الاحتلال يتعمد الإهمال.. كورونا ينهش أجساد الأسرى ومدن الداخل

كورونا تزيد معاناة الفلسطينيين

"الاحتلال يترك الفيروس على الفلسطينيين"، عبارة تلخص انتقام المحتل الصهيوني من الشعب الفلسطيني، وتعمد الإهمال ضد الأسرى ومدن الداخل المحتل.

 

فمنذ أعلنت دولة الاحتلال الإسرائيلية إجراءاتها الوقائية وتدابيرها لمواجهة تفشي وباء "كورونا" المستجد، استثنت وحتى اليوم عددًا من البلدات والسلطات المحلية في الداخل الفلسطيني المحتل، الذي يقع تحت سيطرتها، من فحوصات هامة وإجراءات هامة، بالإضافة إلى استثناء شرائح من العاملين بالقطاع الطبي.

 

ولاقى هذا الاستثناء استياءً وسط المواطنين الفلسطينيين في البلدات المستثناة وأيضًا على المستوى الرسمي من نواب ومسئولين في هذه السلطات، الذين اعتبروا أنه أمر ينم عن عنصرية غير مسبوقة في التفريق بين سكان وآخرين حسب مناطق سكناهم أولًا، ويفضي ثانيًا إلى أوضاع خطيرة قد تشهدها هذه المناطق مع تمدد الوباء.

 

 

ووصل عدد المصابين بفيروس كورونا حتى صباح الاثنين إلى 1238 شخصًا، حسبما أعلنت وزارة الصحة "الإسرائيلية"، من بينها 24 مصابًا في حالة الخطر و34 بحالة متوسطة، فيما تتجه "إسرائيل" لاتخاذ تدابير قالت إنها "أكثر تشددًا" خلال الساعات القادمة.

 

النائب في القائمة العربية للتغيير المنبثقة عن القائمة العربية المشتركة أسامة السعدي قال "إن أبسط الإجراءات التي استثنت فيها إسرائيل بلدات فلسطينية من إجراءات مواجهة كورونا أنها نشرت معطيات الفايروس من حيث الإصابات والعدد والحجر الصحي واستثنت السلطات المحلية العربية والبلدات التي يسكن فيها أقل من 5 ألاف نسمة".

 

وقال لوسائل إعلام فلسطينية: "هذا التوجه لضرورة توجيه وإبلاغ جميع المواطنين بما يدور في بيئتهم، خاصةً بكل ما يتعلق بانتشار الفايروس من أجل اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة لذلك، فمن حق جميع المواطنين في أي مكان كان أن يتلقّوا خدمات الوزارة بشكل عادل ومتساوٍ، خاصةً في هذه الأيام العصيبة بدون أي تفرقه لمكان سكناهم".

 

 

وأكد أنّ أكثر المتضررين من هذا القرار هي السلطات المحلية العربية التي تضم أقل من 5000 نسمة، وهذا استثناء خطير يجب عدم التهاون معه.

 

ولا يقتصر الأمر عند هذا الاستثناء، ففي الفحوصات الطبية التي من المفترض أن تجريها مؤسسة "نجمة داوود الحمراء" بقرار من الصحة الإسرائيلية لم تشمل المجتمعات الفلسطينية.

 

ومن البلدات داخل الأراضي المحتلة، إلى سجون وزنازين الاحتلال، فالمعاناة لم تختلف.

 

ويعيش أسرى فلسطين حالة من الهلع داخل زنازين الاحتلال الإسرائيلي، بعد تفشي فيروس كورونا المميت في بعض الزنازين.

 

وبات 5 آلاف أسير فلسطيني، بينهم 200 طفل و700 يعانون من أمراض مختلفة، مهددين بالإصابة بفيروس كورونا المستجد، الذي انتشر بشكل سريع في العالم بعد تناقل أحاديث رسمية حول تسجيل عدد من الإصابات بين الأسرى في أحد السجون.

 

 

وقبل أيام، أبلغت إدارة سجون الاحتلال الأسرى بوجود 4 إصابات بفيروس "كورونا" في صفوف أسرى سجن مجدو.

 

هذا، وأوضح مكتب إعلام الأسرى أن 3 من المصابين في قسم 10 وإصابة واحدة في قسم 5 بسجن "مجدو".

 

فيما أكد نادي الأسير أنه ووفق معلومات تأتي تباعًا منذ الصباح، بإصابة أربعة أسرى بفيروس كوفيد 19 (كورونا) في سجن (مجيدو) في أقسام 5 و6 و10، نقل لهم عن طريق أسير كان يخضع للتحقيق في مركز تحقيق "بيتح تكفا" ووصلته العدوى عن طريق أحد المحققين.

 

وأوضح نادي الأسير وقتها، أن إدارة السجون أبلغت الأسرى بشكل رسمي في السجن، وهناك حالة من الاستنفار تجري داخل السجن.

 

وظهر الوباء لأول مرة في مدينة ووهان الصينية قبل 3 أشهر، ومنذ ذلك التوقيت لا يزال ينتشر في غالبية البلدان.

 

وقبل أيام أعلنت بكين أنها قضت على "كورونا" في بؤرة انتشاره داخل المدينة الصينية.

 

وقبل أسبوع، صنفت منظمة الصحة العالمية كورونا "جائحة"، وهو مصطلح علمي أكثر شدة واتساعا من "الوباء العالمي"، ويرمز إلى الانتشار الدولي للفيروس، وعدم انحصاره في دولة واحدة.

 

وأجبر انتشار الفيروس على نطاق عالمي دولا عديدة على إغلاق حدودها ووقف الرحلات الجوية وإلغاء فعاليات عدة، ومنع التجمعات بما فيها صلوات الجماعة.

 

 

مقالات متعلقة