تسعى دول العالم جاهدة إلى إيجاد علاج للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد "كوفيد - 19"، والذي تسبب في خسائر كبيرة في الأرواح حيث سجلت نحو 110 آلاف وفاة وحوالي مليون و800 ألف إصابة على مستوى العالم. آخر، ما أعلنت عنه بعض الدول لمكافحة وعلاج وباء كورونا هو استخدام تقنية العلاج بالبلازما حيث يتم الاعتماد على القوى المناعية التي اكتسبها الشخص المعافى من مرض كورونا لعلاج المصابين به.
وتحتوي بلازما الدم المناعية على البروتينات المهمة لتصنيع الأجسام المضادة لمواجهة الفيروسات والميكروبات وتحتوي أيضا البلازما على العديد من المواد العضوية وغيرها.
وبحسب توضيحات الأطباء، تشكل البلازما تقريبا نحو 55% من حجم الدم وهي مادة سائلة شفافة يميل لونها إلى اللون الأصفر ويشكل الماء 90% من حجمها.
وتتمثل فكرة العلاج في أن يتم سحب دم من الشخص الذي تعافى من كورونا ثم يمرر بجهاز خاص لفصل خلايا الدم عن البلازما التي تحتوي على الأجسام المضادة. تحقن بلازما الدم في جسم المريض لتكسبه مناعة فورية تمتد في الغالب لأربعة أيام، وتعرف هذه الطريقة بالمناعة السلبية المكتسبة.
عندما يدخل الفيروس أو أي ميكروب في جسم الإنسان يقوم الجهاز المناعي في الجسم بتطوير وإنتاج بروتينات تعرف بالأجسام المضادة وتكون متخصصة ونوعية، حيث كل نوع منها يقتل ميكروبا محددا.
وعادة ما تكون الأجسام المضادة موجودة في الدم وتنتقل بواسطة البلازما لترتبط بأجزاء من الفيروس لتعوق العدوى، ومن هنا جاءت فكرة استخلاص البلازما الغنية بالأجسام المضادة لـ كورونا. ويضيف الأطباء أن استخدام بلازما الدم المناعية في العلاج له شروط يجب أن تكون محققة قبل عملية سحب الدم وهي أن يكون اختبار المسحة سلبيا لدى المتعافى، ويتعين عليه الانتظار لمدة أسبوعين بعد الشفاء. كما يجب أن يكون دم المتبرع خاليا من الأمراض مثل مرض الإيدز ومرض الكبد الوبائي وغيرهما من الأمراض المعدية. يذكرأن العلاج بالبلازما استخدم في السابق لمواجهة بعض الأوبئة الفيروسية حيث تم تجربته خلال تفشي جائحة فيروس أنفلونزا الخنازير وأظهر المعالجون بالمصل تحسنا سريريا. وكانت بلازم الدم مفيدة أيضا خلال تفشي فيروس "أيبولا" وكذلك حالات كثيرة عولجت من "سارس" و"ميرس" باستخدام التقنية ذاتها. وأشارت بعض الدول إلى فعالية هذه التقنية في تسريع مرحلة الشفاء وفي تعزيز مقاومة المصاب لمرض كورونا.
كشفت الصين عن أنها طبقت استخدام التنقنية على عدد من المصابين وتحسنت حالتهم الصحية. كما أعلنت الولايات المتحدة عن شفاء عدد كبير من المصابين في مستشفيات مدينتي نيويورك وهيوستن بعد حقنهم بالمصل، وفي الهند بدأت في استخدام هذه التقنية منذ أسبوع لعلاج مرضاها. وعربيا، كشفت الإمارات عن البدء في استخدام العلاج بالبلازما إلى جانب عدد من العلاجات الأخرى لفيروس كورونا المستجد.
وكشفت الصحة الإماراتية أن استخدام العلاج بالبلازما يستمر حاليا قياس فعاليته من خلال الدراسات والأبحاث.