حالة من التأهب تعيشها البلاد استعدادًا لاستقبال عاصفة ترابية شديدة، يومي الخميس والجمعة، فترى الشوارع والمحال مزدحمة وكأنها ليلة العيد، كثير من ربات البيوت تسابقن على شراء خزين المنزل من مأكولات وشراب تكفيهم لثلاثة أيام، بعد تحذيرات هيئة الأرصاد الجوية من خروج المواطنين إلى الشوارع هذه الأيام.
لم تتوقف استعداد ربات البيوت على شراء خزين المنزل، ولكن انتشرت على العديد من "الجروبات النسائية" تحذيرات بعدم نشرالملابس، وسدّ نوافذ "الشبابيك والأبواب" لمنع تسرُّب الغبار الذي تحمله العاصفة الترابية، فيما اتجه البعض الآخر لتداول دعاء الرياح على مواقع التواصل الاجتماعي.
تلك الحالة من التأهب ربما هي لمن له مأوى وسكن يحتمي فيه من العاصفة الترابية، لاسيما بعد تحذيرات هيئة الأرصاد الجوية من الخروج من المنازل يومي الخميس والجمعة، ولكن ماذا عن أولئك الذين لا مأوى لهم ولا سكن؟
افتحوا المساجد والكنائس
مع كثرة تحذيرات هيئة الأرصاد الجوية بعدم الخروج من المنازل أثناء العاصفة الترابية، جال في خاطر بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي أولئك الذين ليس لهم سكن يلزمونه وقت العاصفة الترابية، فدشنوا هاشتاج طالبوا فيه بفتح المساجد والكنائب لأطفال الشوارع.
في غضون دقائق انتشر هاشتاج:"#أفتحوا_المساجد_والكنائس_لأطفال_الشوارع_ولكل_اللى_مالوش_مآوى"، فقد لقى تفاعلا كبيرا بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي.
وتقول قوت الطيبي، إحدى مستخدمي فيس بوك:"افتحوا المساجد والكنائس للاطفال والناس اللي بلا مأوي حرام الجو هيبقي صعب عليهم ربنا يحفظهم".
فمن المتوقع أن يشهد طقس مصر، غدا، حالة لم تحدث منذ عام 1994، تلك التي شهدتها البلاد يوم 2 فبراير من هذا العام، وخلفت ورائها ضحايا بالمئات.
تحذيرات هيئة الأرصاد الجوية
ومن جانبها حذرت هيئة الأرصاد الجوية، من تقلبات جوية شديدة على البلاد غدًا الخميس، حيث من المتوقع سقوط أمطار شديدة الغزارة تصل لحد السيول، في بعض المناطق، يصاحبها عاصفة ترابية شديدة.
وكانت هيئة الأرصاد الجوية قد أصدرت، البيان رقم 1، أمس الأربعاء، حول الرياح المتوقعة والمنتظرة يومي الخميس والجمعة المقبلين، مناشدة المواطنين بضرورة مشاركة البيان على نطاق واسع، لتفادي سوء الأحوال الأجوية في هذين اليومين.
وأشارت تحذيرات هيئة الأرصاد الجوية، إلى ضرورة تجنب مرضى الجيوب الأنفية والجهاز التنفسي الخروج إلى الشوارع، يومي الخميس والجمعة، مشددة على ضرورة توخّي المواطنين الحذر بعدم الوقوف إلى جوار الأشجار أو اللوحات الإعلانية، أثناء حدوث العواصف الترابية.
طقس الخميس
ومن المتوقع حدوث نشاط الرياح مع هبات شديده ابتداءً من الصباح وحتى ليل يوم الخميس، على شمال ووسط وجنوب الصعيد وتكون الهبات مابين 85 إلى 100 كم / س، قد تصل إلى العاصفة الجدارية، وفقا لتوقعات هيئة الأرصاد الجوية.
وأضافت هيئة الأرصاد الجوية أنه من المتوقع حدوث نشاط الرياح علي غرب البلاد وتكون مصحوبه بهبات قويه تصل إلى 80 كم / س وذلك صباح يوم الخميس، ومع ظهر يوم الخميس متوقع أن تزداد حدة نشاط الرياح والهبات على شرق الدلتا ومدن القناة وشرق القاهرة وقد تصل إلى العاصفة الجدارية وتكون هبّات الرياح ما بين 75 إلى 85 كم / س".
