فايننشال تايمز: أفريقيا تتكاتف لمكافحة كورونا.. هل تنجح في تجنب الكارثة؟

الدول الإفريقية تتسارع لاتخاذ إجراءات استباقية لمواجهة كورونا

قالت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، إن العديد من الدول الأفريقية تتخذ إجراءات استباقية لمكافحة فيروس كورونا، وعدم الوقوع في الخطأ الذي دفع الفيروس للانتشار في العديد من الدول الأوروبية، وسط مخاوف من أن انتشاره في القارة السمراء سيكون من المستحيل السيطرة عليه.

 

تلك الإحراءات دفعت البعض للتساؤل، هل تنج القارة السمراء التي تعاني من نقصا في التجيهزات الطبية، وهشاشة في الأنظمة الصحية، في تلافي الكارثة التي حلت بالعديد من دول العالم؟.

 

وأضافت الصحيفة، سعت سلسلة من الحكومات الأفريقية، بما في ذلك غانا وكينيا ورواندا، إلى المضي قدمًا في مكافحة الفيروس من خلال الإعلان عن إغلاق المدارس، وحظر التجمعات، وقيود السفر رغم أنها سجلت فقط حفنة من الحالات.

 

في جنوب إفريقيا، التي لديها الآن أكثر من 200 حالة مؤكدة، أعلنت الحكومة كارثة وطنية، وأغلقت لاغوس، أكبر مدينة في إفريقيا التي يبلغ عدد سكانها 21 مليون نسمة، وحظرت التجمعات الجماهيرية.

 

في كينيا ، تنازلت شركة مملوكة جزئيًا للحكومة، عن رسوم المعاملات للتحويلات المالية الإلكترونية التي تقل عن 10 دولارات للحد من التعامل مع النقد، وانضمت تنزانيا إلى دول أخرى في حظر المصافحة والمعانقة.

 

وبحسب الصحيفة، تأتي الاستراتيجية التي تتكشف بعد ارتفاع مفاجئ في عدد الدول الأفريقية التي لديها حالات مؤكدة من الفيروس ويقرب من 40 شخصا، وأنغولا من بين الأحدث التي أبلغت عن حالتها الأولى.

 

وتشير أحدث البيانات التي جمعتها منظمة الصحة العالمية، والحكومات إلى أن القارة ككل بها أكثر من 900 حالة مؤكدة حتى الجمعة، مع 24 حالة وفاة، ورغم أن هذا انخفاضا نسبيًا وفقًا للمعايير الأوروبية، إلا أنه ارتفاعه سريعًا ونقص مجموعات الاختبار يعني أن الحالات يمكن أن تكون أعلى بكثير.

 

ونقلت الصحيفة عن ميشيل ياو، رئيس الاستجابة الطارئة في المقر الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في جمهورية الكونغو قوله:"النافذة تضيق، وما زالت أمامنا فرصة لتجنب الأسوأ، أفريقيا تتمتع ببعض المزايا بما في ذلك السكان الأصغر سنًا والطقس الأكثر دفئًا، وإذا فاتنا ذلك، فقد تكون مشكلة خطيرة للغاية".

 

جنوب أفريقيا ، التي تنتقل إلى فصل الشتاء، لديها حوالي 1000 سرير فقط من وحدات العناية المركزة في كل من المستشفيات العامة، والخاصة، مقارنة بعدد السكان البالغ 57 مليونًا، ويعتقد أن عدد سكان نيجيريا البالغ 200 مليون نسمة أقل بكثير.

 

وفي جنوب إفريقيا، حذر الخبراء مما قد يحدث عندما يصل الفيروس إلى البلدات والمستوطنات العشوائية حيث يعيش معظم السكان السود، وهناك اكتظاظ ونقص في الصرف الصحي.

 

وقال كريستيان هابي، عالم كاميروني ومدير المركز الأفريقي للتميز في علم الجينوم للأمراض المعدية في نيجيريا ، إن النظم الصحية الإفريقية اكتسبت خبرة في التعامل مع الإصابات الجماعية أثناء الإيبولا وتفشي الأمراض الأخرى.

 

وقال ياو من منظمة الصحة العالمية، إن أحد مفارقات الفيروس المنتشر في أفريقيا هو أنه جاء في الغالب من أوروبا وليس من الصين كما كان متوقعًا، ويرجع إلى أن الصين، باستثناء ووهان، كانت أكثر نجاحا في احتواء الفيروس من أوروبا .

 

مع وجود أوروبا والولايات المتحدة الآن في بؤرة تفشي المرض، حذر مور، الوزير الليبيري السابق من أنه إذا استقر الفيروس في إفريقيا، فإن المانحين التقليديين لن يكون لهم سوى القليل من المساعدة.

 

الرابط الأصلي

مقالات متعلقة