يبدو أن فيروس كورونا المستجد، يواصل تأثيره على المجتمعات العربية والدولية، ولم يقتصر الأمر على حظر التجوال وغلق دور العبادة، وتعليق الطيران، بل امتد تأثير كورونا ليصل إلى حرمان البعض من الاحتفال بشعائرهم الدينية.
ففي لبنان، احتفلت الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي بـ"أحد الشعانين"، عبر شاشات التلفاز، ومواقع التواصل الاجتماعي، للمرّة الأولى، بسبب التدابير التي اتخذتها السلطات اللبنانية لمواجهة وباء كورونا.
وفي العاصمة بيروت، خلت الكنائس من المصلّين إلّا من وميض الشموع والترانيم المسجلة، واقتصرت المناسبة على الصلاة في المنازل، أما في مدينة زحلة البقاعية، فأقيمت القداديس والزياحات وزينت الكنائس بالشموع وسعف النخيل، وسط غياب العائلات والأطفال الذين فرض عليهم فيروس كورونا الالتزام بمنازلهم.
كما خلت كنائس منطقة راشيا والبقاع الغربي من زوارها، واقتصرت المناسبة على الصلاة في المنازل عبر صفحات الكنائس على "فيسبوك"، وأقامت كنائس القرى الجنوبية، الصلوات من قبل الكهنة مستعينين بمكبرات الصوت، ووسائل التواصل والتلفزيون لنقل القداديس إلى منازل المسيحيين.
ويبدأ المسيحيون، الأحد، ما يعرف بأسبوع الآلام، ويحتفلون السبت المقبل بـِ"سبت النور"، والأحد الذي يليه بأحد القيامة، وأحد الشعانين، هو الأحد الأخير قبيل عيد الفصح، وعادةً، تتجمّع العائلات المسيحية منذ الصباح الباكر في باحات الكنائس للمشاركة في القداديس.
ومن ناحية أخرى، أعلنت السلطات اللبنانية، اليوم الأحد، ارتفاع ضحايا فيروس كورونا في البلاد، إثر تسجيل وفاة جديدة رفعت الإجمالي إلى 18، و7 إصابات رفعت الإجمالي إلى 527.
وأدى انتشار الفيروس إلى تعليق العمرة، ورحلات جوية، وتأجيل أو إلغاء فعاليات رياضية وسياسية واقتصادية حول العالم، وسط جهود متسارعة لاحتواء المرض.
وظهر الفيروس الغامض في الصين، لأول مرة في 12 ديسمبر 2019، بمدينة ووهان (وسط)، إلا أن بكين كشفت عنه رسميا منتصف يناير الماضي.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية في وقت سابق حالة الطوارئ على نطاق دولي لمواجهة تفشي الفيروس، الذي انتشر لاحقا في عدة بلدان، ما تسبب في حالة رعب سادت العالم أجمع.
وينتقل فيروس كورونا عن طريق الجو في حالات التنفس والعطس والسعال، ومن أول أعراضه، ارتفاع درجة حرارة الجسم، وألم في الحنجرة، والسعال، وضيق في التنفس، والإسهال، وفي المراحل المتقدمة يتحول إلى التهاب رئوي، وفشل في الكلى، قد ينتهي بالموت.