حالة من الهلع والخوف تنتاب الشارع الكويتي بعد أن رفعت الحكومة درجة الإجراءات «الاستثنائية» التي تتخذها لمواجهة وباء «كورونا» إلى درجة «الحجر» على الكويت بأكملها، مع إعلان عطلة رسمية للقطاعين العام والخاص 17 يوماً تبدأ اليوم وتنتهي يوم السبت 28 مارس.
وكذلك تعليق كل رحلات الطيران التجاري المغادرة من مطار الكويت الدولي والقادمة إليه اعتباراً من منتصف ليل غدٍ حتى إشعار آخر على أن تقتصر الرحلات القادمة فقط على المسافرين الكويتيين وأقاربهم من الدرجة الأولى واستثناء طائرات الشحن من القرار».
وقررت الحكومة إغلاق الأندية والمعاهد الصحية الخاصة ومنع التواجد داخل صالات المطاعم والمقاهي بما ذلك الموجودة داخل مراكز التسوق حيث أعلن الناطق الرسمي باسم الحكومة طارق المزرم،قبل يوم، إجازة رسمية للجميع من اليوم الخميس إلى الخميس القادم، مضيفاً أنه تقرر تعليق الرحلات التجارية اعتبارا من الجمعة حتى إشعار آخر.. وقصر الرحلات على الكويتيين وأقاربهم.
وأضاف أن مجلس الوزراء قرر منع التواجد داخل جميع صالات المطاعم والمقاهي بما فيها داخل مراكز التسوق فضلا عن إغلاق الأندية والمعاهد الصحية الخاصة.
وأوضح أنه تم تكليف وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالتحذير من مخاطر التجمعات والتوعية بالإجراءات الاحترازية اللازمة بتجنب أسباب العدوى داخل المساجد ودور العبادة بما يراعي الظروف الاستثنائية.
وأشار إلى تكليف نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء بالتنسيق مع وزارة الصحة والجهات المعنية بإصدار قرار بالقواعد والإجراءات اللازمة لانتظام الجهات التي تكون أعمالها ضرورية لسير وانتظام المرافق العامة التابعة لكل منهم.
وهذا وقد تسابق على إثر هذا التعميم المواطنين والمقيمين لشراء مخزون استراتيجي لهم من الغذاء والشراب وعلى الرغم من تصريحات وزير التجارة روضان الروضان والذي أكد خلالها أن المخزون الاستراتيجي الغذائي لدولة الكويت متين تطمنوا مؤكداً أن الظرف الذي نمر به ظرف استثنائي يتعين علينا أن نقابله بإجراءات احترازية ووقائية استثنائية من أجل سلامتكم، فبتظافر جهودنا وتعاوننا سنتجاوز هذه الأيام بإذن الله.
إلا أن تسابق المواطنين والمقيمين على الأسواق والمخابز هو أمر غير مسبوق مما دعا الوزير إلى النزول إلى الأسواق لطمأنة الناس والوقوف على أي تلاعب بالأسعار.
وقال وزير الصحة الشيخ الدكتور باسل الصباح إن الإجراءات والقرارات التي تمت اليوم كلها إجراءات احترازية واستباقية في مواجهة فاشية كورونا المستجد. مضيفا أن هذه إجراءات فنية ضرورية، حفاظا على صحتكم، وحرصا على بقاء الوضع الصحي واستمراره تحت السيطرة بإذن الله.
هذا وقد قال رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم: «على ضوء الإجراءات الاحترازية الجديدة التي أعلنت عنها الحكومة اليوم، أؤكد على ضرورة التعاون والالتزام بتلك الإجراءات الوقائية، وأعلن أن الأمانة العامة لمجلس الأمة ستعطل أعمالها في كل القطاعات أسوة بباقي مؤسسات الدولة».
وأضاف «في الوقت ذاته سيكون العمل في مكتبي بالمجلس مفتوحا ومستمرا من الساعة 12 ظهرا وحتى الثالثة عصراً، وسأكون متواجدا بمعية من يرغب من النواب لمتابعة تطورات أزمة كورونا واستمرار التنسيق والتشاور مع النواب والحكومة في التعامل مع أي طارئ».
