ظل وباء كورونا اللعين لفترات طويلة منذ ظهوره قبل 4 أشهر، أحد الهواجس التي تهدد "المسنين"، لكن مؤخرا ظهرت عدة دراسات نسفت تلك الاعتقادات.
الفيروس القاتل لم ولن يفرق بين أحد، سواء من المسنين أو من الشباب، حسبما قالت وكالة "بلومبرج" الأميركية، إن الأطباء وغيرهم من عمال الرعاية الطبية في مدينة نيويورك تفاجئوا من تفشي الفيروس بين شبان المدينة بمستويات عالية.
وفي مدينة نيويورك أكبر عدد من الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا في الولايات المتحدة، أما الولاية التي تحمل الاسم نفسه فقد بلغ عدد الإصابات فيها حتى مساء الأربعاء 83 ألفا.
وذكرت دائرة الصحة في المدينة أن واحدا من كل 5 مصابين بالفيروس ادخل إلى المستشفى، عمره أقل من 44 عاما.
هذا، ويبلغ المعدل العالمي للإصابات الخطيرة والمتوسطة بفيروس كورونا بين الشباب 10-15 في المئة، ويقصد بالفئة التي تقل أعمارهم عن 50 عاما، وفق منظمة الصحة العالمية.
والجمعة الماضية، استقبل مستشفى "جبل سيناء" في نيويورك، شابا يبلغ من العمر (32عاما) بعد تدهور صحته إثر إصابته بفيروس كورونا، وسأل الطبيب" هل سأموت؟".
وكان هذا الشاب يعاني من حمى شديدة وضيق في التنفس ومستويات الأكسجين لديه تنخفض بسرعة، على ما يقول الطبيب في المستشفى، كيدريا جاكسون.
وقبل أربعة أيام من هذا التاريخ، كان الشاب الذي لم يعاني من مشكلات صحية، قد وصل إلى قسم الطوارئ، لكن الأطباء قالوا إنه يستطيع المغادرة، على أن يواظب على عزل نفسه، وشرب الماء وتناول دواء "تيلينول"، وهو من أدوية الجهاز التنفسي الخاصة بنزلات البرد والتهاب الجيوب الأنفية، لكنه عاد مع تدهور حالته.
في السياق، يقول طبيب الطوارئ، جاكسون "لقد كان مستوى الخوف واضحا في عينيه (المريض الشاب). كان مرعوبا للغاية".
ولعدة أشهر، كانت رسالة السلطات في الولايات المتحدة وخارجها هي أن كبار السن هم الأكثر عرضة للخطر، الأمر الذي بات محل شك الآن.
وبحسب "بلومبرج"، فقد كانت فكرة عدم إصابة الشباب بفيروس كورونا أو إصابتهم بشكل خفيف راسخة لدى مسؤولي الصحة العامة، الذين نصحوا الشبان في العشرينيات من عمرها بالبقاء في المنزل، لا لحماية أنفسهم، بل حتى لا ينقلوه إلى كبار السن.
لكن الأدلة بدأت تتوالى عن احتمال إصابة الشبان بفيروس كورونا وبنسبة كبيرة أيضا، إذ حذرت منظمة الصحة العالمية الشبان في 21 مارس الماضي من أن الشبان واليافعين ليسوا محصنين ضد الوباء، مشيرة إلى أن كورونا قادر على إصابة وقتل الشباب أيضا.
وقدر الطبيب جاكسون أن نحو 20 في المئة من الحالات المؤكدة بفيروس كورونا في المستشفى كانت دون سن الخمسين.
وقال الوضع في نيويورك يختلف عن الذي نقل لنا بشأن تفشي المرض في الصين وإيطاليا، حيث تنتشر الإصابات بشكل كبير بين كبار السن.
ومن جانبه، قال حاكم ولاية نيويورك، أندرو كومو، إن الكثير من شبان الولاية لم يستوعبوا بعد فكرة إصابتهم بفيروس كورونا.
وأضاف كومو في مؤتمر صحفي، الأربعاء، أنه لا تزال هناك تجمعات مفرطة للشباب، الأمر الذي يعرضهم للخطر.
تجدر الإشارة إلى أن الفيروس الغامض "كورونا"ظهر في الصين، لأول مرة في 12 ديسمبر 2019، بمدينة ووهان، إلا أن بكين كشفت عنه رسميا منتصف يناير الماضي.
و"كورونا" عائلة من الفيروسات، غير أن 6 منها فقط تصيب البشر، والأخير الجديد هو السابع من بين ذات العائلة القاتلة التي أرهقت سكان الأرض.
ووفق إحصائيات دولية حتى اليوم، فإن مئات الآلاف أصيبوا بالفيروس التاجي حول العالم، إلى جانب عزل أكثر من نصف سكان الأرض قيد منازلهم.