نص تقرير «الصحة» عن السياح الأجانب المصابين بكورونا داخل مصر

وزيرة الصحة هالة زايد

أصدر قطاع الطب الوقائي بوزارة الصحة، تقريرا تضمن التقصى الوبائي لحالات جرى إعلان كل من فرنسا وكندا وأمريكا وتايوان عن إصابتهم بفيروس كورونا عقب عودتهم من مصر.

 

وكشفت القطاع فى تقريره، أنه عقب تداول إحدي وسائل الإعلام العالمية أنباء يوم 27 فبراير الماضى عن إصابة اثنين من الفرنسيين بفيروس الكورونا المستجد عقب عودتهما من مصر، وتداول أنباء أخرى عن إصابة حالات بكندا وتايوان عقب عودتهم من زيارة لمصر، جرى تشكيل فريق مركزي من الإدارة العامة للوبائيات والترصد للتوجه إلى محافظتي القاهرة والأقصر للتصى الوبائي لمخاطى الحالات المؤكدة.

 

وأضاف التقرير، أنّ اللجنة الوطنية للوائح الصحية الدولية خاطبت منظمة الصحة العالمية من خلال بريد إليكتروني لطلب التحقق وموافاتها بمعلومات كافية في حالة التأكيد حتى تتمكن وزارة الصحة والسكان من اتخاذ الإجراءات المناسبة

ووفقا للتقرير فقد خاطبت وزارة الصحة، وزارة الخارجية للتواصل مع السلطات الفرنسية للتحقق من المعلومة وطلب البيانات، وأفادت السلطات الفرنسية بعدم تمكنها من هذا الأمر بصورة رسمية،  في إطار سرية بيانات المرضى، وذكرت السلطات الفرنسية أن التواصل يتم من خلال اللوائح الصحية الدولية، وقد علمت السفارة المصرية من السلطات الفرنسية بعض البيانات.

 

وأشارت الوزارة إلى أنها خاطبت اللجنة الوطنية للوائح الصحية الدولية بفرنسا يوم 28 فبراير، طلبا لمزيد من البيانات حتى يمكن إجراء التقصيات اللازمة (أسماء الحالات، والأماكن التى أقاموا بها والأماكن التى قاموا بزيارتها، شركة الطيران الناقلة، تاريخ ورقم رحلة الطيران)، وردت اللجنة الفرنسية ببعض البيانات البسيطة ولم تذكر أسماء الحالات ولا أماكن إقامتهم أو المزارات التي ترددوا عليها أو تاريخ مخالتطهم لحالات مؤكدة قبل قدومهم إلى مصر، وذكرت أن الشخصين المؤكد إصابتهما بفيروس كورونا يوم 28 فبراير الماضي، لهما تاريخ سفر ضمن فوج سياحي إلى مصر خلال الفترة من 5 فبراير إلى 16 فبراير 2020.

 

وأوضح تقرير وزارة الصحة أنه جرى إرسال بيانات المرشد السياحي المرافق لهما وشركة السياحة المصرية التي نظمت الرحلة، وتتبع خبر على وسائل الإعلام الكندية بتاريخ 29 فبراير عن إصابة حالة بفيروس كورونا المستجد، مع تاريخ وجود سفر إلى مصر، وفي نفس اليوم طبقت اللجنة الوطنية للوائح الصحية الدولية ذات الإجراءات السابقة، لكن اللجنة الوطنية للوائح الصحية الدولية بكندا رفضت إمداد مصر ببيانات المرضى، مرجعة ذلك إلى أن القوانين الفيدرالية تحمي تلك البيانات.

 

وأضاف التقرير أنه ورد بريد إليكتروني من اللجنة الوطنية للوائح الصحية الدولية بتايوان يوم 1 مارس 2020 يفيد بوجود حالة مؤكدة مصابة بفيروس الكورونا تم تأكيدها يوم 28 فبراير 2020 لسيدة تعيش فى الولايات المتحدة وعادت الى تايوان فى 31 ديسمبر 2019 ولها تاريخ سفر إلى الإمارات ومصر بين 29 يناير و1 فبراير، وعلى الفور تم مشاركة المعلومات مع الإدارات المعنية بوزارة الصحة لعمل التقصيات الوبائية اللازمة.

 

كما ورد بريد إلكتروني من المكتب الإقليمي لشرق المتوسط بمنظمة الصحة العالمية بتاريخ 2 مارس يتضمن اكتشاف حالتين إصابة مؤكدة بفيروس الكورونا المستجد فى الولايات المتحدة الأمريكية ولها تاريخ سفر لمصر خلال الفترة من 9 فبراير وحتى 20 فبراير 2020، هذه الحالات مرتبطة بالرحلة النيلية مع حالة الإصابة المؤكدة التى أبلغتنا بها اللجنة الوطنية للوائح الصحية الدولية بتايوان

 

وذكرت المخاطبات الواردة بالبريد الإلكتروني –وفقا لتقرير وزارة الصحة- أن الحالة المؤكدة index case، للحالتين المصابتين بالولايات المتحدة أثناء الرحلة النيلية بمصر، وخط سير وبيانات الجولة السياحية التى قام السياح الأمريكان بمصر.

