يحتفل المصريون، اليوم السبت، بـ عيد الأم، والذي يوافق 21 مارس من كل عام، ومع حلول هذه المناسبة اعتاد الكثيرون على زيارة أمهاتهم وتقديم الهدايا لهن احتفالًا بتلك المناسبة، والتي اختلفت كثيرًا هذا العام.
وقد حال فيروس كورونا، المنتشر بصورة كبيرة في جميع أنحاء العالم والذي صنفته منظمة الصحة العالمية بالوباء العالمي، بين المواطنين والاحتفال بأمهاتم في ذلك اليوم كما اعتادوا.
"مصر العربية" يرصد في هذا التقرير مظاهر الاحتفال بعيد الأم في زمن الكورونا:
الأوقاف تحظر "تقبيل يد" الوالدين
ففي الوقت الذي أصدرت فيه وزارة الأوقاف عدة فتاوى بجواز الاحتفال به تكريمًا للأم، منعت وزارة الأوقاف هذا العام من تقبيل يد الوالدين حتى يتلاشى موضوع كورونا، وتتوقف العدوى التي تنتقل بالملامسة. وأصدرت وزارة الأوقاف، تنبيهات وقائية للحد من انتشار فيروس كورونا، قائلة: إن أجاز العلماء تقبيل يد الوالد إكراما له والعالم لعلمه، مؤكدة أن ذلك أيضا مقيد بأمن الفتنة، وبغير وقت النوازل التى يمكن أن ينتقل فيها الداء بالملامسة فضلاً عن التقبيل، لغلق هذا الباب سدًا للذرائع، لأن ذلك مقيد بما لم يكن هناك داء يمكن أن ينتقل من خلالها.
وزيرة الصحة: اللى بيحب والدته ميروحلهاش
قالت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة، في مداخلة تليفزيونية: "أنا بقولكم إحنا خايفين على كبار السن واللي عندهم أمراض مزمنة والحوامل إنت متعرفش انت عندك المرض ولا لأ.. حامل للمرض ولا لأ».
وتابعت: "مش عايزة أقول منروحلهمش بس التخالط مضر، وهما بيبقوا تعبانين جدا وأكثر عرضة للإصابة" .
«كورونا» يهز سوق هدايا عيد الأم
ورصدت "مصر العربية" أجواء محلات الأدوات المنزلية التي تستقطب مشتري الهدايا في عيد الأم، وقال حسام عمر، صاحب محل بالمطرية، إن الإقبال ضعيف مقارنة بالعام الماضي، مؤكدًا أن فيروس كورونا تسبب في خسائر كبيرة لدى المستوردين قائلًا: "الموسم انضرب بسبب كورونا".
موضحًا: أغلب المستلزمات وهدايا عيد الأم يتم استيرادها من الصين ولا توجد أي منتجات تسد مكان المنتجات الصينية.
وعيد الأم، هو احتفال ظهر حديثاً في مطلع القرن العشرين، الهدف منه تكريم الأمهات والأمومة ورابطة الأم بأبنائها وتأثير الأمهات على المجتمع.
انطلقت الدعوات إلى تخصيص يوم للأم برغبة من المفكرين الغربيين والأوروبيين بعد أن وجدوا الأبناء في مجتمعاتهم يهملون أمهاتهم ولا يؤدون الرعاية الكاملة لهن، فأرادوا أن يجعلوا يوماً في السنة ليذكروا الأبناء بأمهاتهم، ومع مرور الوقت اتسعت رقعة المحتفلين به.
ويختلف تاريخه عيد الأم من دولة لأخرى، فمثلاً في العالم العربي يكون اليوم الأول من فصل الربيع أي يوم 21 مارس، أما في النرويج فيحتفل به في 2 فبراير، وفي الأرجنتين فهو يوم 3 أكتوبر، وجنوب أفريقيا تحتفل به يوم 1 مايو. وفي الولايات المتحدة يكون الاحتفال في الأحد الثاني من شهر مايو من كل عام.
ومن المنظور الشرعي أكدت دار الإفتاء المصرية أن الاحتفال بيوم لتكريم الأم جائز شرعًا لا ابتداعَ فيه ولا منكرَ لموافقته نصوص الشريعة الداعية إلى إكرامها حال حياتها وبعد وفاتها.
وقالت دار الإفتاء المصرية: إن الإسلام جعل بر الأم من أصول الفضائل وقرن الإحسان إليها بالتوحيد، لما تحملته من مشاق الولادة والتربية، وهذا ما قرره القرآن الكريم والسنة النبوية.
واستشهدت الدار بأن رجلًا جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم يسأله عن أحق الناس بحسن الصحبة، فأجابه مؤكدًا أنها الأم. وبر الأم يعني إحسان معاملتها باحترامها وخفض الجناح لها وطاعتها وتحري رضاها في كل أمر، كما قال الله عز وجل: {ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنًا على وهن وفصاله فى عامين أن أشكر لى ولوالديك إليَّ المصير}.