"ليست قنبلة مشعة ولا حربًا عالمية، قاتلٌ لا يحمل أطنانًا من الديناميت، إنّه فيروس لا يتخطى مليمترات، بثّ رعبًا وفزعًا في سائر الدنيا كما لم يُبَث من قبل".. إنّه فيروس كورونا المستجد.
كورونا سجّل انتشارًا في عشرات الدول حول العالم بعدما انتشر أولًا في ديسمبر الماضي بالصين، وفيما نجحت "الأخيرة" في السيطرة عليه عمليًّا حتى وصل اليوم الذي لا تُسجّل فيه ضحايا جددًا، إلا أنّ إيطاليا أصبحت الموطن الأول لهذا الفيروس المرعب.
إيطاليا أصبحت الدول الأكثر حول العالم الذي ينهش كورونا في أجساد مواطنيها، حيث سجّلت 627 حالة وفاة وستة آلاف إصابة في غضون 24 ساعة.
الحصيلة الإجمالية في إيطاليا ارتفعت إلى أكثر من 47 ألف حالة إصابة، و4032 حالة وفاة، لتصبح إيطاليا هي أكثر الدول التي انتشر فيها الفيروس اللعين، وتتصدر ضحاياه على مستوى دول العالم، حتى تخطّت الصين التي سجّل فيها كورونا حضوره الأول.
سياسيًّا، دعا رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي، الاتحاد الأوروبي لاستخدام موارد من صندوق إغاثة تابع للاتحاد، يقدر حجمه بـ 500 مليار يورو، لحماية اقتصاد أوروبا من تأثير فيروس كورونا.
وقال كونتي: "السياسات النقدية وحدها لا تستطيع حل كل المشاكل، ونحن بحاجة إلى القيام بنفس الشيء في مجال الضرائب".
وأضاف: "الطريقة لتحقيق ذلك تتمثل في فتح خطوط ائتمانية عبر الآلية الأوروبية للاستقرار (إي إس إم) لجميع الدول الأعضاء من أجل مساعدتها في محاربة تداعيات وباء كورونا".
في سياق متصل، وثقت صور متداولة، مشاهد مرعبة من مستشفى مدينة بيرجامو شمالي إيطاليا، حيث ينتشر مرضى كورونا في كل زاوية، بعد تفشي العدوى في المدينة التي أصبحت الأكثر تضررًا في البلاد.
وعلى الرغم من أنّ هذا المستشفى يعتبر واحدًا من أكثر المستشفيات تقدما في أوروبا إلا أنه ينهار أو يكاد أمام التزايد الضخم في أعداد مرضى فيروس كورونا المستجد.
وظهرت في الصور طواقم طبية في المستشفى، وهي تدفع الأسرة المتحركة وعليها مصابون بالفيروس من نساء ورجال، وقد زودت الأسرة بأجهزة التنفس الاصطناعي، ما يشير إلى أن هؤلاء مصابون بالالتهاب الرئوي، أبرز أعراض الفيروس القاتل، حسبما نقلت شبكة "سكاي نيوز".
ويدفع هؤلاء العاملين بالمرضى إلى عنابر مليئة أصلًا بالمرضى، الذين يعانون من أوضاع رهيبة، إذ تمدهم أنابيب الأكسجين بالهواء النقي، الذي تتعطش له رئاتهم المعتلة، ولم يكن المرضى في العنابر فقط، بل أيضًا في ممرات المستشفى، التي تعج بمرضى يعانون من أعراض كورونا بشكل واضح، خاصة ضيق التنفس.
كما تحوّلت غرفة الطوارئ في المستشفى إلى وحدة عناية مركزة، بعد أن امتلأت الوحدة الأصلية عن آخرها بالمرضى، فيما لا تزال هذه الغرفة تستقبل القادمين الجدد، الذين تبدو حالتهم سيئة للغاية.
وقال أطباءٌ في المستشفى إنّ وصول مزيد من مرضى فيروس كورونا إلى المستشفى هو الثابت الوحيد، مؤكدين أنّ الوباء القاتل خارج نطاق السيطرة تقريبًا.
ونقلت الشبكة عن مسؤول الطوارئ في المستشفى روبرتو كوسينتيني قوله إنّه وفريقه لم يروا شيئًا مثل هذا من قبل، وحذّر الدول الأخرى، وبخاصةً بريطانيا، من أنها قد تواجه مثل هذا السيناريو الكارثي، ما لم يتم الأخذ بالنموذج الصيني وغلق كل شيء.
وأضاف أنّ ما يحدث هو أن المستشفى يستقبل مرضى مصابين بالتهاب رئوي حاد للغاية، مما يضغط على النظام الصحي، وتابع: "في كل يوم يصل 50 إلى 60 مريضا إلى قسم الطوارئ لدينا، خاصة من المصابين بالالتهاب الرئوي، ومعظمهم في حالة سيئة للغاية، لدرجة أنهم بحاجة إلى كميات كبيرة جدا من الأكسجين".