فيديو| فضل شهر شعبان.. وسر كثرة صيام الرسول فيه

أحاديث نبوية في فضل شهر شعبان

أهلَّ على المسلمين هلال شهر من أعظم الشهور،  وحسبه من الفضائل أنه بشرى لاقتراب شهر رمضان المعظّم، وأنه فيه ترفع أعمال العباد إلى الله.. إنه شهر شعبان..

 

ويكفيه فضيلةً إجلال رسول الله له وأنه صلى الله عليه وسلم يخصه بما لم يخص به سائر الشهور؛ حيث كان يصومه أكثره بل ورد أنه كان يصومه كله صلى لله علي وسلم؛ فعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول : لا يفطر ، ويفطر حتى نقول : لا يصوم ، وما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا رمضان وما رأيته في شهر أكثر منه صياما في شعبان » [صحيح مسلم].

 

وعن أبي سلمة، أنَّ عائشة رضي الله عنها، حدثته قالت: «لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يصوم شهرًا أكثر من شعبان، فإنَّه كان يصوم شعبان كله» [صحيح البخاري]

 

قال الإمام الصنعاني رحمه الله: ((وفيه دليل على أنه يخصُّ شعبان بالصوم أكثر من غيره)).

 

وسُئِل رسول الله صلى الله:عليه وسلم: أيُّ الصيام أفضل بعد رمضان؟ قال: (شعبان تعظيمًا لرمضان) [لطائف المعارف]

 

وإنَّه شهر دعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبركة؛ فعن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ رَجَبٌ قَالَ: «اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي رَجَبٍ، وَشَعْبَانَ، وَبَلِّغْنَا رَمَضَانَ » [شعب البيهقي]

 

وقد أفصح الرسول صلى الله وسلم لأُمَّته عن سر إكثاره من الصيام في شعبان؛ فعن أسامة بن زيد، قال: قلت: يا رسول الله، لم أرك تصوم شهرًا من الشهور ما تصوم من شعبان؟ قال : «ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم» [سنن النسائي]

 

وحدَّد الإمام ابن القيم ثلاثة أسباب ومعاني لسر كثرة صيام النبي صلى الله عليه وسلم لشهر شعبان:

 

أحدها: أنه كان يصوم ثلاثة أيام من كل شهر، فربما شُغِل عن الصيام أشهرًا، فجمع ذلك في شعبان؛ ليدركه قبل الصيام الفرض. الثاني: أنَّه فعل ذلك تعظيمًا لرمضان، وهذا الصوم يشبه سنة فرض الصلاة قبلها تعظيمًا لحقها. الثالث: أنه شهر ترفع فيه الأعمال؛ فأحب النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يُرفعَ عملُه وهو صائم.

 

فمرحبًا ببشرى اقتراب شهر القرآن، وشهر البركة، وشهر رفع الأعمال، وشهر رسول الله صلى الله عليه وسلم... وليس أفضل في الترحيب به من حُسْن استقبال رسول الله لهلاله وهلال سائر الشهور بقوله: « اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ علَيْنَا بِالأَمْنِ والإِيمَانِ، وَالسَّلامَةِ والإِسْلامِ، رَبِّي ورَبُّكَ اللَّه، هِلالُ رُشْدٍ وخَيْرٍ» [سنن الترمذي]

 

مقالات متعلقة