رفض وزراء سابقون وأكاديميون الهجوم الذي يتعرض له "المصريون" على مواقع التواصل الاجتماعي في الكويت مؤكدين أن الكويت بها أكثر من 500 ألف مصري فلا يجوز تعميم الأخطاء على الجالية بأكملها إذا أخطأ البعض.
كانت تعرضت الجالية المصرية بالكويت لحالة من الهجوم الشديد عبر وسائل التواصل الاجتماعي، على خلفية أنباء بعدم امتثال بعض أفراد الجالية المصرية بالقوانين الكويتية والتي وضعتها الكويت لمواجهة فيروس كورونا.
يذكر أيضا أنه قبل أيام، شن بعض نواب مجلس الأمة الكويتي هجوما على مصر، كان أبرزها للنائبة البرلمانية صفاء الهاشم، وكذلك الصحفي مبارك البغيلي.
في البداية قال النائب في مجلس الأمة الكويتي عودة الرويعي: مصر وأبناء النيل هم إخواننا والكويت بلدهم وحالهم حال كل من يعيش على هذه الأرض الطيبة من مواطن ومقيم، من يلتزم بالقوانين ويحترمها ويلتزم بالسلوك العام هو مشارك في بناء الوطن وتنميته وغير ذلك يطبق عليه القانون وفق ما يقتضيه الدستور والقوانين المعمول بها.
وتابع: علاقتنا مع جميع الدول العربية والإسلامية وغيرها مميزة ولا يمكن قبول أي محاولة لتغيير هذه العلاقات لما هو دون المطلوب من الاحترام والتعاون والتقدير.
نعم هناك سلوكيات غير مقبولة تصدر من أشخاص هم أنفسهم لا يعرفون مصلحتهم فكيف يمكن لهم أن يؤثروا على علاقات دولية ممتدة لعقود زمنية.
وقال النائب شعيب المويزري: "نحن الكويتيين نقدر ونحترم كل الإخوة الوافدين من مصر الشقيقة وكل الشعوب ونحن الكويتيين شعب خير ومحبه ووفاء ولن نتأثر بضعاف العقول أو الباحثين عن الشهرة أو من يحاولون التكسب السياسي أو الإعلامي أومن يقصدون بيننا الفتنة وهؤلاء لا يمثلوننا سواء كانوا كويتيين أو مصريين أو غيرهم".
وقال وزير الأوقاف الأسبق د. نايف العجمي رداً على الحملة التي تستهدف المصريين على مواقع التواصل الاجتماع: التراشق الذي نراه في مواقع التواصل الاجتماعي والتجريح والمساس في الإخوة المقيمين المصريين هو أمر غير مقبول في ديننا ولا في عاداتنا ولا تقاليدنا ولا في أخلاقنا ولا تربيتنا فهم شركاء في بناء هذا الوطن وخدمة المجتمع وإذا كان هناك بعض الأخطاء التي تصدر من البعض فلا يجوز تعميمها على كل الجالية المصرية مشيراً إلى أن الكويت بها أكثر من 500 ألف مصري فلا يجوز تعميم الأخطاء على الجالية بأكملها، من يخطئ يحاسب ومن يتطاول يتم إبعاده لكن أن يتم تعميم الخطأ وتكون ذريعة لدى البعض للمساس بهم والحط من كرامتهم فهذا أمر مرفوض.
وتابع العجمي: يجب أن لا يغيب عن أذهاننا أن الأطباء المصريين والهيئة التمريضية المصرية في الصفوف الأولى مع إخوانهم الكويتيين جنباً إلى جنب في التصدي لهذا الوباء والحفاظ على الأمن الصحي في المجتمع، وأضاف العجمي: تخيلوا أن الكلام السلبي والإساءات تصل إليهم ويسمعون هذا الكلام فهل هذا جزاؤهم متسائلاً إلى أين سيذهب بنا هذا الشحن الإعلامي المستمر والخطاب الإعلامي المتكرر إلى أين يصل بنا؟.
