حذرت صحيفة "الجارديان" البريطانية من خطورة وصول فيروس كورونا إلى قطاع غزة المحاصر منذ سنوات، مشيرةً إلى أنه يمكن أن يدمر القطاع الذي يعاني من انهيار الخدمات كافة، بسبب قيود الاحتلال.
وقالت الصحيفة، إنَّ إعلان مسؤولي الصحة الفلسطينيين عن أول حالتي إصابة في غزة، من مسافرين عائدين من باكستان، يدقّ ناقوس الخطر.
وأضاف الصحيفة، أن مدحت عباس، المدير العام للرعاية الأولية في غزة، يؤكد أنّ الأشخاص الذين كان الزوجان على اتصال بهما قد تمّ عزلهما، مشيرًا إلى إمكانية التعامل مع الحالات الموجودة والأعداد المحدودة، ولكن إذا زاد الوباء، فسوف نحتاج إلى تدخل دولي".
ومنذ ما يقرب من عقد ونصف، كانت هذه الشريحة الصغيرة من الأرض مغلقة، وتحت الحصار الإسرائيلي المفرط.
وأوضحت الصحيفة أنه في حين أنّ الحصار ربما منع عن غزة الوباء، أو في أفضل الأحوال أخّر دخوله، إلا أن تفشيه كارثي.
الاثنين الماضي، اتهمت منظمة "بتسيلم" الإسرائيلية لحقوق الإنسان، إسرائيل بتحويل القطاع إلى "أكبر سجن في الهواء الطلق في العالم"، وهو سجن غير ملائم بشكل فريد للتعامل مع الوباء.
وقالت "إسرائيل لن تكون قادرة على صرف اللوم إذا تحول سيناريو الكابوس هذا إلى حقيقة خلقتها، ولم تبذل أي جهد لمنعها".
لم تدمر سنوات من القيود المشددة المفروضة على الأشخاص والسلع الاقتصاد فحسب، بل دمرت كل جوانب الحياة تقريبًا، في هذه الأثناء، أدت ثلاث حروب مدمرة بين إسرائيل وحماس، إلى ترسيخ الأزمة.
وفي الآونة الأخيرة، أدت حملة إسرائيلية دموية على الاحتجاجات بالقرب من الحدود إلى ترك الآلاف مصابين بطلقات نارية، مما وضع ضغطًا كبيرًا على المستشفيات.
حذر مايكل لينك، مقرر الأمم المتحدة الخاص لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، الأسبوع الماضي من أن نظام الرعاية الصحية في غزة كان ينهار حتى قبل تفشي الوباء.
مخزونها من الأدوية الأساسية منخفض بشكل مزمن، مصادرها الطبيعية لمياه الشرب ملوثة إلى حد كبير، يوفر نظامها الكهربائي طاقة متقطعة، إن الفقر المدقع وسط الظروف الاجتماعية والاقتصادية المروعة منتشر في جميع أنحاء القطاع.
وأشارت الصحيفة إلى أن السلطات في غزة من أجل الوقاية من كورونا، أغلقت السلطات قاعات الزفاف وحظرت الأسواق الأسبوعية، وطلبت من الناس البقاء في منازلهم.
وكان رئيس مكتب منظمة الصحة العالمية للأراضي الفلسطينية المحتلة، جيرالد روكنشوب، وصل إلى غزة خلال عطلة نهاية الأسبوع، وقال إن الاحتواء مازال ممكنًا، لكن الاستعدادات لتفشي المرض ينبغي أن تكثف.
وتقول إسرائيل، إن الحصار هو إجراء أمني مطلوب لتقييد عدوها حماس، لكن الأمم المتحدة تقول إن سياستها تشكل عقابًا جماعيًا لحوالي مليوني من سكان القطاع.
وقالت كوجات، هيئة وزارة الدفاع المسؤولة عن تنسيق نشاط الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية ، إنها أغلقت معبرها المروري إلى غزة رغم فتح مدخل منفصل للتجارة، وقدمت "مئات" مجموعات اختبار كوفيد 19 لغزة.
الرابط الأصلي