كيف استفاد حزب الله من تفشي كورونا في لبنان؟ صحيفة بريطانية تجيب

الحزب يسعى لاستعاد شعبيته

تحت عنوان "حزب الله اللبناني يحشد من أجل المعركة ضد فيروس كورونا".. سلطت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية الضوء على استغلال المجموعة شبه العسكرية أزمة (كوفيد 19) لمحاولة تغيير صورتها التي تدهورت بشدة، بعد الاحتجاجات التي عمَّت لبنان مؤخرًا، واعتبرت الجائحة فرصة لإعادة شرعيتها.

 

وقالت الصحيفة، إنَّ حزب الله اللبناني تعهد بشن "معركة" ضد فيروس كورونا في الوقت الذي تسعى فيه الجماعات إلى إضفاء الشرعية على وجودها من خلال مساعدة اقتصاد البلاد المنهك.

 

وقال الأمين العام للحزب حسن نصر الله في خطاب متلفز الاسبوع الماضي "نحن نخوض هذه المعركة على كامل الأراضي اللبنانية، نحن لا نهرب من هذه المعركة ومخاطرها".

 

وأدى حظر التجوال في لبنان إلى إغلاق المتاجر، والمطاعم والحانات وغيرها، ممَّا أدَّى إلى تفاقم الأزمات المالية والاقتصادية، وتدمير الوظائف ودفع الناس إلى مزيدٍ من الفقر.

 

 

بالنسبة للحزب، وهو جزء لا يتجزأ من حكومة مليئة بالفساد، والتي كانت هدفًا للاحتجاجات المناهضة للمؤسسة خلال العام الماضي، فإنَّ حملة مكافحة الفيروس تتيح فرصة لإعادة شرعيتها، وفي الأيام الأخيرة، نظمت المجموعة مرافق الحجر الصحي والاختبار وزودت سيارات الإسعاف.

 

ونقلت الصحيفة عن حنين غدار الخبيرة في السياسة الشيعية بمعهد واشنطن للأبحاث قولها: "أرادوا أن يظهروا كحزب، وأنهم سيحمون لبنان بنفس الطريقة التي يحمونها بها من إسرائيل وداعش".

 

ويظهر العديد من الأحزاب السياسية اللبنانية وجودها في جهود مكافحة الوباء، مع تنظيف الشوارع إلى توصيل سلال الطعام.

 

وتتضاءل جهودهم مقارنة بحزب الله، الذي رغم أن إيران التي ترعاه تعاني من ضغوط مالية، إلا أنه لا يزال بإمكانها الحصول على الأموال.

 

وبينما صنفته واشنطن ولندن ككيان إرهابي، فإن حزب الله هو تكتل مترامي الأطراف يجمع بين قوة شبه عسكرية مسلحة تسليحا جيدا مع حزب سياسي تتولى المنظمات التابعة له مناصب وزارية، بما في ذلك وزارة الصحة.

 

وعلى المستوى المحلي، تدير العديد من البلديات، ويشرف على المؤسسات الدينية والجمعيات الخيرية، ويدعم المؤسسات من الصحة إلى التعليم، وساعد ذلك في تعبئة 24 ألفا من الأطباء والمتطوعين، بما في ذلك 1500 طبيب، في الأسابيع الأخيرة بمكافحة فيروس كورونا.

 

ونقلت راندا سليم الباحثة بمعهد الشرق الأوسط الأمريكي قوله: " في الوقت الحالي، لا يوجد طرف آخر يمكنه الوصول حتى إلى ثلث موارد حزب الله".

 

وقال حسين فضل الله مسؤول بالحزب، إنه نظم ثلاثة مرافق للحجر الصحي، "لتخفيف الضغط على المستشفيات"، وعشرات اللجان المحلية لمساعدة الأسر المتضررة.

 

وبينما بدأ حزب الله كقوة مقاومة خلال احتلال إسرائيل لجنوب لبنان منذ الثمانينيات، ساعدت قدرته على سد الفجوات في الخدمة العامة على ضمه إلى المجتمعات الشيعية، وهي عادة المجموعة السكانية الأفقر في لبنان، ويعترف حزب الله بأن دائرته الإنتخابية، الأكثر فقراً والتي تفتقر إلى الخدمات من قبل الدولة ، معرضة بشكل خاص للفاشية.

 

ويقول محللون إن حزب الله يرى أيضا فرصة لإعادة بناء صورته في الداخل بعد سلسلة من الانتكاسات الأخيرة.

 

قالت سليم: "لبعض الوقت أهمل حزب الله المخاوف" المحلية لصالح كونه لاعبًا إقليميًا، لذا يركز حزب الله الآن على الجبهة الداخلية لأن الفيروس يمثل تهديدًا".

 

 

الرابط الأصلي

مقالات متعلقة