وتساءل العجمي: إذا تم إثارة المصريين ما الذي سنستفيده؟ فستحدث العديد من المشاكل في الكويت نحن في غنى عنها، ويجب أن لا ننسى أن لنا أبناء يدرسون حالياً في مصر فهناك إخوة لنا وأبناء لنا وأخوات لنا انقطعت بهم السبل فهل ترضون أن تمس كرامتهم فالقنوات التي تغذي خطاب الكراهية بين الشعبين هي منابر فتنة لا تريد الخير للشعبين.
فيما قال النائب السابق د. جمعان الحربش: "الكويت مليئة بالإخوة الوافدين الشرفاء من كل الجنسيات. ونحن وإياهم شركاء في الحفاظ على الكويت وفي بنائها وفي التصدي لهذه المحنة مبيناً أن وجود شواذ من أي جنسية يجب أن لا يصاحبه تعميم، فهم يجمعون مع هم الوباء هم الغربة".
فيما قال الباحث في الاقتصاد الإسلامي سعيد توفيقي: "تحية إجلال وإكبار لإخواننا المصريين في الكويت.. والذين يقفون مع إخوانهم الكويتيين على خطوط التماس في مواجهة كورونا في الكويت خاصة الكادر الطبي والتمريضي.. أنتم أهلنا كما كنا نتشارك في الأفراح نتشارك اليوم في معركتنا ضد كورونا".
وقال الأكاديمي د. فلاح الهاجري: "من الخطأ التعميم على إخواننا الوافدين وخاصة إخواننا المصريين لهم دور كبير في كثير من المؤسسات فالأخطاء الفردية لا يجب تعميمها على شعوبهم وبلدانهم فكلنا إخوة يجمعنا دين قبل اختلاف الجنسيات فجهودهم مقدرة ولم نر منهم إلا حب الكويت وأهلها".
قال الأكاديمي د.عبدالله الشريكة: "المصريون في الكويت تتجاوز أعدادهم مئات الآلاف، أكثرهم محب للكويت وأهلها ووفي لها بل إن بعضهم يخاطر بحياته من أجلها، فليس من الإنصاف أن نحملهم إساءات وقعت من أفراد قلائل شذوا عنهم ، وهم أول من ينكر هذه الإساءات، ولهذا نقول لكل الإخوة المصريين الشرفاء: أنتم في عيوننا".
وقال الإعلامي عويد الصليلي: "فيديوهات الكراهية المتبادلة وازدياد النفس العنصري ضد الوافدين والمصريين بالذات، خروج عن أخلاق أهل الكويت مبيناً أن المصريين والوافدين شركاء معنا في نهضة بلدنا ونحن وهم في الحلوة والمرة لمواجهة الأخطار.. ويبقى الشعبان إخوانا وأشقاء وأختم بقول النبي صلى الله عليه وسلم "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت".
وقال الإعلامي عبدالله بوفتين: المصريون والبدون شركاؤنا في الوطن.. وهم في خط المواجهة الأول في الطاقم الطبي.. نشكر جهودهم وإخلاصهم وتفانيهم ونرفض أي نزعة عنصرية تجاههم متمنياً الابتعاد عن النفس العنصري مشيراً إلى أن هناك شريحة كبيرة على خط المواجهه منهم الدكتور والممرض فلا يجب أن تنسينا تغريدة علاقاتنا الاسثنائية مع مصر.
وقالت المحامية والقانونية سعاد الشمالي: "نحن في وقت نحتاج فيه إلى تعاون وتعاضد كل مقيم على هذه الأرض الطيبة من مواطنين أو وافدين للقضاء على الفايروس القاتل والانتصار عليه مطالبة الجالية المصرية بالهدوء وضبط النفس والالتفات عن أي إشاعات تحاول إثارة الضغينة والحقد بين الشعبين فأصحابها يهدفون إلى قطع العلاقات الوثيقة والتاريخية بين الشعبين فأرجو أن نجتهد لقطع الطريق عليهم وعدم الوصول إلى مبتغاها".
وقال الطبيب الكويتي د.صلاح صباح الوقيان: "هناك هجوم غير مبرر على إخواننا المصريين والوافدين وهم زملاء لنا في الصفوف الأمامية من دكاترة وممرضين وفنيين بدل ما نشجعهم ونرفع من روحهم المعنوية نهاجم بلدهم..، فلنترك خلافاتنا الإعلامية بين الطرفين ونهتم في وضعنا الصحي لبلداننا".