لماذا الوفيات بسبب كورونا في ألمانيا قليلة؟ كاتبة ألمانية تجيب

الوفيات في ألمانيا أعدادها قليلة جدا

البلدان في جميع أنحاء القارة مقفلة، الحدود مغلقة، أنظمة الرعاية الصحية تعمل بأكثر من طاقتها، الاقتصادات تتقلص، والناس يموتون بأعداد مرعبة، وألمانيا تعيش نفس المعاناة، باستثناء واحد فقط وهو نسبة الوفيات جراء فيروس كورونا قلية جدا.

 

جاء ذلك في مقال للكاتبة الألمانية "آنا سويربري" نشرته في صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، سعت فيه لتسليط الضوء على الأسباب التي جعلت الوفيات في ألمانيا بسبب فيروس كورونا منخفضة جدا بالمقارنة  مع بقية دول العالم ، فحتى أمس السبت، توفى 403 مرضى فقط من بين 56202 حالة مؤكدة بفيروس كورونا.

 

وقال الكاتبة: إن أرقام الوفيات في دول العالم مذهلة، فلماذا الأعداد في ألمانيا قليلة؟، وتجيب قائلة: هناك العديد من الأسباب، أولها أن الكشف المبكر والمستمر، وتتبع الناس يساعد في احتواء الكارثة.

 

وتابعت: أول حالة مسجلة في البلاد كانت في 28 يناير الماضي، وفي غضون يومين، حددت السلطات الشخص الذي أصاب المريض، وتتبعت اتصالاته وعزلته، وتوقفت الشركة عن السفر إلى الصين، وأغلقت مصنعها في بافاريا، وتم احتواء تفشي المرض، وفي جميع أنحاء البلاد، تم تكرار النمط، وعملت إدارات الصحة المحلية والسلطات الفيدرالية معًا لاختبار وتتبع وحجر المصابين.

 

وأشارت إلى أن ألمانيا سعت لحماية سكانها الأكبر سنا، وهذا ثاني الأسباب المهمة، حيث حظرت زيارات المسنين، وأصدر صناع السياسات تحذيرات عاجلة للحد من الاتصال بكبار السن، ويبدو أن الكثيرين قد عزلوا أنفسهم، وكانت النتائج واضحة، يشكل المرضى الذين تزيد أعمارهم عن 80 عامًا حوالي 3% من المصابين رغم أنهم يمثلون 7% من السكان، ويقدر متوسط ​​العمر للمصابين بـ 46؛ في إيطاليا يبلغ 63.

 

والعديد من الشباب في ألمانيا ثبتت إصابتهم بالفيروس أكثر من الدول الأخرى، يُعزى ذلك جزئيًا إلى اختبار البلاد الأكثر شمولاً، ولكن هناك أيضًا عنصر الصدفة والثقافة، ألمانيا دولة تزلج، يذهب حوالي 14.5 مليون ألماني للتزلج كل عام، وتعد جبال الألب النمساوية والشمالية الإيطالية مواقع شهيرة، وهذا العام، بعد أن سافر المصطافون إلى أحد مراكز تفشي المرض الأوروبي، بدا أنهم سيعيدون الفيروس معهم، وينشرونه.

 

وأشارت الكاتبة الألمانية إلى ضرورة الحذر من قراءة الكثير في الإحصاءات، لا سيما في هذه المرحلة المبكرة، ورغم أن نظام الرعاية الصحية في ألمانيا في حالة جيدة بشكل عام، إلا أنه لم يتم اختباره بعد، ولم يدخل المرضى المستشفيات إلا مؤخرًا، وفي المتوسط، قال لوتار ويلير، رئيس معهد روبرت كوخ الأربعاء: "نحن فقط في بداية الوباء.. كيف سيتطور؟ هو سؤال مفتوح".

 

ولفتت إلى أنه من الممكن أن تكون ألمانيا خلف المنحنى، وتختلف الآراء حول مدى صعوبة الضغط على النظام في الأسابيع المقبلة.

 

قال ستيفان ويليش، مدير معهد الطب الاجتماعي وعلم الأوبئة واقتصاديات الصحة في مستشفى شاريتيه الجامعي في برلين: "أعتقد أنه من غير المرجح أن نواجه وضعًا مثل إيطاليا، ولكن البعض الآخر أكثر تشاؤما، حيث حذر الدكتور لوترباخ، من أن معدل الوفيات في ألمانيا قد يرتفع، وبالفعل، فقد ارتفع في الأيام القليلة الماضية من 0.48 % إلى 0.72 %.

 

وكانت هناك إشارات إلى أن نظام الرعاية الصحية يمكن أن يغرق قريباً، حيث أبلغ المزيد من المستشفيات والأطباء عن نقص في المواد الحيوية مثل الأقنعة وغيرها من معدات الحماية، وتوقعت ورقة نشرتها عدة جمعيات طبية الأربعاء أنه من المحتمل خلال "فترة زمنية قصيرة، أن لن تكون هناك موارد كافية للعناية المركزة في ألمانيا لعلاج جميع المرضى، وقد يكون الأسوأ قادم. 

 

الرابط الأصلي

مقالات متعلقة