاء وجها لوجه مع بوتين، ومن المتوقع أن يسافر إلى موسكو لمقابلته في 5 أو 6 مارس.
وأوضحت الصحيفة، أن هجوم النظام السوري لاستعادة إدلب، تسبب في أسوأ كارثة إنسانية في الحرب الأهلية التي دامت حوالي عقد من الزمن في سوريا ، وفقًا للأمم المتحدة.
وأُجبر حوالي مليون شخص على الفرار بحثًا عن الأمان، والمناطق المفتوحة القريبة من الحدود التركية مزدحمة بالناس، وهناك نقص في الخيام وغيرها من الملاجئ.
قالت تركيا ، التي تضم بالفعل أكثر من أربعة ملايين لاجئ من سوريا ودول أخرى، إنها لا تستطيع أن تستقبل المزيد من الناس، وتدعو لدعم دولي لإنشاء منطقة عازلة أو محظورة داخل إدلب لحماية 3 ملايين شخص في المحافظة.
الرابط الأصلي