شوارع بدت شبه خالية في كثير من البلدان، ومجال جوي أصبح غير مزدحم بطائرات تقل مسافرين من مكان إلى آخر، أحداثٌ هامة لم يخطر ببال أحد أن تعلق في يوم من الأيام، كمناسك العمرة ومساجد باتت صلاة الجماعة فيها صعبة المنال، فضلًا عن مدارس وجامعات أضحت موصدة الأبواب ودور سينما ومباريات أرجئت فعالياتها لمنع انتشار فيروس حير العلماء كونه سريع الانتشار وحصد آلاف من الأرواح ولا يزال يتنقل بين الأفراد في وقت لم يكتشف أحدٌ له لقاحًا.
فالكرة الأرضية التي تبدو كخلية نحل طوال العام، يكسوها الآن السكون في كل مكان، بسبب فيروس لا يرى بالعين المجردة، ألزم الكثيرين باتخاذ قرار بالبقاء بين أربعة جدران منعًا من الانتشار.
هكذا بدت الصورة بسبب فيروس كورونا المستجد، الذي يعرف بـ كوفيد 19، الذي ظهر للمرة الأولى بمدينة ووهان التابعة لمقاطعة هوبي الصينية، ليجبر الملايين حول العالم بالاختباء منه وراء الكمامات واستخدام المطهرات، بعدما وجدوا فيهما سبيلهم الوحيد لمنعه من مداهمة أجسادهم، إلى جانب البقاء بعيدًا عن أماكن التجمعات.
"الأرض تأخذ استراحة" عبارة دونها أحدهم عبر موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك مرفقًا معها مجموعة من الصور لأماكن مختلفة حول العالم، تعكس معها السكون الذي خيم على كثير من الشوارع بسبب الخوف من انتشار فيروس كورونا، الذي ينتقل من شخص إلى آخر بفعل الرذاذ أثناء العطس أو السعال، أو ملامسة الأماكن التي طالها رذاذ أحد الأفراد، فعلى سبيل المثال وليس الحصر:
نصف عدد طلاب العالم في منازلهم
أعلنت منظمة اليونسكو، اليوم الأربعاء، أن نصف عدد طلاب العالم منقطعون عن المدرسة، حيث أشارت إلى أن عدد الطلاب الذين اضطروا حتى أمس الثلاثاء إلى الانقطاع عن المدارس والجامعات، إثر تفشّي جائحة كوفيد-19، بلغ نحو أكثر من 850 مليون طفل وشاب، أي ما يقارب نصف عدد الطلاب في العالم.
وجاءت هذه الزيادة في سياق الإغلاق الكامل للمدارس 102 بلد والإغلاق الجزئي في 11 بلداً آخر، وبذلك يكون عدد المتعلّمين المحرومين من ارتياد المؤسسات التعليمية قد تجاوز الضعف، ومن المتوقع أن تستمر هذه الأعداد بالتزايد، بحسب اليونسكو.
وقف رحلات العمرة
في الوقت الذي يزدحم فيه بيت الله في مثل هذا التوقيت من العام، قبل حلول شهر رمضان، صدر قرار بمنع رحلات العمرة منعًا لانتشار فيروس كورونا في المملكة العربية السعودية، التي لجأت إلى إخلاء حرم الكعبة لتطهيره ثم عادت لفتحه مجددًا.
وكانت الخطوط الجوية السعودية قررت تعليق رحلاتها إلى 7 دول بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد، تضمنت "الإمارات، الكويت، البحرين، لبنان، مصر، العراق، وإيطاليا".
تعليق الرحلات الجوية
لم تتخذ السعودية فقط قرار تعليق رحلاتها؛ فرئيس الوزراء الجزائري، أعلن أيضًا تعليق الرحلات الجوية مع 5 دول هي الأردن وتونس ومصر وقطر والإمارات بدءًا من أمس الثلاثاء.
فيما قامت المغرب بتعليق رحلاتها الجوية- بحسب سكاي نيوز عربية من وإلى 25 دولة بسبب المخاوف من انتشار فيروس كورونا في تمديد لحظر سابق للسفر شمل الصين وإسبانيا وإيطاليا وفرنسا والجزائر.
وتشمل الدول الأخرى التي قرر المغرب تعليق السفر منها وإليها النمسا والبحرين وبلجيكا والبرازيل وكندا وتشاد والدنمارك ومصر وألمانيا واليونان والأردن ولبنان ومالي وموريتانيا وهولندا والنيجر والنرويج وسلطنة عمان والبرتغال والسنغال وسويسرا والسويد وتونس وتركيا والإمارات.
أما مصر فبدات تعليق رحلاتها الجوية ، فيما تحولت فنادق وبزارات والمطاعم السياحية بالبحر الأحمر إلى ما يشبه حجرًا صحيًا بعد اكتشاف 20 حالة هناك، بحسب مداخلة هاتفية لمحافظ البحر الأحمر مع الإعلامي أحمد موسى عبر برنامج على مسئوليتي المذاع على فضائية صدى البلد.
أما المدارس والجامعات فباتت خاوية من الطلاب لمدة أسبوعين، فضلًا عن تعليق العمل بالحضانات ودور السينما، ودور المناسبات، وغيرها من أماكن التجمعات، وتخفيض العمالة في المؤسسات الحكومية، ومنح اجازة لكبار السن والحوامل والسيدات ممن يعلن صغار أقل من 12 عاما، ضمن سلسلة من الإجراءات لمنع انتشار الوباء.
"الزم بيتك" شعار رفعه الكثيرون وطالبت به الحكومات، لمساعدتها في القضاء على الوباء.
حظر تجول
حظر تجول .. قرارٌ فرضته عدد من البلدان خوفًا من انتشار فيروس كورونا، حول معه كثير من الدول لمدن شبه خاوية، فعلى سبيل المثال، وسعد ايطاليا القيود المفروضة على تنقلات الأفراد، لشتى القاطنين على أرضيها، فضلًا عن أنها سبق والغت جميع الفعاليات.
فيما أعلنت الحكومة التشيكية فرض قيود على الحركة في كافة أرجاء البلاد حتى 24 مارس تجنبًا من انتشار كورونا الذي صنفته منظمة الصحة العالمية كوباء.
حيث طالبت الحكومة من المواطنين في جميع أنحاء البلاد ألا يغادروا منازلهم إلا للعمل أو الطوارئ، موضحة أنها قد تفرض عقوبات تصل لـ 3 ملايين على الانتهاكات والمخالفات، على ألا يشمل القرار تلك التنقلات الضرورية للأسرة لجلب الاحتياجات الأساسية.
فيما أعلن القائد العام للجيش الوطنى الليبى خليفة حفتر، فرض حظر تجول فى كافة المناطق الخاضعة لسيطرة القوات المُسلحة، فى إطار اجراءات الحد من انتشار فيروس كورونا، وذكرت بوابة (إفريقيا الإخبارية).
وتمت الإشارة إلى أن فرض حظر التجول يبدأ من، غد الخميس، على أن تكون فترة الحظر من السادسة مساءً حتى السادسة صباحاً لضمان تنفيذ الإجراءات الوقائية التى أقرتها اللجنة العليا والمُشكلة من قبل القيادة العامة لمواجهة انتشار كورونا.
لم تكن تلك الدول هي فقط من فرضت حظر التجول بسبب كورونا، ولكن هناك بلدان أخرى من بينها على سبيل المثال تونس.