أثارت خطوة إيرانية مع وفيات فيروس كورونا جدلًا كبيرًا، في وقتٍ تقول الأرقام إنّ الجمهورية الإسلامية من بين أكثر بلدان العالم تضررًا من الجائحة بأكثر من 4200 حالة وفاة وقرابة الـ70 ألف إصابة.
وكشفت مصادر إعلامية، عن أنّ الإيرانيين فوجئوا بطلبٍ وجّهته السلطات الصحية في البلاد لعائلات ضحايا فيروس كورونا المستجد، بإبلاغ الحرس الثوري للحصول على شهادة وفاة وتنظيم عمليات الدفن، ما أثار جدلًا واسعًا بشأن أسباب تدخل القوة العسكرية في مثل هذا الأمر، والأرقام الحقيقية لإصابات ووفيات كورونا.
وقالت فضائية "سكاي نيوز"، إنّه تم تسريب رسالة من السلطات الصحية في إيران في الرابع من أبريل الجاري، تقول إنّه للحصول على شهادة وفاة لمن فقدوا حياتهم بسبب فيروس كورونا، أو لحالات الوفاة التي يشتبه بأن الفيروس سببا لها، فإنه يتعين على عائلات الموتى التواصل مع الحرس الثوري بالإضافة إلى وزارة الصحة.
من جانبه، يقول مستشار وزير الصحة الإيراني علي رضا وهاب زاده إنّ قوات الباسيج يجب أن تشرف على عمليات الدفن، ولهذا فإنه من الواجب إبلاغ الحرس الثوري، ليتم أيضا إصدار شهادة الوفاة.
وتذكر الرواية الرسمية أنّ إشراف الباسيج على عمليات الدفن هو للتأكد من عدم خرق عائلات الموتى للتباعد الاجتماعي، والحرص على عدم انتشار وباء كوفيد-19، إلا أنّ الواقع - والحديث لـ"سكاي نيوز" - يحمل شيئًا آخر، إذ يمكن لقوات الحرس الثوري أن تسجل أي شيء كـ"سبب للوفاة" على الشهادة، وبالتالي التلاعب في الأرقام الحقيقية لوفيات كورونا في البلاد.
ما يعضد من ذلك هو ظهور تقارير خلال الأسابيع الأخيرة، كشفت أنه تم تسجيل "سبب الوفاة" في شهادات الوفاة لمن فقدوا حياتهم بالفيروس، بأنه "مضاعفات بالجهاز التنفسي"، بدلا من كورونا.
ومنذ انتشار الوباء وحصده آلاف الأرواح في إيران، وانتقاله منها إلى عدد من دول المنطقة، تعرضت السلطات الإيرانية لانتقادات تقول إنها تخفي العدد الحقيقي للإصابات والوفيات بكورونا.
وتقول الرواية الرسمية في إيران، إنّ حصيلة وفيات كورونا ارتفعت اليوم الجمعة، إلى 4232 شخصا، بعد تسجيل 122 وفاة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، كما بلغ عدد حالات الإصابة الجديدة 1972 حالة في الـ24 ساعة الماضية، ليصل الإجمالي إلى 68192 شخصًا.
إلا أنّه وفقًا لحصيلة أعدتها وسائل إعلام محلية، فإن حالات الإصابة بكورونا في إيران وصلت إلى نحو 100 ألف شخص، فيما فقد 7 آلاف شخص حياتهم.