قالت منظمة هيومن رايتس ووتش، إن فيروس كورونا المستجد، تسبب في تفاقم أزمة اللوازم الطبية في لبنان، موضحة أن الأمور تزداد سوءًا بسبب عدم تسديد الحكومة مستحقّاتها للمستشفيات.
المنظمة الحقوقية ذكرت في تقرير لها: "إنّ أزمة لبنان المالية أدّت إلى نقص في اللوازم الطبية الضرورية لمواجهة تفشي فيروس "كورونا" الجديد المسبب لمرض "كوفيد-19".
وتابعت: "أعرب العاملون في المستشفيات والطواقم التمريضية عن قلقهم إزاء عجز الحكومة والمستشفيات عن تجهيز هذه الأخيرة بالطاقم الملائم وحماية العاملين فيها من الإصابة بالفيروس، ومن واجب الحكومة اللبنانية الحرص على حقّ الجميع في الصحة، بما يشمل تأمين حصولهم على ما يلزم من رعاية طبية وعلاج من المرض".
وأضافت: "تسبّبت الأزمة المالية في البلاد بنقص في الدولار، قيّد قدرة مستوردي اللوازم الطبية على استيراد اللوازم الطبية الضرورية مثل الكمّامات، والقفازات، وغيرها من معدّات الوقاية، بالإضافة إلى أجهزة التنفس وقطع الغيار، ولم تسدّد الحكومة مستحقات المستشفيات الحكومية والخاصّة، بما فيها تلك المتوجّبة على الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي والصناديق الصحية العسكرية، وعرقل ذلك قدرتها على شراء اللوازم الطبية، وتوظيف عاملين إضافيّين للتخفيف من العبء على الطاقم التمريضي المُرهَق، وتأمين معدّات ضرورية للوقاية".
وحسب التقرير: "قال جو ستورك، نائب مدير قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش.. يواجه القطاع الصحي أزمات أصلا، وجاء تفشي فيروس كورونا ليزيد الطين بلّة، واتّخذت الحكومة اللبنانية إجراءات سريعة وواسعة النطاق ساعدتها في كسب الوقت، لكنّ قدرتها على السيطرة على هذا التفشي رهن بكيفية استثمارها هذا الوقت في تأمين اللوازم الضرورية ومنح الطواقم الطبية الموارد الضرورية".
وواصلت "رايتس ووتش": "تواجه المستشفيات الخاصة أيضًا نقصًا حادًا في اللوازم، وتزداد الأمور سوءًا بسبب عدم تسديد الحكومة مستحقّاتها، وأعرب العاملون في المستشفيات والطاقم التمريضي الذين تمّت مقابلتهم عن قلقهم إزاء ظروف العمل، وسط النقص الحادّ في اللوازم والتمويل".
واختتمت المنظمة الحقوقية: "قال ستورك.. ما لم يتّخذ لبنان إجراءات عاجلة لاستيراد اللوازم الطبية الحيوية، قد يثقل الفيروس كاهل النظام الصحي المنهك أصلاً".
وأدى انتشار الفيروس إلى تعليق العمرة، ورحلات جوية، وتأجيل أو إلغاء فعاليات رياضية وسياسية واقتصادية حول العالم، وسط جهود متسارعة لاحتواء المرض.
وظهر الفيروس الغامض في الصين، لأول مرة في 12 ديسمبر 2019، بمدينة ووهان (وسط)، إلا أن بكين كشفت عنه رسميا منتصف يناير الماضي.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية في وقت سابق حالة الطوارئ على نطاق دولي لمواجهة تفشي الفيروس، الذي انتشر لاحقا في عدة بلدان، ما تسبب في حالة رعب سادت العالم أجمع.
وينتقل فيروس كورونا عن طريق الجو في حالات التنفس والعطس والسعال، ومن أول أعراضه، ارتفاع درجة حرارة الجسم، وألم في الحنجرة، والسعال، وضيق في التنفس، والإسهال، وفي المراحل المتقدمة يتحول إلى التهاب رئوي، وفشل في الكلى، قد ينتهي بالموت.