كانت لحظات عصيبة تلك التي عاشتها إحدى قرى محافظة البحيرة، بعد وفاة أحد أبنائها بكورونا، لكن قصته كانت أشد معاناةً حتى بعد وفاته، بعدما نفر من جثمانه أهل قريته.
الواقعة حدثت في قرية بولس بمحافظة البحيرة، حيث رفض أهلها دفن متوفى بفيروس كورونا، خوفًا على حياتهم، في ظل الانتشار المفزِع للوباء، في وقتٍ تمسّكت أسرته بأن يواري الجثمان الثرى في أرضه.
بداية القصة
القرية التابعة لمركز كفر الدوار شهدت خلافًا بين أهالي القرية بعد تسجيلها أول حالة وفاة بفيروس كورونا، بعدما كان في أحد المستشفيات المخصصة للحجر الصحى، حول دفن جثمانه.
فور الوفاة تمَّ نقل الجثمان بسيارة مجهزة من قبل مديرية الصحة بمحافظة الإسكندرية إلى القرية، وهنا نشب الخلاف والذعر بين المواطنين ورفضوا دفن الجثمان بجوارهم خوفًا من نقل العدوى بينهم، إلى أن تطور الخلاف ووصل الأمر إلى مشادات واشتباكات بين أسرة المتوفى وأهالي القرية بالحجارة.
وعلى الفور تدخلت قوات الأمن للسيطرة على الموقف، ونجحت في دفن المتوفي وفقًا لاشتراطات وزارة الصحة، ثم فرض كردون أمني بعد إجراءات الدفن حول المنطقة لمنع حالات التجمهر أو نشوب أي خلاف.
حكم الشرع
مركز الأزهر للفتوى أوضح حكم تغسيل الميت المصاب بمرض وبائي كـ"كورونا" وحكم تكفينه والصلاة عليه، وقال إنّ الأصل فيمن مات من المسلمين أن يُغسل ويُكفن ويُصلى عليه صلاة الجنازة، ولكن في زمن انتشار الأوبئة التي تثبت الجهات الطبية المختصّة أنها تنتقل من الميت لمن يلمسه.
وأضاف المركز: "عندئذ يُكتَفَى بصب الماء عليه وإمراره فقط بأي طريقة كانت دون تدليكه، مع أخذ كل التدابير الاحترازية لمنع انتقال المرض إلى المغسِّل، من تعقيم الحجرة، وارتداء المُغسِّل بدلة وقائية، وفرض كل سُبُل الوقاية من قِبل أهل الاختصاص في ذلك قبل القيام بإجراء الغُسل؛ منعًا من إلحاق الأذى بمن يباشر ذلك".
وتابع :"إن كان يُخشى من نزول سوائل من جُثَّته؛ فمن الضَّروري إحاطة الكفن بغطاءٍ مُحكم لا يسمح بتسرُّب السَّوائل منه، وإن خرجَ من المستشفى مُجهَّزًا بكفنه يجوز لأهله أن يُصلُّوا عليه صلاة الجنازة في الخلاء بدل المسجد.
واستطرد أنه يجوز أن يُصلِّيَ على الميت بـ"وباء" اثنان -أقل عدد لصلاة الجماعة-، كما يُجوز لمن لم يُصلِّ عليه -بسبب الخوف من الاختلاط والمزاحمة وانتشار الوباء- أن يُصلِّيَ عليه عند قبره منفردا، ويجوز أيضًا أن تُصلَّى عليه صلاة الغائب.
وأكد مركز الأزهر للفتوى أن كل ما سبق يتفق ومقاصد الشَّريعة العُليا، وكذلك تدل عليه الأدلَّة الشَّرعيَّة المُعتبرة؛ إذ الضَّرورات تبيح المحظورات، والضَّرورة تُقدَّر بقدرها.
