سادت حالة من التوتر والخوف بين المواطنين بسبب انتشار فيروس كورونا، ورفعت وزارة الصحة والسكان درجات الاستعداد القصوى لمواجهة أي خطر، مما ازداد الإقبال على الكمامات والماسك الواقي من العدوى، مما في عجز شديد بل وتضاعفت أسعارها.
ارتفاع أسعار الكمامات
وشهد سوق الكمامات عجزًا شديدًا لاحتكار بعض التجار والصيادلة له، بسبب ارتفاع أسعار الكمامات في السوق المصرية، جاء بعد إعلان تصدير المستلزمات الطبية لعدة دول مصابة بفيروس كورونا، وبحسب تجار وصيادلة فإن أسعار الكمامات تضاعفت أكثر من مرة ليصل سعر الكمامة الواحدة محلية الصنع من 5 إلى 10 جنيهات بحسب المكان الذي تباع فيه.
وارتفع سعر الكمامة محلية الصنع من 15 إلى 30 جنيها بالأسواق بسعر الجملة، ليرتفع سعرها في الصيدليات إلى 4 جنيهات بدلًا من جنيهين فقط، حيث قال محمود فؤاد، مدير المركز المصري للحق في الدواء، إنه انتشر مؤخرا قيام بعض الجماعات مصريين وأجانب، بجمع الكمامات لبيعها في الأسواق العالمية، ورفع أسعارها 15 ضعف السعر العادي، لتصل إلى 370 جنيه مصري في سوق شرق آسيا.
وتقدم فؤاد بمذكرة إلى المهندس مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، طالب فيها باتخاذ إجراءات حاسمة مع الشركات المتلاعبة، ومنع تصدير أي مستلزمات طبية يتم جمعها من السوق العالمية لمنع العدوى من فيروس كورونا الجديد.
وأوضح فؤاد، في المذكرة، أن هذه الجماعات التي تعمل على جمع الكمامات في المحافظات، تستغل احتياج بعض الدول لهذه المستلزمات، فقد يستهلك المواطن أكثر من كمامة بالمواصفات المحدودة مرتين يوميا، مما يتسبب في نقصها في السوق.
وأشار مدير المركز المصري للحق في الدواء إلى أن مصر قد تستهلك في الحالات الخطرة مليارات الكمامات أو المستلزمات الأخرى، ما يعني أن بيعها للأسواق العالمية يمثل خطر كبير ويجب حظر تصديرها.
وبحسب أسامة كشري، عضو شعبة المستلزمات الطبية بغرفة القاهرة التجارية، فإن هناك أنواعا مختلفة من الكمامات، منها ما يتم استخدامه في المستشفيات وأطباء الأسنان، وكانت تباع العلبة منه بسعر يتراوح بين 10 و12 جنيها، وبعد انتشار فيروس كورونا أصبحت تُباع بـ 50 جنيها.
وأضاف كشري، في تصريحات صحفية، أن هناك نوعا آخر من الكمامات يسمى "n95"يتم صناعته في الولايات المتحدة الأمريكية والصين وإيطاليا، وهو النوع الذي يحتوي على فلتر داخلي، ورفع التجار سعرها من 20 إلى 100 جنيه بالأسواق المحلية، بعد تفشي فيروس كورونا.
وحذر "كشري" المواطنين من التعامل مع مصانع مجهولة المصدر وغير مرخصة تبيع كمامات وتكون غير مطابقة للمواصفات من الأساس، لذا لابد الإبلاغ عنها لاتخاذ كافة التدابير حيالها، مؤكدًا أن زيادة إنتاج مصر لـ«الكمامة» قد يكون صعبا لأن المادة المستخدمة في الإنتاج ويتم وضعها في «الفلتر» يتم استيرادها من الخارج وتحديدًا من الصين، وتقوم المصانع المنتجة المرخصة بعمل «الماسك» فقط للغرض الطبى وليس مخصصة لـ"كورونا".
