في مقال له بصحيفة الإندبندنت، انتقد الكاتب البريطاني الشهير روبرت فيسك استخدام القادة السياسيين ووسائل الإعلام وغيرهما ألفاظا في غير محلها عند حديثهم عن أزمة فيروس كورونا.
وأرفق الكاتب مع المقال صورة تتضمن بعض العبارات مثل تصريح رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون: "المزيد من الناس سيفقدون أحباءهم بسبب كورونا".
وأضاف: "انتشار الفيروس أدى إلى طفح من الكليشيهات والعبارات المُحمّلة والاستعارات المكنية المملة".
وفسر ذلك فائلا: "مثل هذا التلوث الخطابي يعزل المعنى ويدمر علم دلالات الألفاظ والأسوأ أنه يتسبب في تسطيح الأزمة".
وواصل: " ستمر أزمة كوفيد-19 لكن المرض الأخر الذي يتمثل في عدوى اللغة سيظل أكثر استمرارية".
واستطرد الكاتب الحائز على العديد من الجوائز الدولية في مجال الصحافة: "في ظرف دقائق بل ثوان، تنتقل تلك العدوى الخطابية بين السياسيين والمراسلين والأناس العاديين".
كما استنكر فيسك استخدام الاستعارات المرتبطة بالحروب والجبهات في الحديث عن كورونا.
وألمح إلى استخدام جونسون تعبيرا يرتبط بالحرب العالمية الثانية أثناء خطابه الذي أعلن فيه مجموعة جديدة من التعليمات "الباهتة" على حد وصف كاتب المقال.
وتابع الصحفي البريطاني: "يبدو أن العزل الذاتي لا يقتصر على إغلاق الأبواب لكنه يعني أيضا عزل المعنى وتدمير علم دلالات الألفاظ وإساءة استخدام لغتنا، وخلط الكليشيهات باستعارات تبعث على الضجر".
وزاد قائلا: "لن يتسبب ذلك في ذهاب الفيروس لكنه سيعزل ذاتيا كلماتنا التي نتفوه بها وربما يمتد تأثير لذلك لفترات طويلة".
واستخدم جونسون كذلك في خطابه عبارات مثل "القاتل الخفي" "البريطانيون سوف يهبون لمواجهة التحدي مثلما فعلوا في الماضي مرات عديدة".
وألمح فيسك إلى أن جونسون ربما قصد في خطابه الإشارة إلى قصف لندن عام 1940 الذي نفذته القوات الألمانية.
واستطرد أن رئيس الوزراء البريطاني ربما كان يلمح كذلك إلى تصويت البريطانيين على الخروج من الاتحاد الأوروبي "البريكسيت".
كما تضمن خطاب جونسون ألفاظا مثل "البريطانيون تم تجنيدهم في القتال" و"الجنود الصالحون".
وعلاوة على ذلك، استخدم جونسون لغة التهديد مرات عديدة مثل قوله "إذا لم تتبعوا هذه القواعد، ستملك الشرطة سلطة فرضها عنوة" وكذلك تحذيره بـ "فض التجمعات".
واختتم المقال بتساؤل ساخر: "ماذا لو تجمع أكثر من شخصين بهدف الاحتجاج على تعليمات جونسون؟".
رابط النص الأصلي