ومتوقع أن تهدأ سرعة وهبات الرياح على الدلتا والقاهره ليلًا، وابتداءً من صباح وظهر الجمعة متوقع أن تعود الرياح مجداد وبقوة على غرب البلاد، و شمال ووسط الصعيد ورأس غارب والزعفرانة، ومتوقع أن تتشكل عاصفة جدارية".
ووفقا لتحذيرات هيئة الأرصاد فقد تكون هبات الرياح ما بين 85 الي 100 كم / س، وتكون أقل حدة عن يوم الخميس على جنوب الصعيد، وتكون الرياح نشطة مع هبات قوية أحيانًا على الدلتا والقاهرة ومدن القناة.
نصائح للمواطنين
وأصدرت وزارة الصحة والسكان، اليوم الأربعاء، مجموعة من النصائح للمواطنين، للوقاية من المضاعفات الصحية للعاصفة الترابية، تزامنًا مع موجة الطقس السيئ التي ستشهدها البلاد يومي الخميس والجمعة.
وتضمنت نصائح وزارة الصحة الآتي :
تناول التطعيمات والأدوية المقوية لمناعة الجسم خاصة الأطفال الأقل من 5 سنوات، وأصحاب السن الأكبر من 65 عاماً، والحوامل، والمصابين بأمراض مزمنة.
الابتعاد عن الروائح النفاذة مثل العطور ومعطرات الجو والأتربة وعوادم السيارات، والاهتمام بتناول المشروبات الدافئة، والإكثار من تناول المياه.
فضل عدم الخروج من المنزل في الأيام التي تنتشر بها العواصف والأتربة إلا لظروف اضطرارية.
يجب تغطية الأنف وارتداء الملابس الثقيلة.
يفضل الابتعاد عن الحيوانات الأليفة التي تحتوي على شعر كثيف لانها تؤدي إلى تهيج الشعب الهوائية.
يجب إقلاع مريض الأمراض الصدرية عن التدخين بكافة أنواعه.
الابتعاد عن الأماكن التي تكثر فيها أدخنة السجائر، لتجنب الإصابة بنوبات الربو الشعبي.
عدم تعرض مرضى الحساسية والأمراض الصدرية لتيارات الهواء الباردة بشكل مباشر.
تجنب الانتقال المفاجئ من الأجواء الدافئة إلى الباردة والعكس.
عند الإصابة بضيق في التنفس بشكل متكرر، يفضل الذهاب إلى الطبيب للخضوع إلى العلاج المناسب.
تجنب الأدوية المهيجة للشعب الهوائية.
وجهت وزيرة الصحة، برفع درجة الاستعداد إلى الدرجة القصوى بجميع المستشفيات على مستوى الجمهورية، وتكثيف سيارات الإسعاف على الطرق والمحاور الرئيسية، وانعقاد غرفة أزمات وطوارئ على مدار الساعة.
دعاء الرياح
ومع قدوم العاصفة الترابية كثر البحث حول دعاء الرياح الذي ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كان للنبي صلى الله علي وسلم سنن وهدي في كل أحواله، تناسب المقام الذي يشهده، أو الحدث الذي يمر به، وكان الذكر والدعاء ديدنه في هذه المناسبات فله في صباحه أذكار وفي مسائه وعند نومه وعند يقظته وعند دخوله بيته، وعند خروجه منه، وعند الدخول إلى المسجد وعند الخروج منه.
وعن الرياح قال رسول الله «الريح من رَوْحِ الله تأتي بالرحمة وتأتى بالعذاب فإذا رأيتموها فلا تسبوها وسلوا الله خيرها واستعيذوا به من شرها» رواه أحمد.
وعن رحمته بها قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَن يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُم مِّن رَّحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} الروم 46. وعن عذابه قال تعالى: {فِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ العَقِيمَ * مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ }.
ويشرع في العاصفة الترابية الخوف والدعاء، فقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم دعاء الرياح وهو كما قال صلى الله عليه وسلم ـ: «اللهم إني أسألك خيرها، وخير ما فيها، وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرها، وشر ما فيها، وشر ما أرسلت به» رواه مسلم.