«الفرنسية»: بعد تعليقها العمرة بسبب كورونا.. السعودية في موقف صعب

السعودية تواجه مخاطر كبيرة

قالت وكالة الأنباء الفرنسية إنّ السعودية بعد قرارها منع العمرة لاحتواء فيروس كورونا، تجد نفسها في موقف قد يكون محفوفا بالمخاطر من الناحية السياسية، ويثير تساؤلات حول موسم الحج المقرر في يوليو المقبل.

 

ويأتي تعليق العمرة حاليًّا في إطار اجراءات احترازية اتخذت في كافة دول الخليج، بعد إلغاء التجمعات الجماهيرية، من الحفلات الموسيقية إلى الأحداث الرياضية.

 

وأضافت الصحيفة، أن المسألة تشكل تحديا بارزا محتملًا في منطقة مضطربة حيث تخاطر بإثارة المتطرفين الذين يعتبرون الحج شعيرة لا يمكن إلغاؤها.

 

وتعاني المملكة بالفعل من تراجع أسعار النفط في شكل كبير، وهي تخاطر الآن أيضًا بخسارة مليارات الدولارات التي تكسبها سنويا من عوائد السياحة الدينية مع فرض قيود على زيارة مكة والمدينة.

 

وأدّى 18,3 مليون شخص مناسك العمرة في 2018، بحسب الأرقام الرسمية في المملكة.

 

وسلطت إدارة الرياض للأزمة أيضا الضوء على الدور السعودي كراع للأماكن المقدسة، وهي أحد أركان شرعيتها السياسية.

 

ونقلت الوكالة عن ياسمين فاروق الباحثة في مركز "كارنيغي" قولها :" إن الاضطرابات الناجمة عن فيروس كورونا منحت نقاد وخصوم المملكة الإقليميين ذخيرة جديدة لإثارة تساؤلات حول سيطرتها على أقدس المواقع الإسلامية.

 

وأفادت فاروق أن وسائل الإعلام الحكومية السعودية نشرت سلسلة من التأييدات من هيئات إسلامية، من المفتي العام في نيوزيلندا إلى ماليزيا ودول اخرى، ما يشير إلى "قلق الرياض من إمكانية تسييس هذه الخطوة.

 

وسعى المراقبون المؤيدون للسعودية إلى توجيه التركيز إلى خصوم المملكة، حيث أثار البعض على وسائل التواصل الاجتماعي السخرية بعدما وصفوا الفيروس بأنه من "عمل قطر" أو مؤامرة من جانب إيران.

 

وحتى بعد ظهر الخميس أعلنت الجهات المعنية في المملكة عن ارتفاع الإصابات بالفيروس لديها إلى خمس.

 

وباتخاذها إجراءات الوقاية، تصرفت السعودية بخلاف غريمتها الإقليمية إيران، التي تكافح من أجل احتواء انتشار الفيروس من مواقعها الشيعية المقدسة حيث يبدو أن الزوار ورجال الدين تحدوا التحذيرات الصحية.

 

ونقلت الوكالة عن عمر كريم الباحث في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن قوله:" إنّ "السعودية تحاول تقديم نفسها على أنها أكثر مسؤولية من إيران".

 

وتابع "لكن، هناك تخوف من أن قرارها قد يشعل النقاش السياسي في العالم الإسلامي حول ما إذا كان ينبغي أن تكون السعودية السلطة الوحيدة المسؤولة عن الحج والمدينتين المقدستين".

 

وتبدو المملكة حذرة بالفعل من رد فعل محتمل من نهج تحديث ليبرالي يقوده ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وشهدت السماح بفتح دور السينما وإقامة حفلات موسيقية والتغاضي عن الاختلاط بين الجنسين، وهي سلوكيات كانت تعتبر مخالفة للدين حتى أشهر قليلة.

 

وقالت السعودية إن القيود المفروضة على العمرة مؤقتة، لكنّ ذلك تم دون تواصل جيد مع العديد من المعتمرين الذين يتحملون قوائم انتظار طويلة.

 

وناشدت السفارة الإندونيسية في الرياض السلطات السعودية للسماح لمواطنيها بالمضي قدما في خططهم لاداء العمرة، بعدما أعرب الكثيرون عن خيبة أملهم من القرار السعودي.

 

وتشكل السياحة الدينية، موردا حيويا للسعودية وسط الجهود الحالية للابتعاد عن الارتهان بالنفط، حيث توفر 12 مليار دولار للاقتصاد سنويا، وفقا للأرقام الحكومية.

 

وقالت مؤسسة "كابيتال إيكونوميكس" المالية إن تأثيرات تقليص العمرة ستكون "كبيرة"، خاصة خلال شهر رمضان المبارك الذي يبدأ في أبريل.

 

وقالت الشركة الاستشارية "ربما يكون التأثير الأكبر محسوساً إذا تم تمديد القيود حتى نهاية يوليو عندما يبدأ الحج الذي يمثل حوالي ربع إجمالي الزوار الأجانب سنويا".

 

وتشعر الدولة النفطية الغنية بحدوث ما وصفه أحد المصادر المقربة من الحكومة بـ "ضغط الموازنة" لأن انخفاض أسعار النفط يجعل من الصعب تمويل خطة الحكومة الطموحة لتنويع الاقتصاد.

 

الرابط الأصلي

مقالات متعلقة