شهدت مصر خلال الفترة الأخيرة عدة عمليات ولادة أبطالها أمهات مصابات بفيروس كورونا، بعض هذه العمليات كُتب لها النجاح، والبعض الآخر اضطر الأطباء إلى التضحية بالجنين من أجل انقاذ الأم.
وكانت وزارة الصحة المصرية، سجلت أمس الأحد، 126 حالة إيجابية جديدة لفيروس كورونا، و13 حالة وفاة، ليصل إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر منذ تفشى الوباء فى منتصف فبراير الماضى وحتى اليوم 2065 حالة من ضمنهم 447 حالة تم شفاؤها وخرجت من مستشفى العزل، و 159 حالة وفاة.
وأجريت أول عملية ولادة قيصرية فى مصر لأم مصابة بفيروس كورونا يوم 5 أبريل الجاري، داخل مستشفى الغردقة العام، أجرى العملية فريق طبي برئاسة الدكتور رضا النجار، استشاري أمراض النساء والتوليد، ضم طبيب تخدير وطبيب أطفال و3 مساعدين من الفريق الذي يعمل معه، وتم تسجيل الحالة بوزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية؛ لمتابعة تغيرات الفيروس على الأم ومدى تأثيره على الجنين وستكون محل دراسة.
ويروى الدكتور رضا النجار أنه فور الاشتباه فى إصابة السيدة التى كانت حينها في آخر الشهر التاسع للحمل بكورونا، تم إجراء الفحوصات وتأكدت إيجابية تحاليلها، فنقلت إلى مستشفى العزل بإسنا محافظة الأقصر، وظلّت هناك 9 أيام، وبعد أن أثبتت التحاليل تعافيها خرجت من مستشفى إسنا، وجرى تجهيزها لإجراء عملية الولادة داخل مستشفى الغردقة العام.
اتخذ الفريق الطبي الذى قام بعملية الولادة إجراءات خاصة، نظرا لأن السيدة كانت في عدوى فيروسية وتم توفير غرفة عمليات مناسبة داخل مستشفى الغردقة العام، وبحسب تصريح النجار، كان الهدف أن تكون الأم والجنين في حالة جيدة، مع حماية الفريق الطبي الذي يعمل معه، وأجريت العملية بنجاح وخرجت الحالة دون تعب بعدة 40 دقيقة فقط ، وتم إطلاق اسم "آدم" على المولود.
وأوضح الطبيب، أنه تم وضع الطفل في غرفة منفصلة عن والدته، وعدم تعريضه للرضاعة الطبيعية خلال الأيام المقبلة، والاعتماد على اللبن الصناعي، تحسبا لاحتمال 1% يتنقله عدوى أو خلافه، مشيرا إلى سحب عينات pcr لفيروس كورونا من الأم والجنين وإرسالها لتحليلها، وجاءت النتيجة سلبية، ما يعني خلوهما من كورونا.
الحالة الثانية كانت فى محافظة الإسكندرية، لأم مصابة بفيروس كورونا جرى حجزها في مستشفى العجمي للحجر الصحي، وكانت مصابة بأعراض خطيرة، لذلك تم وضعها في غرفة العناية المركزة، واضطر الأطباء لإجراء عملية ولادة قيصرية للأم رغم أنها لا تزال في الشهر السادس، ولذا ماتت الطفلة بعد ولادتها بعدة ساعات لعدم اكتمالها، وجاءت نتائج فحوصات كورونا للطفلة فور ولادتها سلبية.
وفى فجر اليوم الاثنين نجح أطباء داخل مستشفى العزل الصحي، في إجراء عمليتي ولادة لسيدتين مصابتين بفيروس كورونا المستجد، ونشر هاني يونس، المستشار الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء، عبر صفحته الرسمية على الفيس بوك صوراً لعملية الولادة، وعلق عليها قائلا: "الحمد لله جيشنا الأبيض يحقق النجاحات حالتا ولادة لمصابتين بكورونا الفجر ثقوا بالله واطمئنوا"، ولم يكشف يونس عن أي تفاصيل إضافية عن عمليات الولادة أو الحالة الصحية للطفلين أو أمهاتهن.
ووفقا لتصريحات بعض الأطباء، الأمهات المصابات بفيروس كورونا خلال الحمل يخضعن لبروتوكول علاجي يتناسب مع حالتهن ولا يؤثر على الجنين، ويعتمد البروتوكول بشكل كبير على التغذية السليمة التي تضمن زيادة قوة الجهاز المناعي، وكذلك الاهتمام بالصحة النفسية للأم، الأمر الذى يساعدها بشكل كبير على التعافي.
وعن الحكمة من الإجراءات الوقائية المشددة التى يتم اتخاذها قبل إجراء عمليات الولادة للأمهات المصابات بكورونا، أوضحت الدكتورة ليلى الزغل استشارية النساء والتوليد، أن الإجراءات تكون شديدة وصارمة، نظرا لوجود مخاوف من أن ينقل الفيروس من المريضة إلى الفريق الطبي الذى يجرى العملية، بجانب تقليل فرص انتقال الفيروس من المريضة لطفلها المولود.
وكشفت استشاري النساء والتوليد فى تصريح تليفزيوني لها أن الملابس التي يرتديها الفريق الطبي تكون مختلفة عن الملابس التي يرتدونها خلال إجراء عملية ولادة لمريضة لا تعانى من كورونا، ويتواجد خلال العملية فريق أمراض عدوى لمنع انتقال الفيروس للفريق الطبي.
وتطرقت ليلى الزغل إلى الحديث عن احتمالات انتقال وباء كورونا، من المريضة إلى ابنها المولود، وذكرت أن أغلب الدراسات العلمية أكدت أن فرص احتمالية انتقال الفيروس من المريضة إلى ابنها ساعة الولادة قليل للغاية ولا يمكن أن يحدث، إلا أن هناك دراسات قليلة أشارت إلى امكانية الانتقال، لذا فإنه فور الانتهاء من العملية يتم إبعاد الطفل عن أمه التى توضع في غرفة عزل حتى يتم شفاؤها بشكل كامل.