ونصح "كشري" المواطنين أن الكمامة السليمة عند شراءها لابد أن تتكون من ٣ طبقات، وهى عبارة عن طبقتين من مادة «إن تى بكتيريا» وطبقة أخرى تتضمن مادة «من بلو»، والمادة الأخيرة لا توجد سوى في دول معينة، مؤكدًا أن المواطنين يحتاجها في الاماكن المزدحمة وعليهم الحرص على النظافة الشخصية ولا بد ألا يكون «لعاب الفم» جافا وكذلك الأنف.
شكاوى أولياء أمور من ارتفاع أسعار الكمامات
اشتكى أولياء أمور طلاب المدارس، من تضاعف أسعار الكمامات، مشيرين أن المدارس تطلب منهم ارتداء أطفالهم للكمامات خوفا على صحتهم.
وقال بهاء زكي، مواطن، إن لديه 3 أبناء في مراحل التعليم المختلفة، وطلبت المدرسة منه شراء كمامات لأطفاله بشكل يومي، قائلا: "بدفع كل يوم 6 جنيهات أو 7 جنيهات ثمنا لكمامة واحدة لطفل واحد".
وأضاف في تصريحات لـ«مصر العربية»، أنه من المعروف طبيا أن الكمامة يرتديها الطفل ليوم واحد فقط ويفضل التخلص الآمن منها، وهذا يعني زيادة العبء المادي على أولياء الأمور.
وقالت صفية سعيد، ولية أمر، إن المدارس بدأت تطلب شراء كمامات للأطفال، وهذا يحدث في المدارس الخاصة فقط وليست الحكومية، بل وصل الأمر إلى طلب مساعدات مادية من أولياء الأمور لشراء مواد تنظيف للمدرسة كالكلور والديتول بسبب كثرة الاستعمال وعجز المدرسة عن الوفاء بالمتطلبات.
إجراءات عاجلة من الحكومة لحصار الكورونا
تواصل الحكومة المصرية، جهودها في حصار فيروس كورونا، من خلال اتخاذ عدة إجراءات وقائية تحد من انتشار فيروس كورونا، خاصة بعد أن أعلنت وزارة الصحة والسكان، وفاة أول حالة مصابة بفيروس كورونا في البلاد، موضحة أن الحالة لمواطن ألماني الجنسية، يبلغ من العمر 60 عامًا.
لذا أصدرت الحكومة المصرية وعلى رأسها وزارة التربية والتعليم إجراءات عاجلة بالمدارس للحد من انتشار كورونا وهي الآتي:
- مخاطبة كل المدارس والتأكيد على متابعة الطلاب الوافدين والعائدين من خارج جمهورية مصر العربية خلال الفترة الماضية.
-تقليل التجمعات الكبيرة للطلاب غير اللازمة داخل المبنى المدرسي، والتنبيه على الحفاظ على مسافة لا تقل عن 1 متر بين الطلاب.
-ضرورة اتخاذ كل الإجراءات الاحترازية للوقاية من كل أمراض الجهاز التنفسي في المدارس.
-اتخاذ كل الإجراءات الاحترازية للوقاية من كل أمراض الجهاز التنفسي في المدارس.
-تعليمات مشددة من الوزارة بشأن غسل اليدين للطلاب باستمرار واستخدام مناديل ورقية أثناء العطس.
- تضمنت نشرة وزارة التربية والتعليم التأكيد على الحالة المشتبه في إصابتها بكورونا يعاني من ارتفاع في درجة الحرارة 38 درجة مئوية أو أكثر، بالإضافة إلى «السعال» مع عدم وجود أسباب أخرى.
-كما يمكن طرح كل الاستفسارات من خلال الاتصال برقم 105 وهو الخط الساخن لوزارة الصحة والسكان.
-بدء إجراء تحاليل فيروس كورونا في المعامل المركزية للمصريين الراغبين العمل في البلدان التي تشترط إجراء تحليل.