تحل ساعات الحظر ويُخيم معها الليل، لا نزول ولا صعود ولا حياة تدب في الشوارع مع دقات الثامنة من مساء كل يوم، هكذا بات الوضع لمنع تفشي فيروس كورونا، ولكن كان لـ "أبو العباس" ورفيقه "عاصي" رآي آخر من خلال لجوئهما لحيل حطما معها ملل الوقت في ساعات الحظر.
فوسط سكون الليل كسر صوت ارتطام الكرة تارة على مضرب "أبو العباس" وتارة أخرى على مضرب "عاصي" حالة الصمت التام التي تخيم على المكان، بعدما احتل كل واحد منهم مكانًا في شرفة منزله، وامسك بمضربه لبدء مباراة راكت من نوع خاص.
هكذا بدا المشهد في أحد شوارع دمياط، خلال ساعات الحظر.. تركيز تام تملك عاصي وأبو العباس خلال وصلة القاء الكرة ما بين الشرفتين، أما الجيران فكانوا في حالة اندماج تام وسادت أجواء من المرح في المكان.
نشر الشاب العشريني أحمد أبو العباس، لاعب كرة القدم عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، مقطع مصور لمباراة "راكت البلكونات" التي دارات فيما بينه وبين جاره محمد العاصي مدرب اللياقة بدنية وأخصائي تأهيل حركي وإصابات ملاعب الشهير بـ عاصي، ونال هذا المقطع إعجاب الكثيرين.
لم تكن معرفة "عاصي بـ أبو العباس" وليدة اليوم أو الأمس ولكنها عشرة عمر، بحكم جيرة وصداقة جمعتهما على مدار سنين بمسقط رأسهما منية دمياط، جعلتهما يتملكهما شعور انهما مثل الأشقاء، يتشاركان الأفراح ويتقاسمان الأطراح معًا، -حسبما روى لنا عاصي-.
فمع صدور قرار تعليق النشاط الرياضي، فضلًا عن فرض حظر التجوال، وجد الرفيقان انهما باتا حبيسا اربعة جدران، فلا مباريات ولا تمارين بعد الآن لحين رجوع الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل "كورونا"، هنا قرر أبو العباس وعاصي كسر ملل الوقت على طريقتهما الخاصة، والحفاظ على لياقتهما.
فكان سطح البيت نقطة التقاء الصديقان في الساعات الأولى من كل صباح، لممارسة الرياضة وتمارين اللياقة البدنية، ولا مانع من قضاء بعض الوقت في لعب شيئًا ما، مثل الراكت.
فبأدوات بدائية بسيطة بديلة للجيم حول الصديقان سطح البيت لما يشبه صالة العاب رياضية متواضعة تمكنهما من الحفاظ على لياقتهما.
وذات ليلة قرر "أبو العباس" وبرفقته "عاصي" أن يمسك كل واحد منهما بمضربه ويقفا كل في شرفته ليبدءا معًا في لعب "ماتش" من نوع خاص لـ "راكت البلكونات" بعدما وجدا فيه ملجأ لهما لكسر ملل الوقت، ساعة الحظر.
وبالفعل بدأت مباراة ممتعة واخذت الكرة تتنقل مابين شرفة عاصي ورفيقه، أما شقيق أبو العباس فوكلت له مهمة لا تقل عنهما، حيث كان يقوم بمراقبة الكرة لجلبها حال سقوطها.
أما ابنة عم أبو العباس فكانت تقف في الطابق الأعلى توثق تلك ماتش الراكت فيما بين شباك "عاصي" لشرفة أبو العباس عبر مقطع مصور لهما.
يقول "عاصي" كل فترة نحاول أن نجدد تلك الألعاب في ساعات الحظر فذات مرة قمنا بالاستعانة بورق وحولناه لكرات.
وكان احدنا يلقي بالواحدة تلو الأخري بينما يقف الأخر في المواجهة بشرفة منزله كحارس مرمي يحاول صد الكرات حتى لا تقتحم شباكه.