قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إنَّ الحرب الكلامية المستعرة بين الولايت المتحدة والصين، حول من المتسبب في انتشار فيروس كورونا، أكبر اشتباك وسط الوباء الذي يفتك بالعالم.
وأضافت الضحيفة، بعد مكالمة هاتفية الخميس الماضي، مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، بدا أن الرئيس ترامب يخفف من خطابه الغاضب تجاه الصين، لكن التغيير الطفيف لن يوقف موجة العداء تجاه بكين التي نشأت في واشنطن، في حين أن الشوفينية القومية ومعاداة الآخر، ونظريات المؤامرة انتشرت في وسائل الإعلام الحكومية الصينية.
وتابعت الصحيفة، أن الحقيقة هي أن أيا من الجانبين لم يتبرأ جيدا خلال الأزمة، الجهود الدعائية التي تبذلها الصين للرد على اتهامات بوقوفها وراء انتشار الفيروس تتراجع إلى حد ما، ومع تزايد التدقيق حول مصداقية عدد الإصابات والوفيات التي أبلغت عنها الصين.
وبدأ انتشار القوة الناعمة إلى أجزاء أخرى من العالم، وخاصة أوروبا، حيث اضطر عدد من الحكومات إلى التخلص من أو إرجاع الإمدادات الطبية التي أرسلتها الصين بسبب المخاوف بشأن العيوب.
وفي هذه الأثناء، أصبحت الولايات المتحدة بؤرة الوباء، مع أكثر الحالات المبلغ عنها في العالم، والاحتمال الكبير لأن الأمور ستزداد سوءًا بشكل كبير في المدن الرئيسية، وألقت التقارير الجديدة المزيد من الضوء على تباطؤ الإدارة وعدم اهتمامها في الأسابيع الأولى من تفشي المرض، وهي أخطاء يمكن أن تكلف آلاف الأرواح.
ويبدو أن ترامب يركز أكثر على مشاجراته الشخصية مع حكام الولايات والتصنيفات التلفزيونية العالية التي أثيرت خلال مؤتمراته الصحفية أكثر مما يمكن لإدارته القيام به لتوجيه العالم من خلال الوباء.
ونقلت الصحيفة عن بريت ماكجورك، الذي كان سابقًا المسؤول المدني الأعلى في إدارة ترامب في الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي: إن" الدبلوماسية والقيادة العالمية سمات طويلة الأمد للقوة الأمريكية، ترامب يخاطر بإهدار كليهما.
ونقلت الصحيفة عن ميرا راب هوبر، من مجلس العلاقات الخارجية قولها: "إذا أسفر الوباء عن ركود عالمي وفشلت الولايات المتحدة في إدارة جهود التعافي الدولية، فقد تتحول القوة الاقتصادية والسياسية بشكل أكبر لصالح بكين.. وإذا ظلت الولايات المتحدة غائبة، فقد تستغل الصين الأزمة كفرصة للبدء في وضع قواعد جديدة وفقًا لرؤيتها الخاصة بالحوكمة العالمية، وإزاحة واشنطن عن جهود الطلب المستقبلية".
ونقلت الصحيفة عن جوليان جيورتز من مركز ويذرهيد للشؤون الدولية قوله: إن هناك حاجة ماسة للتعاون بين الولايات المتحدة والصين، واللحظة الحالية هي واحدة من اللحظات القوية في جميع أنحاء العالم".
في معركة فيروس كورونا يريد القادة القوميون في الولايات المتحدة والصين التظاهر بأنهم لا يحتاجون إلى الآخر، لكن أي استراتيجية فعالة يجب أن تواجه الحقيقة التي مفادها أن الأزمات التي تولدها التهديدات تتطلب القدرة على العمل معًا.
الرابط الأصلي