وجّه الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو انتقادات لاذعة لإجراءات اتخذتها سلطات بلاده بفرض الحجر الصحي للحد من تفشي وباء كورونا، الذي صنّفته منظمة الصحة العالمية بأنّها جائحة.
الرئيس بولسونارو ندّد بإجراءات الحجر الصحّي التي فرضتها السلطات في عدد من مدن البلاد وولاياتها للحدّ من تفشّي كورونا، مطالبًا بالتخلّي عن سياسة "الأرض المحروقة" التي تهدّد بالقضاء على أكبر اقتصاد في أمريكا اللاتينية.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن بولسونارو قوله: "يجب على السلطات في بعض الولايات والبلديات أن تتخلّى عن مبدأ الأرض المحروقة: منع التنقّلات وإغلاق المتاجر والعزل الواسع النطاق".
وأضاف: "علينا أن نحافظ على الوظائف وأن نحافظ على موارد العائلات".
ومنذ ظهور فيروس كورونا، لم يكفّ بولسونارو عن التقليل من خطورته والتنديد بـ"الهستريا" المحيطة بكوفيد-19، ما دفع بحاكمي الولايتين الأكثر تضرّرًا بالوباء وهما ساو باولو وريو دي جانيرو إلى المبادرة بفرض قيود على تنقّلات السكان وتدابير إغلاق عام وحجر صحّي، وفق الوكالة.
وكان جواو دوريا حاكم ساو باولو، الولاية التي يقطنها ضم 45 مليون نسمة وسجّلت فيها 15 وفاة، قد أعلن أنّ الولاية ستخضع لحجر لمدة 15 يومًا،تستمر حتى 4 أبريل المقبل.
وأضاف أنّ الإجراء يفرض إغلاق كل المتاجر والخدمات غير الأساسية، بما في ذلك الحانات والمطاعم وبخاصةً في مدينة ساو باولو التي يعيش فيها 13 مليون نسمة وتعد الرئة الاقتصادية للبرازيل والمنطقة.
وفي ولاية ريو دي جانيرو أغلقت الشواطئ والحانات والمطاعم بقرار من الحاكم ولسون ويتزل، الذي أعلن الجمعة الماضي أنه يريد تعليق الرحلات البرية والبحرية والجوية مع الولايات الأخرى بسرعة.
وكان الرئيس بولسونارو قد اتهم خصومه السياسيين والصحافة بـ"خداع" المواطنين عن عمد حول مخاطر فيروس كورونا الجديد، في وقت تستعد فيه دول أمريكا اللاتينية لارتفاع متوقع في عدد الوفيات الناجمة عن الوباء.
وقللّ الرئيس البرازيلي مرة أخرى من خطورة الوباء، وهاجم حكام الولايات الرئيسية بما في ذلك ريو دي جانيرو وساو باولو، وهي الولايات التي أمرت السكان بالبقاء في منازلهم وفرضت الحجر الصحي.
وقال بولسونارو: "سيرى الناس قريبا أنهم وقعوا ضحية خداع هؤلاء الحكام والجزء الأكبر من وسائل الإعلام عندما يتعلق الأمر بفيروس كورونا الجديد".
وأضاف: "موجة الاحتجاجات كانت جزءًا من مؤامرة مدعومة بوسائل الإعلام للإطاحة به.. إنها حملة مخزية وحملة ضخمة وسخيفة ضد رئيس الدولة، يريدون إجباري على الاستقالة مهما كان ذلك ممكنًا".