تعليمات وزارة الصحة طريقة دفن موتى كورونا
حددت وزارة الصحة والسكان، طرق دفن موتى فيروس كورونا وكيفية التعامل مع الجثمان منعًا لانتقال العدوى، أثناء الغسل بمسافة لا تقل عن متر، ورفعه بـ"الملاءة" المحيطة به وتغطية اجزاء الجسم التي يحدث منها إفرازات بضمادات غير منفذة، ونقله إلى ثلاجة الموتى بالمستشفى على ترولي قابل للتنظيف والتطهير، مع مراعاة ارتداء الوقيات الشخصية.
ولحماية القائمين على الغسل فيتم ارتداء الواقيات الشخصية مثل ماسك تنفسي وقفاز يغطي الرسغ، وعباءة سميكة تغطي الزراعين والصدر، وتمتد إلى أسفل الركبة، ونظارة واقية، وغطاء رأس، وحذاء بلاستيكي، وكويل الرقبة.
أما عن نقل جثمات الميت بـ"كورونا" إلى مثواه الأخير، فتقول وزارة الصحة إنه يتم نقل الجثة داخل كيس غير منفذ للسوائلن داخل صندوق مغلق قابل للتنظيف والتطهير، مع مراعاة عدم فتحه إلا بالمدفن.
وعند فتح الصندوق لنقل الجثة إلى المقبرة، يراعى الالتزام التام بارتداء الواقيات الشخصية، وغسل الأيدي بالكحول لكل من تعامل مع المتوفى، وكافة الأسطح التي تلامست مع الجثة.
آخر حصيلة لحالات الإصابة والوفاة بسبب كورونا في مصر
أمس الأربعاء، أعلنت وزارة الصحة والسكان، تسجيل 110 حالات جديدة ثبتت إيجابية تحاليلها معمليًا للفيروس، بينهم أجنبيان، وتسجيل 9 حالات وفاة، فيما ارتفع حالات الشفاء من مصابي كورونا إلى 305 شخص وخروجهم من مستشفى العزل.
ووفقا للدكتور خالد مجاهد، مستشار وزيرة الصحة والسكان لشئون الإعلام والمتحدث الرسمي للوزارة، فإن إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بفيروس كورونا المستجد حتى أمس الأربعاء، هو 1560 حالة من ضمنهم 305 حالات تم شفاؤها وخرجت من مستشفى العزل، و103 حالات وفاة.
وأشار المتحدث باسم الصحة إلى خروج 29 من المصابين بفيروس كورونا من مستشفى العزل، بينهم أجنبيان، وذلك بعد تلقيهم الرعاية الطبية اللازمة وتمام شفائهم وفقًا لإرشادات منظمة الصحة العالمية، ليرتفع إجمالي المتعافين من الفيروس إلى 305 حالات حتى اليوم.
وأوضح مجاهد، أن عدد الحالات التي تحولت نتائج تحاليلها معمليًا من إيجابية إلى سلبية لفيروس كورونا (كوفيد-19) ارتفعت لتصبح 439 حالة، من ضمنهم الـ 305 متعافيين.
وقال "المتحدث" إن جميع الحالات المسجل إيجابيتها للفيروس بمستشفيات العزل تخضع للرعاية الطبية، وفقًا لإرشادات منظمة الصحة العالمية، وجدد تأكيده عدم رصد أي حالات مصابة أو مشتبه في إصابتها بفيروس كورونا المستجد بجميع محافظات الجمهورية سوى ما تم الإعلان عنه، مشيرًا إلى أنه فور ظهور أي إصابات سيتم الإعلان عنها فورًا، بكل شفافية طبقًا للوائح الصحية الدولية، وبالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية.
وتواصل وزارة الصحة والسكان رفع استعداداتها بجميع المحافظات، ومتابعة الموقف أولاً بأول بشأن فيروس "كورونا المستجد"، واتخاذ كافة الإجراءات الوقائية اللازمة ضد أي فيروسات أو أمراض معدية، كما تم تخصيص الخط الساخن "105"، و"15335" لتلقي استفسارات المواطنين بشأن فيروس كورونا المستجد والأمراض المعدية.