"فاطمة الحطاب" سيدة في آخر عقدها الثالث، ترك وفاتها حزن على كل من شاهد قصتها التي باتت محط حديث "السوشيال ميديا"، فقد تركت وصيتها قبل 22 يوما من فراقها للحياة "ادعو لى بالرحمة ولو أنى أخطأ أنسوا خطأي وأذكروا أجمل صفاتى".
بدأت قصة فاطمة الحطاب، ذات الـ 39 عاما من محافظة دمياط، قبل نحو 20 يوما، حين بدأت تشعر بأعراض تشبه أعراض "النزلة الشعبية"، ولكن جاءت نتيجة التحاليل بما لا تشتهي الأنفس، فهي مصابة بفيروس كورونا المستجد.
لم تلبث أيام من انتقال فاطمة لمستشفى العجمي للعزل الصحي بالإسكندرية، وقد وضعت رضيعتها فاطمة، كذلك أسماها زوجها حبا في زوجته، يوم السادس من إبريل الجاري.
وفي صباح اليوم التالي 7 إبريل، توفت الرضيعة فاطمة، بعد ساعات من ولادتها بشكل غير مكتمل، لتصبح أول طفلة رضيعة تتوفى في مصر بسبب كورونا.
وبعد يومين من وفاة الرضيعة فاطمة، لحقت بها الأم، لتملأ قصتها صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، الجميع يدعو لها ويترحم عليها، وصدقات جارية بالقرآن تتغدق عليها، وكأن الجميع ينفذ وصيتها دون أن يكونوا على صلة بها أثناء حياتها.
تركت فاطمة الحطاب سيرة طبية، لم تفارقها حين فارقت روحها الحياة، بينما زوجها شادي أبو يوسف، يصارع الفيروس هو الآخر في مستشفى العزل الصحي في أبو قير.
يقول زوجها على صفحته على فيس بوك :"سبحان الله ..ينزل قرار النهاردة بنقلى من الحجر فى العجمى للحجر فى ابو قير ... وبمجرد دخول عربات الأسعاف ساحة مستشفى العجمى للإستعداد لنقلى بعيدا عن فاطمة ... يأتيني خبر وفاتها فى نفس اللحظة ... وكأنها ظلت إلى جوارى ورحلت عندما أذن الله لى بالرحيل عنها ... اللهم اجعل موعدنا الجنة ... غدا نلقى الأحبة محمد وصحبه".
حين تقلب بين صفحات الزوجين تجد قصة حب تحكيها الصور والمنشورات، فهم قد تزوجا في يوليو 2004، ولهما ولدين وفتاة، كانت رابعتهما فاطمة التي توفت بعد ساعات من ولادتها.
كانت فاطمة الحطاب، الحاصلة على بكالوريوس التربية بجامعة المنصورة، تشغل منصب دير التنفيذي مركز التدريب Britishey لتعليم اللغة الإنجليزية، الذي دشنته مع زوجها شادي أبو يوسف.
بعدما علمت فاطمة بمرضها، تركت وصيتها عبر حسابها على فيس بوك""الوصية الأولى والأخيرة حيث أتوفى سامحونى واستروا عيوبى وادعو لى بالرحمة وتذكروا الصحبة ولو أنى أخطأت، وأنسوا خطأي وأذكروا أجمل صفاتى، لا أعلم بأى ساعة كتب لى انقباض روحى، وبجنانك اللهم ارحمني يوم يصلون على صلاة لا ركوع لها".
وقبل أيام من علم فاطمة بإصابتها بكورونا، شاركت على صفحتها على فيس بوك صورة مكتوب عليها "تشتاق لك روحي وأنت غائب عني يا أبي"، وكتبت عليها :" الله يرحمك يا بابا ويغفر لك انت الوحيد اللى كنت بتهتم بينا كلنا وبتاخد بالك مننا".
أما عن زوج فاطمة الحطاب شادي أبو يوسف، الذي يرقد الآن بمستشفى العزل بعد التأكد من إصابته هو الآخر بفيروس كورونا، فقد نعى زوجته قائلا :"إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراق الفاطمتين لمحزونون ولا نقول إلا ما يرضي ربنا".
اللهم إنى حرمت السير فى جنازتها ... وحرمت زيارتها فى مرضها ... وحرمت صلاة الجنازة عليها .... اللهم سخر لها عبادا من لدنك يصلون عليها صلاة الغائب حتى تضج السموات بدعائهم".
وقال في منشور آخر :" "لطالما طلبت من الله ان يجعلني اعيش حياة طويلة وصالحة ولكن لم يخطر ببالي ابدا انني ساعيش اليوم الذي ادفن فيه زوجتي الحبيبة وابنتي بيدي. عزائي الوحيد هو انك الان لديك حياة افضل ورفاق افضل ان شاء الله".