منحة الـ 500 جنيه.. زحام ينذر بكارثة تفشي كورونا.. وعمال مصر: «نواة تسند الزير»

منحة الـ 500 جنيه.. زحام ينذر بكارثة تفشي كورونا.. وعمال مصر: «نواة تسند الزير»

آلاف العمال من العمالة غير المنتظمة، يتوافدون على مكاتب البريد وفروع البنك الأهلي، بعد تردد أنباء لصرف منحة الـ 500 جنيه التي أقرتها الحكومة لهم بعد تضررهم من تعليق وتعطيل الأعمال للحد من تفشي فيروس كورونا.

 

الأمر ليس سهلا، فمع تجمع الآلاف من العمال من أجل منحة الـ 500 جنيه، وتواجدهم أمام مكاتب البريد في مساحات ضيقة لا يراعى فيها الإجراءات الاحترازية التي أوصت بها الحكومة لمنع انتشار فيروس كورونا، تكمن الكارثة...

 

هذه التجمعات الألفية تبدو كقنبلة موقوتة لتفشي فيروس كورونا، وتشير بعض الصور المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي إلى حجم الخطر الذي قد ينجم عن تلك التجمعات، في ظل انتشار الوباء، ما ينذر بالدخول في مرحلة يصعب السيطرة عليه فيها.

 

كان قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي، بصرف منحة الـ 500 جنيه، مصدر تفاؤل لـ 120 ألف عامل من العمالة غير المنتظمة، (مسجلين في قاعدة بيانات وزارة القوى العاملة)  ففي ظل الأوضاع المعيشية المتدهورة التي يعيشها عامل اليومية وأسرته، جراء وقف الأعمال سواء الخاصة أو التابعة لشركات توريد العمالة.

 

عدد من عمال اليومية تحدثوا لـ «مصر العربية» حول منحة الـ 500 جنيه، ومعاناتهم في الحصول على عمل في ظل تفشي فيروس كورونا.

ناجي عبد الرؤوف، مبيض محارة، يقول إنه يعمل لدى شركة توريد عمال، والشركة هي المسؤولة عن توفير فرص عمل له ولزملائه، حيث من الممكن العمل في المدن الجديدة أو ربما يحالفه الحظ للعمل في العاصمة الإدارية الجديدة في الإنشاءات.

 

وأشار ناجي إلى أن الشركة توجهه يوميا إلى العمل، حسب "الأوردرات" أو العمل بنظام المقاولة، أي أن الشركة تتفق معه على إنجاز أعمال المحارة في شقة أو فيلا في عدد معين من الأيام في مقابل مادي يُتفق عليه.

 

وأكد ناجي أن معظم الأوردرات قد توقفت الآن خوفا من انتشار فيروس كورونا، وبالتالي لا مصدر رزق لهم حاليا.

 

واستحسن ناجي قرار الدولة بصرف 500 جنيه كإعانة للعمال معلقا: "نواة تسند الزير".

 

لا حيلة في الزرق  

محمد عبد الفتاح، عامل يومية في مجال البناء، يقول إنه يحمل شهادة بكالويوس تجارة، وبسبب قلة الفرص فكر في العمل في البناء والتشييد مع عمه الذي يعمل "مقاول".

 

وأضاف أن التبعات الاقتصادية لتفشي فيروس كورونا أثرت على مجال البناء والتشييد، فمعظم الناس الذين لديهم أعمال بناء توقفوا خوفا من ارتفاع أسعار مواد البناء، أو تفشي فيروس كورونا.

 

وتابع محمد قائلا: "بقالي اكتر من أسبوعين قاعد في البيت مفيش شغل، وأنا متزوج ولدي أسرة (زوجة وطفلين)، مشيرا إلى أن منحة الـ 500 «هتفك ضايقة».

 

وأكد عبد العاطي زلط، يعمل في مجال البناء (عامل صبة) أن الحالة المعيشية له أصبحت سيئة جدا، خلال الفترة الماضية قائلا: "مش عارفين الوضع دا هيستمر لحد امتى... الحال واقف ومفيش شغل وإحنا مش موظفين لكن ما باليد حيلة.. لا حيلة في الرزق ولا شفاعة في الموت".

 

  زحام ينذر بكارثة  

زحام شديد من عمال اليومية أمام مكاتب البريد وبعض فروع البنك الأهلي، بعد تردد أنباء بصرف منحة الـ 500 جنيه، ما ينذر بكارثة تفشي كورونا.

 

أمام مكتب بريد بورسعيد أول، استاء شريف نجم، (نجار مسلح) من الزحام أمام مكاتب البريد لصرف منحة الـ 500 جنيه، قائلا: الناس دي كلها واقفة مستنية المنحة، ودا خطر عشان الكورونا لكن ما باليد حيلة".

 

من جانبه، انتقد جابر مهنى، أحد المواطنين، التجمع الهائل – بحد تعبيره – لعمال اليومية، مشيرا إلى أنه لابد من توفير حلول لمنع هذه التجمعات التي تهدد بتفشي فيروس كورونا متسائلا: "ماذا لو أن أحدهم مصاب؟ يخالط المئات في مكان ضيق سيبب كارثة".

 

وطالب الدكتور عوض المسعودي، (طبيب)، بتوعية هؤلاء العمال بحجم الخطر التي يحاك بهم خلال تجمعهم بالمئات والآلاف في مكان ضيق، موجها حديثه للعمال: "نعم نحن نقدر أنك بحاجة إلى المنحة لكن احذر التجمعات فهي أرض خصبة لتفشي الوباء".

 

كان محمد وهب الله الأمين العام لاتحاد عمال مصر وعضو مجلس النواب، موعد حصر العمالة غير المنتظمة التي تسجل على موقع وزارة القوى العاملة للحصول على منحة استثنائية قدرها 500 نتيجة تضررها من تفشي فيروس كورونا.

 

بيّن "وهب الله"  أن اللجنة المشكلة برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء وعضوية وزارتي القوى العاملة والتضامن الاجتماعي والجهات المعنية الأخرى، ستنتهي الأسبوع الجاري من حصر الأسماء والأعداد وتنقيتها لمعرفة من يستحق المنحة من عدمه وفقًا لمعايير معينة، للبدء في عملية الصرف خلال الشهر الجاري، مؤكدًا أن العمل على تدقيق هذه البيانات يتم أولًا بأول.

 

مقالات متعلقة