كشفت دراسة جديدة في جامعة ألبرتا الكندية، عن أن دواء قديمًا لعلاج فيروس إيبولا يتم اختباره حاليًا كعلاج لفيروس كورونا "كوفيد-19" قادر على خداع الفيروس، ويقدم أملًا جديدًا في الجهود العالمية للقضاء على هذه الجائحة.
وأظهرت الدراسة، التي نشرت في مجلة الكيمياء الحيوية الأمريكية، أن عقار "ريمديسيفير" قادر على إيقاف تكاثر كورونا المستجد، وفقًا لهيئة الإذاعة الكندية "سي بي سي".
وتوضح الدراسة، التي قادها رئيس علم الأحياء المجهرية والمناعة في جامعة ألبرتا ماثياس جوتي، كيف يعطل الدواء المضاد للفيروسات الفيروس عن طريق مهاجمة الإنزيمات المعروفة باسم "بوليميراز" وهو إنزيم مساعد في عملية تناسخ الحمض النووي.
وقال جوتي، في بيان صحفي الاثنين: "عندما تصيب الفيروسات جسمنا، فإنها تدخل خلايانا لتتكاثر، مما يوجد المزيد من الفيروسات التي يمكن أن تستمر لإصابة خلايا أو أشخاص آخرين ريمديسيفير يثبط هذه العملية من خلال التنكر كجزء من الفيروس نفسه، واتلافه من الداخل"، وأضاف أن عقار ريمديسيفير يستفيد من دورة الحياة الطبيعية لفيروس كورونا، ويتسلل إلى جينوم الفيروس ويغلق بشكل فعال قدرته على استنساخ نفسه.
وأوضح جوتي أن العقار أثبت أنه "مثبط قوي" وإذا استهدفت البوليميراز، فلن يتمكن الفيروس من الانتشار، لذا فهو هدف منطقي جدًا للعلاج، وتم بالفعل استخدام عقار ريمديسيفير عن طريق الوريد لعلاج الآلاف من مرضى فيروس كورونا، وبدأت دراسات التجارب السريرية التي شملت مئات المرضى حول العالم في أوائل مارس الماضي.
وأشار جوتي إلى أن التجارب السريرية الجارية ستكون الاختبار الحقيقي، ويمكن توقع هذه النتائج في وقت مبكر من شهر مايو.
وأظهرت النتائج أن الدواء لم يكن فعالًا بشكل خاص ضد فيروس الإيبولا في غرب أفريقيا، ولكن الاختبار على القرود المصابة بفيروس متلازمة الشرق الأوسط التنفسية، أشار إلى أن الدواء يمكن أن يكون فعالًا ضد فيروسات كورونا.
وأظهرت دراسة سابقة أجراها جوتي وفريقه، نُشرت في فبراير، أن الدواء كان فعالًا ضد متلازمة الشرق الأوسط التنفسية، وهو مرض تنفسي فيروسي يتسبب فيه أحد فيروسات كورونا.
وقال جوتي: "كنا متفائلين بأننا سنرى نفس النتائج ضد فيروس سارس المعروف كوف - 2" فيروس سارس – كوف – 2 هو الفيروس الذي يسبب فيروس "كوفيد-19"، مشددًا على أنه تم الحصول على نتائج متطابقة تقريبًا كما حدث مع متلازمة الشرق الأوسط التنفسية، معربًا عن تفاؤله في أن تسفر الجهود العالمية في الوصول إلى علاجات للفيروس قريبًا.
تجدر الإشارة إلى أن الفيروس الغامض "كورونا"ظهر في الصين، لأول مرة في 12 ديسمبر 2019، بمدينة ووهان، إلا أن بكين كشفت عنه رسميا منتصف يناير الماضي.
وتتخذ الدول المتضررة من الفيروس التاجي المزيد من التدابير للحد من انتشار المرض وحث الناس على البقاء في منازلهم ليكونوا آمنين وكذلك تخفيف الضغط على أنظمة الرعاية الصحية وسط الأزمة.
وتعد جائحة "كورونا" عائلة من الفيروسات، غير أن 6 منها فقط تصيب البشر، والأخير الجديد هو السابع من بين ذات العائلة القاتلة التي أرهقت سكان الأرض.