فيديو| «جدعنة المصريين» غلبت «التنين»

عاصفة التنين

دور عبادة ومحال سرعان ما تحولت لأماكن ايواء لقاطني الشوارع والطرقات، بعدما قرر اصحابها ألا يتركوا من هم دون مأوى يصارعون الرياح والأمطار وحدهم في العراء..

 

 مشهدٌ آخر لشباب   كان أمامه خيارين إما أن يستكين للراحة في بيته لحين مرور حالة الطقس غير المسبوقة التي حذرت منها الأرصاد، أو أن يعقد العزم وينطلق بسيارته في شوارع المحروسة لتوصيل اي شخص عالق تحت مياه الأمطار لأي وجهة يقصدها دون شرط أو قيد، لم يفكر كثيرًا وسرعان ما قادته فطرته الطيبة إلى الخيار الثاني دون  تردد..

 

شابٌُ ثاني  فتح بيته لمن يريد أن يحتمي داخله من شوارع امتلئت بمياه الأمطار، وآخرون  سخروا سيارتهم لانتشال اي سيارة عالقة في المياه .. 

 

قصص كثيرة تظهر أثبتت أن "جدعنة المصريين" غلبت "التنين" وكانت بمثابة  "النصف الحلو" في تلك الأزمة . 

 

شاهد الفيديو

 

 

دور عبادة تتحول لدار ايواء

 

قبل هبوب الرياح وسقوط الأمطار بساعات، لم ينس مواطنين ممن يحتمون  داخل أربعة  جدران هؤلاء  الذين سيصارعون بمفردهم "التنين" في العراء، فدونوا منشورات يطالبون من خلالها دور العبادة بفتح أبوابها لقاطني الطرقات والشوراع.. 

 

 

 

لم يمر الكثير من الوقت وتحولت ساحة الفيس بوك إلى عروض على كل شكل ولون لاستضافة من هم دون مأوى، وكانت بداية تلك المبادرات من مطرانية بحلوان، تواصلنا مع أحد مسئوليها ليروى لنا القصة. 

 

في البداية قال اسحاق غالي، مسئول أمن مطرانية حلوان والمعصرة والتبين و15 مايو، وسكرتير الأنبا بسنت، لـ (مصر العربية) أن المبادرة من جانبهم بدأت حينما اعلنت الأرصاد أن مصر ستمر بطقس غير مسبوق منذ سنوات، فوقتها طلب الأنبا من اسحاق فتح جميع مباني الخدمات لاستقبال من هم دون مأوى والعمل على خدمتهم ، طيلة الأيام الثلاث التي ذكرت الأرصاد أنها ستشهد طقسًا سيئًا. 

 

وبالفعل دون اسحاق منشورًا عبر صفحته الشخصية على الفيس بوك جاء نصه: "كنائس حلوان والمعصرة والتبين ومدينة 15 مايو على كامل الاستعداد لاحتضان أي حالات ليس لهم مأوى في ظل الظروف الراهنة بالبرق والاعصار والتواصل على موبايل رقم..". 

 

توافد على الكنسية اعدادًا كبيرة وانهالت آلاف الاتصالات على اسحاق، الذي اكد أنهم وفروا لهم مكانًا للراحة وقدموا لهم الطعام دون تفرقة بين مسلم ومسيحي مؤكدًا أن الجميع اخوة وسواسية. 

 

وتابع: لم نكتف بمن اتصل بنا حيث ارسالنا خُدام الكنيسة إلى الأماكن التي تم علمنا بوجود أشخاص بلا مأوى بها من أجل جلبهم إلى الكنيسة. 

 

لم تقتصر المبادرات في دور العبادة على الكنائس فقط ولكن فتحت عدد من المساجد والمطاعم أبوابها ايضًا لاستقبال اي شخص. 

 

 

 

 

 

توصيل بالمجان  

ساعات طوال ظل يجوب الشاب العشريني  بسيارته تحت الأمطار، يمسح بعينه المكان باحثًا عن اي شخص لا يجد وسيلة مواصلات يستقلها لبيته، كي يقوم هو بتلك المهمة بالمجان، هكذا كرث أحمد خليل يومه طيلة الليل والنهار، حسبما روى لنا.  

 

بدأت حكايته حينما دون عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك منشورًا جاء نصه: "يا جماعة الخير .. لو اي حد مش عارف يرجع بيته يقولي وأنا اجيبه مجانًا ده رقمي  01120773152". 

 

الشاب صاحب الـ 27 عامًا، اخبرنا أن الفكرة سيطرت عليه حينما وجد اناس يقفون في الطرقات تحت الأمطار لا يجدون وسيلة مواصلات تقلهم إلى وجهتهم، فلم يجد ما يقدمه لهم سوى جعل سيارته تحت  خدمة اي شخص يرغب في العودة إلى منزله ويحول الطقس السئ دون ذلك. 

 

 

 

 

 

 

البيت يسع من الحبايب ألف 

 

"البيت يسع من الحبايب ألف" .. شعار ربما رفعه وطبقه كثيرون مع بدء موجة الطقس  السيئة التي ضربت البلاد، كان من بينهم شاب يدعى أسامة المهدي، حيث دون عبر صفحته قائلًا: "أنا بيتي مفتوح للي حاسس إنه صعب يروح  يكلمني وأنا هنزل اخده وهيشرفنا وينورنا، ومراتي وحماتي موجودين  وقريب من الأماكن الشروق، العبور، موقف العاشر، طريق مصر اسماعيلية. 

 

 

 

 

 

 

 

سيارات 4*4 تحت الطلب

 

مجموعة  من الشباب بات يعرفهم  الكثير من المصريين، نتيجة تصدرهم الصفوف الأولى مع كل أزمة تمر لغرق الشوارع نتيجة مياه الأمطار، حيث  يظهرون ويلئلئون بمواقفهم وأفعالهم وشيمهم النبيلة، بعدما قرروا تسخير سيارتهم الـ 4*4 لتكون تحت الطلب  من أجل انقاذ اي سيارة عالقة في مياه الأمطار. 

 

الأمر ليس هينًا أو سهلًا على الإطلاق، ولكنهم قرروا بذل كل ما يستطيعون فعله لمعاونة غيرهم في تلك الأزمة، ورغم المخاطر التي يعرضون أنفسهم لها في كل مرة إلا أنهم لم يتراجعوا عن عملهم التطوعي. 

 

ففي الأمطار الأخيرة  تعطلت سيارة احدهم ويدعى شريف خيري، بعد ليلة قضاها في انقاذ سيارات عديدة، لينتهي به الأمر في نهاية المطاف إلى تلف سيارته الخاصة التي باتت تحتاج لصيانة ستكبده نحو 90 ألف جنيهًا. 

 

ولكن نظرًا لشهامته ومواقفه النبيلة مع كثيرين وقت الشدة انهالت عليه العروض من أجل اعادة سيارته لسابق عهدها، ولكنه شكر الجميع واعتذر عن قبولها المساعدات، إلى أن تواصلت معه الهيئة العربية للتصنيع وقررت اصلاح سيارة الشاب الشهم. 

 

 

مقالات متعلقة