قررت سلطات الاحتلال الإسرائيلي إطلاق سراح أكثر من 500 سجين جنائي وإخضاعهم للإقامة الجبرية في منازلهم لمنع تفشي فيروس كورونا بين السجناء، فيما تحدثت مصادر فلسطينية عن إصابة أسرى بسجون الاحتلال بفيروس كورونا الفتاك.
وقالت قناة "كان" الإسرائيلية الرسمية إن وزير الأمن الداخلي جلعاد أردان قرر إطلاق سراح السجناء وإبقاءهم قيد الإقامة الجبرية حتى انتهاء فترة محكوميتهم في إطار مواجهة فيروس كورونا.
وقالت القناة إن السجناء الذين سيطلق سراحهم في القريب لا يمثلون خطورة كبيرة، فيما أوضحت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن ثمة معايير للأسماء المدرجة أسماؤهم في القائمة.
وقالت الصحيفة إن سيتم إطلاق سراح سجناء شارفوا على انتهاء فترة عقوبتهم التي لا تزيد عن 4 سنوات على أية حال.
وأضافت أن معايير الإفراج تنص أيضا على أن يكون السجناء من سكان إسرائيل، ولا تشمل القائمة مرتكبي الجرائم الجنسية ومرتكبي جرائم العنف العائلي وأولئك المنتمين إلى منظمات إجرامية.
وأعرب عدد من أسر السجناء في حديث للصحيفة عن خشية ذويهم من تفشي الفيروس داخل محبسهم وقالوا إنهم أخبروهم بأنه لا يمكنهم البقاء في عزلة تامة في السجون، وأضافوا "كيف يمكن إخراج عنبر كامل في الفناء وضمان عدم تفشي الفيروس؟".
وبحسب وزارة الصحة الإسرائيلية فلم تسجل حتى الآن إصابات بفيروس كورونا، لكن مصادر فلسطينية أكدت إصابة عدد من الأسرى الفلسطينيين بسجون الاحتلال والبالغ إجمالي عددهم نحو 5 آلاف فلسطيني.
وأمس الخميس، طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إسرائيل بالإفراج عن الأسرى الفلسطينيين في سجونها، وذلك عقب إعلان نادي الأسير الفلسطيني (غير حكومي) إصابة 4 أسرى بالفيروس.
جاء ذلك بعدما أعلن نادي الأسير الفلسطيني إن إدارة السجون الإسرائيلية أبلغت المعتقلين في سجن مجدّو (شمال)، بإصابة 4 أسرى بفيروس كورونا.
وأضاف النادي في بيان إنه تم نقل العدوى إلى الأسرى عن طريق أسير آخر اقتيد للتحقيق معه في مركز تحقيق بمدينة بيتح تكفا قرب تل أبيب، وأصيب بدوره عن طريق أحد المحققين الإسرائيليين.
وتابع نادي الأسير "يواجه المعتقلون اليوم خطر الإصابة من السجانين والمحققين الذين يشكلون خطراً على حياتهم".
وفي 12 مارس الجاري، قامت سلطات الاحتلال بعزل معتقل "المسكوبية" سيء الصيت في القدس الغربية، بعد الاشتباه بإصابة إحدى السجّانات بكورونا.
واتخذ القرار بعد أن أبلغت سجّانة بأنها كانت على اتصال مع مريضة بالفيروس، ما حدا بسلطة السجون إلى "عدم السماح بالدخول أو الخروج من مركز الاحتجاز، لحين الحصول على نتائج عن فحص السجانة".
يشار إلى أن معتقل "المسكوبية" الذي كثيرا ما تُثار معلومات عن ممارسة أعمال تعذيب فيه، يستخدم في الأساس للتحقيق مع المعتقلين الفلسطينيين.
وقبل ذلك بيوم واحد أي في 11 مارس بدأت مصلحة السجون الإسرائيلية، بإخلاء سجن سهرونيم، قرب الحدود مع مصر، بهدف تخصيصه للسجناء والأسرى المصابين بفيروس كورونا.
وجاء القرار بعد ساعات قليلة من إعلان فرض الحجر الصحي على 19 أسيراً و15 حارسا في سجن "شيكما" (عسقلان)، والمخصص للأسرى الفلسطينيين، تحسبا لإصابتهم بكورونا، بعدما تبين أن طبيبا نفسيا مدنيا يعمل بالسجن كان على مقربة من مصاب مؤكد بالفيروس قبل مخالطته للأسرى.