فيما قال النائب نايف المرداس: ندعو وزارة التجارة الى تكثيف جهودها لمراقبة الأسعار خشية من ارتفاع بعض المنتجات بصورة مبالغ فيها مما يؤثر على ميزانية الأسر ذات الدخل المحدود.
وقال النائب ماجد المطيري "نتفهم قرارات مجلس الوزراء الاحترازية لكن هناك حالة من الهلع والقلق تنتاب الشارع الكويتي خوفا من تداعيات هذه القرارات على الأمن الغذائي وأسفر عن ذلك الازدحام في الجمعيات والواجب الآن بث الطمأنينة في نفوس المواطنين وتوفير المواد الغذائية وتفعيل دور حماية المستهلك وضبط الأسعار".
وقال النائب محمد المطير "إلى الشعب الكويتي والمقيمين لا داعي للخوف أو الهلع الكويت محفوظة بفضل الرحمن ثم مواطنيها والمقيمين فيها الإجراءات هذه احترازية استباقية تبعث على الطمأنينة وليس العكس علينا التضافر والتعاون جميعا وهذه من سمات أهل الكويت وأن نطبق توصيات وزارة الصحة ونعين الأجهزة الحكومية على عملها.
وقال النائب خليل الصالح "ندعم كل قرار من شأنه وقف زحف فيروس كورونا وحماية المجتمع الكويتي من تداعياته،ونطالب الحكومة في المقابل أن تطمئن الناس حتى لا يدب الهلع في النفوس، وأن تعلن بكل شفافية اجراءاتها لضمان استقرار الأوضاع.
وقال النائب محمد الدلال "قرارات الحكومة اليوم في محلها والهدف تقليل اَي انتشار للعدوى وقيام وتمكين وزارة الصحة بالفحص لمن هو في البلاد فلا داعي للهلع او الخوف او التدافع في الجمعيات التعاونية او الأسواق فالمخزون الغذائي يكفي الجميع لمده طويله باْذن الله وسنتابع هذه الامور مع التجارة والله الحافظ "
فيما نفى نائب رئيس اتحاد الجمعيات التعاونية خالد الهضيبان، ما يشاع من أنباء حول شمول الجمعيات التعاونية وأسواقها المركزية وأفرعها بقرار تعطيل العمل في الجهات والدوائر الحكومية الصادر من مجلس الوزراء قبل قليل.
وطمأن الهضيبان، جموع المستهلكين من المواطنين والمقيمين بأن المخزون الاستراتيجي من السلع والمواد الغذائية في الجمعيات التعاونية ممتاز ويكفي مدة 6 أشهر وأكثر، إضافة إلى السلع والمواد المعروضة على الأرفف في الأسواق والأفرع التعاونية، كاشفا عن تشكيل فريق طوارئ داخل الاتحاد يعمل على مدار الساعة، دوره تلقي بيانات من التعاونيات كافة الموجودة في البلاد كل 8 ساعات حول المخزون من السلع والسحب اليومي عليها.
وأكد الهضيبان، أن الأمور تحت السيطرة، مهيباً بجموع المستهلكين عدم التدافع أو الزحام داخل الجمعيات التعاونية، داعيا المولى، جل وعلا، أن يحفظ الكويت وسكانها من كل مكروه.
وقبل ساعات، أعلن المتحدث الرسمي لوزارة الصحة الكويتية، عبد الله السند، الخميس، تسجيل 8 إصابات مؤكدة بفيروس كورونا في الكويت خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، ليصل بذلك إجمالي الحالات المصابة بالمرض في البلاد 80.
وقال السند في مؤتمر صحفي، إن الحالات الثماني الجديدة، منها 5 حالات مخالطة لحالة مرتبطة بالسفر إلى أذربيجان وهم من الجنسية المصرية، وثلاث حالات لمواطنين مرتبطة بالسفر إلى إيران.
وأشار إلى أن إجمالي الحالات المؤكدة في الكويت حتى الآن هي 80، وقد تماثلت 8 حالات للشفاء، وتتلقى 75 حالة العلاج في المستشفى، منها 4 حالات في العناية المركزة.