 

الإجراءات المتخذة.. فيما يخص الحالة الفرنسية

قام فريق التقصى الوبائي بإجراء مقابلة فى القاهرة مع مدير الشركة السياحية ومقرها مصر الجديدة، وزيارة فندق إقامة المجموعة السياحية أثناء تواجدها بالقاهرة، وتم مناظرة العاملين الذين قاموا بمخالطة الوفد والتأكد من سلامتهم وعدم ظهور أى أعراض تنفسية عليهم، كما تم متابعتهم لمدة 14 يوما وتبين عدم وجود أعراض، كما أفاد طبيب الفندق بعدم وجود أى حالات مرضية بين الوفد طوال فترة الإقامة بالفندق.

 

وتوجه فريق التقصى أيضا إلى فندق إقامة الفوج الفرنسي بالأقصر والتأكد من سلامة العاملين المخالطين للفوج وتم مناظرتهم صحيا والتأكد من سلامتهم وعدم ظهور  أي أعراض مرضية تنفيسه عليهم، كما جرى التوجه إلى مركز طبي بالأقصر الخاص بحالات الإحالة من الفندق، كما أفاد طبيب الفندق بعدم وجود أي حالات مرضية بين الوفد طوال فترة الإقامة.

 

كما قابل فريق التقصى المرشد السياحى المصاحب للفوج الفرنسي أثناء تواجدهم فى مصر والتأكد من تمام حالته الصحية، والتوجه إلى الباخرة السياحية محل إقامة المجموعة الفرنسية أثناء الرحلة وعمل التقصيات الوبائية اللازمة والتأكد من سلامة العاملين بها ومتابعتهم لمدة 14 يوما.

 

نتائج التقصى

توصلت نتائج التقصى إلى أن المجموعة الفرنسية وصلت إلى مصر يوم 5 فبراير الماضي وغادرت يوم 16 فبراير متوجهة إلى فرنسا ولم يتم تأكيد الحالات إلا بتاريخ 28 فبراير بعد مرور 12 يوماً من دخول فرنسا، وعدم ظهور أي أعراض مرضية على المخالطين للوفد السياحى في الأماكن التي تمت زيارتها في كل من (القاهرة - الأقصر – أسوان)، مع عدم ملاحظة أي زيادة في أعداد أو معدلات حالات الأمراض التنفسية الحادة بالأقصر أو أسوان.

 

التقصى عن الحالات الأمريكية

بالنسبة الحالات الأمريكية فقد جرى تشكيل فريق مشترك من وزارة الصحة ومكتب منظمة الصحة العالمية فى القاهرة للتقصى الوبائي عن الحدث يوم 4 مارس، وتوجه الفريق إلى الباخرة السياحية بأسوان محل إقامة المجموعات السياحية المختلفة ووضع تعريف حالة لمرض الكورونا المستجد ، وزيارة المستشفيات الحكومية بأسوان، ومقابلة مدير الشركة السياحية وزيارة فندق الإقامة أثناء تواجد المجموعات السياحية بالقاهرة.

 

 وأوضح التقرير أنه تم عمل سرد خطى بجميع العاملين بالباخرة السياحية بداية من الأول من فبراير وحتى 4 مارس، وتم مناظرة جميع المتواجدين على متن الباخرة من فريق العاملين وتم سؤالهم عن التاريخ المرضى لهم بأثر رجعى فى الفترة من 5 فبراير وحتى 4 مارس، وتبين عدم وجود أي أعراض مرضية أثناء مناظرة جميع المتواجدين، على متن الباخرة، سوى طفل يبلغ من العمر 6 سنوات (فرنسي الجنسية) وتم سحب عينة من الطفل على الفور وإرسالها الى المعمل الإقليمي بمحافظة أسوان، أثبتت التحليل إيجابيته لفيروس الإنفلونزا الموسمية FLU/A H1.

 

وجرى أخذ عينات عشوائية من المخالطين كإجراء احترازي على الرغم من أن الجميع بصحة جيدة ولا يوجد ارتفاع في درجة الحرارة ولا أعراض تنفسية، رغم انقضاء فترة حضانة المرض.

 

وبحسب  تقرير وزارة الصحة جرى حصر جميع الأفواج السياحية الأجنبية على متن الباخرة وهم: (11) من فرنسا – (31) من أمريكا – (1) من بنجلادش – (2) من ماليزيا – (3) من الصين – (7) من كندا، في الفترة من 5 فبراير 2020 وحتى 19 فبراير 2020 (تاريخ مغادرة أخر فوج مخالط للحالات المؤكدة على متن الباخرة).

 

التقرير أشار إلى أن المستشفيات الحكومة بأسوان، لم تستقبل أى حالات اشتباه لفيروس كورونا المستجد من أول فبراير وحتى 4 مارس، كما تبين عدم حدوث أي زيادة فى معدلات الحالات المصابة بأعراض تنفسية حادة خلال هذه الفترة.

 

وانتهى التقرير إلى أن جميع الأخبار الواردة فى وسائل الإعلام بشأن حالات الإصابة كانت لوزارة الصحة السبق فى التقاط الخبر والتعامل معه على وجه السرعة، موضحا فى الوقت نفسه أن المراسلات التى تمت بين منظمة الصحة العالمية واللجان الوطنية لكل من الولايات المتحدة الأمريكية وتايوان تضمنت أن الحالة المرجعية التي قد تكون مصدر العدوى للحالات الأمريكية هي السيدة الأمريكية من أصل تايواني والتي أعلنت تايوان عن اكتشاف المرض بها بتاريخ 1 مارس 2020.

 

 

مقالات متعلقة