في زمن كورونا.. الكشف أون لاين بالمجان وأطباء: «الزم بيتك واحنا معاك»

مبادرة الزم بيتك واحنا معاك .. طبيب أون لاين بالمجان في زمن الكورونا

من خلف شاشات الحاسوب وهواتف المحمول بات يجلس الكثيرون يدونون شكواهم،  بدلًا من تكبد مغامرة الخروج من البيت، يستقبل تلك الشكوى على الجانب الآخر من الشاشة طبيبٌ مختص سخر جزء من مجهوده لهؤلاء في محاولة منه ومن زملاء له تسهيل المهمة على المرضى، كي يشجعوهم على لزوم البيت في هذا التوقيت خوفًا من انتشار فيروس كورونا  المميت. 

 

أصحاب البلاطي البيضاء ممن تطوعوا للرد على المرضى عبر الشاشات يعلمون بشدة الخطورة التي يشكلها توجه الكثيرون دون وعي للمستشفيات واحتمالية التقاط احد المترددين  أو فريق التمرض  أو الأطباء العدوى ولو بنسبة 1% أو نقلها لآخرين إن كان احدهم مصابًا بشئ.

 

فتحت شعار "الزم بيتك واحنا معاك" اطلقت 3 طبيبات بيطريات من محافظة الاسماعيلية تلك المبادرة وقامتا بتدشين جروب عبر موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، هدفه أن يكون حلقة وصل بين المرضي في شتى الأنحاء وفريق من الأطباء باختلاف التخصصات، للرد على استفساراتهم أون لاين بالمجان، في فترة عصيبة يحاول فيها الجميع على كل المستويات منع تفشي الوباء، فالطبيبات الـ 3 وجدن في تلك الفكرة حل سريع لمن يضطرون للخروج من البيت لتوقيع الكشف الطبي في اي من المستشفيات.

 

 

 

ففي غضون ساعات قليلة  بلغ عدد أعضاء الجروب 45,820، بينهم عشرات الأطباء كبار وصغار من كافة التخصصات..

 

"أنا دكتور فلان.. تخصص "كذا" اي حد عنده استفسار يبعت وهرد عليه.. "؛ هكذا تسير العملية داخل جروب "أطباء الاسماعيلية في خدمة شعبها ..الزم بيتك واحنا معاك"، منذ تدشينه مساء ليلة أمس وحتى اليوم، فيدخل صاحب الشكوى يدون شكواه عبر التعليق ويرد عليه الطبيب اما برسالة على الخاص أو بتعليق على العام حسب آلية كل طبيب. 

 

 

تواصلت (مصر العربية) مع صاحبة الفكرة والانطلاقة الأولى لمبادرة "الزم بيتك واحنا معاك"، الطبيبة مروة ربيع ورفيقتها دكتورة مروة فكري، كما صاحبتهما في المهمة دكتورة مروة عبد الحق.  

 

راودت الفكرة "مروة ربيع"  الطبيبة البيطرية وابنة محافظة الاسماعيلية، بعدما وجدت نسبة استجابة المواطنين لدعوات المكوث  في البيت في هذا الظرف ضعيفة للغاية، خاصًة هؤلاء ممن كانوا يقولوا لها: "ما احنا لازم اكيد هنروح المستشفى لو تعبنا"..

 

هنا تسائلت الطبيبة الشابة  فيما بينها وبين نفسها  قائلة: "كل حاجة بتوصل لنا ديلفري.. ايه المشكلة إن الأطباء برضه يدخلوا بيوت المواطنين عن طريق النت من غير ما المرضى تضطر تروح المستشفيات في وقت الكل خايف فيه من انتشار الوباء". 

 

 

بدأت الفكرة تتبلور في رأس "مروة" واستغلت قاعدة معرفتها العريضة بكثير من الأطباء في كافة التخصصات كونها هي ورفيقتيها لهن باع في مجال سلامة وصحة الغذاء، وبالفعل جمعت "مروة" كل وسائل الاتصال بالأطباء ممن تعرفهم وارسلت لهم رسالة عبر تطبيق الواتساب، شرحت من خلالها فكرتها ودعتهم للانضمام لمن يحب منهم..

 

لم يمر الكثير من الوقت حتى جاء لـصاحبة المبادرة الرد  من جانب الكثيرون ممن يعملون في المجال الصحي، سواء اطباء بشريين أو صيادلة أو أطباء بيطريين، معبرين عن ترحيبتهم ورغبتهم في المساعدة والمشاركة.  

 

في غضون ساعات قليلة، كان للأطباء الانطلاقة الأولى حيث وجدت مئات المنشورات لزملاء لها في المهنة قاموا بتدوينها عبر الجروب الذي دشنته، حيث  اعلن كل واحد منهم من خلاله عن اسمه وتخصصه، وابدى ترحيبه بانتظار لاستفسارات وشكوى الأعضاء على الجروب.

 

وسرعان ما انضم للجروب آلاف الأعضاء واخذت اعدادهم تتزايد بصورة لم تتوقعها الطبيبة الشابة على الإطلاق. 

 

هنا قررت "مروة"  وضع ضوابط حفاظًا على الصحة العامة حيث اخبرتنا أنها اعلمت الأعضاء عبر منشور، بأنه غير مسموح أن يرد على استفسار اي عضو  اي شخص  سوى الطبيب المختص، كما طالبت باقتصار المنشورات في تلك المبادرة على الأطباء والعاملين في المجال الصحي أما الأعضاء  فيكون محل شكواهم في التعليقات، وأكدت أنها تقوم بحذف اي تعليق يكون خارج عن السياق أو منشور يخالف التعليمات، في محاولة منها  لادارة تلك المهمة قدر الامكان على أكمل وجه. 

 

ولتسهيل المهمة على المرضى المترددين قامت هي وفريق العمل بالجروب على تجميع منشورات الأطباء في منشور واحد وتقسيمها إلى تخصصات، لسهولة وصول الأعضاء للتخصص الذي يريدوه دون تكبد عناء البحث. 

 

 

اخبرتنا "ربيع" أن  الجروب يضم أطباء بشريين من كافة التخصصات، وبيطريين مثلها هي ورفيقتها نظرًا لأن الطبيب البيطري يمكنه تقديم نصائح في كثير من الأشياء من بينها  كل ما يتعلق بسلامة وصحة الغذاء وكل ما يدخل البيت، من لحوم وألبان وغيرها من كافة صور الغذاء فضلًا عن نصائح تتعلق بالحيوانات وخطورة مخالطتها من عدمه في ظل انتشار الوباء، وغيرها من الأشياء، كما يتواجد معهم على الجروب صيادلة بعضهم يعرض خدمات توصيل الطلبات بالمجان، والرد ايضًا على الاستفسارات.  

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مقالات متعلقة