تستعد سلطات الاحتلال الإسرائيلية لفرض إغلاق شامل؛ في محاولة للحد من تفشي فيروس كورونا مع وصول عدد المصابين هناك إلى 433 وسط توقعات بأن يقضي الفيروس على آلاف الإسرائيليين.
وقال وزير الأمن الداخلي جلعاد إردان، إنه تحدث مع مسؤولي وزارته ووجههم بالاستعداد للإغلاق الشامل خلال الأيام القلية المقبلة، وفق ما أوردته قناة "كان" الرسمية.
وطلب إردان أن تطرح عليه بشكل عاجل خطة مفصلة لتطبيق القرار، تقضي بفرض إغلاق شامل على كل أنحاء البلاد مع السماح فقط للعمال الذين يعملون في وظائف حيوية بالخروج من منازلهم.
وبحسب الخطة فسيتم السماح لباقي المواطنين بالخروج من منازلهم فقط للتزود بالغذاء أو تلقي الرعاية الطبية.
وفي هذه الحالة ستكون الشرطة الإسرائيلية هي المسؤولة عن فرض الإغلاق، فيما ستتولى قيادة الجبهة الداخلية مهمة تزويد المواطنين بالمنتجات الأساسية.
وحتى الآن، اتخذت إسرائيل إجراءات استثنائية لمواجهة الفيروس، تمهد الطريق بحسب مراقبين إلى فرض الإغلاق الشامل كخطوة قادمة.
ومساء أمس الثلاثاء تعهّد رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو، بتكثيف تعقب مرضى فيروس كورونا الجديد، وفرض الحجر الصحي على المشتبه في إصابتهم "بلا هوداة".
أوضح نتنياهو أنه سيتم تعزيز القدرة على اكتشاف مصابين جدد بالفيروس عبر الوسائل التكنولوجية التي يمكن من خلالها رصد أشخاص خالطوا مرضى، مضيفًا أن التأكد من التزام المشتبه بإصابتهم بالحجر الصحي المنزلي سيتم فرضه "بلا هوداة".
وكان نتنياهو يشير بذلك إلى مصادقة الحكومة الإسرائيلية فجر الثلاثاء على إخضاع مرضى كورونا والمشتبهين بالإصابة به، إلى "المراقبة الرقمية"، وهي الخطوة التي تتيح لجهاز الأمن العام (الشاباك) جمع بيانات خاصة بموقع وتحديد جهاز الهاتف الخاص بمرضى كورونا أو المعزولين، دون الحاجة إلى أمر قضائي.
وخلف هذا القرار تنديدًا من قبل جمعيات حقوقية وأحزاب إسرائيلية، رأت أنه يمثل انتهاكًا لخصوصية السكان، خاصة في ظل عدم اعتمادها من الكنيست.
وقال نتنياهو، إنه تقرر زيادة فحص المواطنين من خلال إجراء ثلاثة آلاف فحص يوميًا، فضلا عن تزويد المستشفيات بألف جهاز تنفس صناعي جديد لدعم قدرتها على استيعاب المصابين.
وسبق أن اتخذت الحكومة الإسرائيلية إجراءات احترازية لمواجهة فيروس كورونا بينها إغلاق المدارس والجامعات ورياض الأطفال وإغلاق حدودها الجوية والبرية والبحرية أمام السياح، وفرض الحجر الصحي على كل مواطنيها العائدين من الخارج لمدة 14 يومًا.
كذلك، أغلقت إسرائيل المقاهي والفنادق والمراكز التجارية ومنعت تجمع أكثر من 10 أشخاص داخل أماكن مغلقة، وفرضت حالة الطوارئ على القطاع العام وقلّصت نشاط القطاع الخاص بنسبة 70%، وطلبت من مواطنيها عدم الخروج من منازلهم إلا في حال الضرورة، وقلصت نطاق عمل المواصلات العامة.
ومساء أمس قال مدير عام وزارة الصحة "موشيه بار سيمان- توف"، إنه ابتداء من الغد (الأربعاء) "سنشهد ارتفاعًا في معدل المصابين، وصولًا إلى مائة أو ربما مئات المرضى يوميا"، مضيفا "للأسف، يمكن أن يموت آلاف الإسرائيليين من المرض".