العلاقات الصينية الأفريقية في مهب الريح بسبب «عنصرية كورونا»

العنصرية الصينية تهدد العلاقات مع أفريقيا

غرقت العلاقات الصينية الأفريقية في أزمة بعد رد المسؤولين الأفارقة بغضب على مزاعم تعرض مواطنيهم للتمييز بشكل روتيني في مدينة صينية باعتبارهم "حاملي" لفيروس كورونا.

 

وأظهر مقطع فيديو نشر على وسائل التواصل الاجتماعي مؤخرًا أن الأشخاص المنحدرين من أصول أفريقية يُطردون من المنازل والفنادق، وزعمت تقارير أن آخرين أجبروا على الحجر الصحي رغم أن اختبار كورونا جاء سلبي.

 

كتب السفراء الأفارقة في بكين رسالة إلى وزارة الخارجية الصينية، اطلعت عليها صحيفة "فايننشال تايمز"، يدينون ما قالوا إنها "مضايقات وإذلال مستمر للمواطنين الأفارقة"، وقالوا: إن العائلات التي لديها أطفال صغار اضطرت للنوم في الشوارع، وصودرت جوازات السفر.

 

وجاء في الرسالة "إن إقصاء الأفارقة من أجل الاختبار الإلزامي والحجر الصحي في رأينا، ليس له أساس علمي أو منطقي ويصل إلى مستوى العنصرية تجاه الأفارقة في الصين"، مشيرة إلى إمكانية حدوث رد فعل عنيف ضد المغتربين الصينيين الذين يعيشون في أفريقيا. 

 

واتهمت رسالة ثانية حصل عليها مسؤولو الأمم المتحدة، ووقعتها مجموعة تسمى الجماعة الأفريقية في قوانغتشو الصين، بأنها "في حالة حرب" مع أفريقيا، قائلة "إن المعاملة اللاإنسانية والكراهية والتمييز الصريح للأفارقة الجارية حاليا في قوانغتشو الصين، تتجاوز التعبير".

 

وفي مدينة قوانغتشو، قال رجل أعمال من تشاد، إنه لم يغادر المدينة لمدة أربعة أشهر، وكان اختباره سلبيًا مرتين، ومع ذلك أبلغته السلطات الصينية بالحجر الذاتي لمدة 14 يومًا لأنه أفريقي.

 

ونقلت صحيفة فايننشال تايمز قوله: "أنا حزين حقا لا أفهم.. لدي شركتي الخاصة هنا، وأدفع ضرائبي، ولدي تصريح عمل".

 

قال رجل أعمال نيجيري لم يرغب في ذكر اسمه إنه طرد من شقته، ورفض دخوله إلى سوبر ماركت محلي لشراء الطعام والماء، وأضاف: "أشعر أن الصينيين يكرهون السود، لا يكرهنا الجميع، فلدي بعض الأصدقاء اللطفاء للغاية".

 

وتابع: " الكثير من أصدقائي الأفارقة في قوانغتشو يريدون العودة إلى إفريقيا بمجرد رفع إجراءات الحجر الصحي".

 

ويشكو الأفارقة منذ فترة طويلة من تعرضهم للعنصرية في الصين، في عام 2018، بثت إذاعة الصين الوطنية مسرحية هزلية سوداء خلال حفل عيد الربيع السنوي.

 

لكن الخبراء قالوا إن الأحداث الأخيرة عرضت لضرر دائم في العلاقات السياسية والتجارية والثقافية التي أصبحت ذات أهمية متزايدة للصين وأفريقيا.

 

ورد العديد من العواصم الأفريقية بغضب، وكسر تحريمًا عاديًا ضد الانتقادات العلنية للصين، التي تعد مقرضًا كبيرًا للعديد من الحكومات الأفريقية، وبين عامي 2000 و 2018 قدمت المؤسسات الصينية، بما في ذلك بنك التنمية الصيني، ما يقدر بـ 152 مليار دولار إلى 48 دولة أفريقية، وفقًا لمبادرة أبحاث الصين الأفريقية في مدرسة جونز هوبكنز للدراسات الدولية المتقدمة.

 

وكان سفراء الصين لدى أبوجا في نيجيريا وأكرا في غانا من بين الذين استدعتهم حكوماتهم المضيفة لتقديم تفسير، وفي أديس أبابا، قال موسى فكي رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، إنه "دعا" السفير الصيني لدى الاتحاد الإفريقي للتعبير عن "القلق البالغ".

 

وقال تشاو ليجيان المتحدث باسم وزارة الخارجية إن بكين تأخذ المزاعم على محمل الجد، ووزارة الخارجية ستواصل "الاتصال الوثيق مع سلطات وستواصل الرد على مخاوف الجانب الأفريقي المعقولة والنداءات المشروعة.

 

الرابط الأصلي

مقالات متعلقة